تشديد أمني وبحث عن أسلحة قبيل تظاهرات في العراق

بغداد - تستمرّ حالة التأهب الأمني في العاصمة العراقية بغداد، التي من المنتظر أن تشهد غدا السبت تظاهرات احتجاجية لإحياء الذكرى الثالثة لحراك أكتوبر 2019، التي يصنفها مراقبون على أنها "انتفاضة" عمّت مدن جنوب ووسط العراق وبغداد.
واتفق المتظاهرون من مختلف مدن وسط وجنوب البلاد، بمشاركة من ناشطي محافظتي صلاح الدين وديالى، على الخروج في احتجاجات تحمل مطالب شعبية أساسية، أهمها حصر السلاح المتفلت ومحاسبة قتلة المتظاهرين.
وشهدت العاصمة العراقية بغداد الجمعة انتشارا أمنيا كثيفا، خصوصا في الشوارع المؤدية إلى المنطقة الخضراء التي تضم مبنى البرلمان والحكومة والسفارة الأميركية ومقار البعثات الدبلوماسية الأجنبية.
وشددت القوات الأمنية إجراءاتها على جسر الجمهورية وسط العاصمة بغداد، بحواجز حديدية وأسلاك شائكة.
ونقل موقع "السومرية نيوز" عن مصدر أمني قوله إن "القوات الأمنية وضعت حواجز حديدية شائكة على جانبي الجسر، لمنع دخول الشفلات (وسائل النقل الثقيلة) في حال انطلاق تظاهرات".
كما أطلقت القوات الأمنية الجمعة عمليات تفتيش عن أسلحة شملت منازل سكنية في مناطق تحيط بالمنطقة الخضراء.
وأكدت قيادة عمليات بغداد في بيان الجمعة أن الانتشار الأمني الذي شهدته منطقة الكرادة ببغداد هو عملية تفتيش عن الأسلحة. وأضافت أن "العملية تهدف أيضا إلى البحث عن الخارجين عن القانون وفرض هيبة الدولة".
ووفقا لمصادر نقلت عنها محطات إخبارية عراقية، فإن "العملية تتم بحثا عن الأسلحة الخفيفة والمتوسطة في مناطق الجادرية، كرادة (داخل وخارج)، العرصات، كمب سارة، البتاوين، الزعفرانية".
وأكدت المصادر أن "أي منطقة تتوفر عنها معلومات استخبارية بوجود مستودعات أو أكداس الأسلحة يجب جعلها خالية من العجلات المسلحة وفرض سلطة القانون فيها".
ويجري ذلك في وقت ما زالت تشهد فيه العاصمة العراقية حالة تأهب أمني، منذ انعقاد جلسة البرلمان الأربعاء، والتي يعدها تحالف الإطار التنسيقي الحليف لإيران، نصرا له ضد التيار الصدري، وخطوة باتجاه المضي بتشكيل الحكومة الجديدة.
ويستعد ناشطون ومتظاهرون للنزول إلى الشارع في الذكرى الثالثة لاندلاع تظاهرات أكتوبر، مشددين على أن مبادئ انتفاضة تشرين لم تتغير.
ويؤكد الناشطون أن الاحتجاجات تحمل مطالب شعبية أساسية، أهمها حصر السلاح المنفلت ومحاسبة قتلة المتظاهرين، مع التشديد على منع استمرار سطوة الأحزاب على مقاليد الحكم.
وأفاد ناشطون بأن التظاهرات لن تتحول إلى اعتصامات بسبب الأزمات الأمنية والسياسية، وأنها ستنطلق في أربعة ميادين، وهي ساحات النسور والتحرير في بغداد، والصدرين في النجف، والحبوبي في الناصرية بمحافظة ذي قار.
وكان تحالف "قوى التغيير"، وهو المظلة الجامعة لمعظم الأحزاب والكيانات السياسية والتجمعات الشبابية التي أسست بعد التظاهرات العراقية، قد اجتمع الجمعة الماضية في مدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار)، وأعلن أنه سيشارك في الاحتجاجات لمنع طمس ذكرى تظاهرات تشرين، ومنع استمرار استيلاء السلاح على السياسة، وفقا لبيان موحد كان قد صدر عقب الاجتماع.
واندلعت التظاهرات العراقية في الأول من أكتوبر 2019، عقب دعوات انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي بسبب تردي الخدمات وتفاقم نسبة البطالة، قبل أن تنفجر بشكل واسع في بغداد ومدن جنوبي العراق ووسطه.
وشهدت التظاهرات عمليات عنف غير مسبوقة، لاسيما بعد دخول جماعات مسلحة، وُصفت بـ"الطرف الثالث"، على خط قتل وقمع واختطاف المحتجين والناشطين. وأدت أعمال العنف إلى مقتل نحو 800 متظاهر، وإصابة أكثر من 27 ألفا، في وقت لم تحاسب فيه أي جهة متورطة في هذه الأعمال.