تصعيد السلطات الإيرانية ضد المحتجين يفاقم أزمة الحكومة

الشرطة الإيرانية حذّرت من أن وحداتها ستواجه المتظاهرين على وفاة الشابة مهسا أميني بلا رحمة.
الخميس 2022/09/29
الحكومة الإيرانية في قلب العاصفة

طهران - يفاقم تصعيد السلطات الإيرانية ضد المحتجين أزمة الحكومة في البلاد، خصوصا بعد تحذير الشرطة من مواجهة الاحتجاجات الشعبية على وفاة الشابة مهسا أميني بالقوة.

وحذّرت الشرطة الإيرانية الأربعاء من أن وحداتها ستواجه بكل قوتها المتظاهرين الذين يحتجون منذ 12 يوما على وفاة شابة كانت موقوفة لدى شرطة الأخلاق، في مؤشر يدل على أن السلطات مستمرة بالتشدد على الرغم من مقتل العشرات في حملة القمع.

وتواصلت التظاهرات مساء الثلاثاء احتجاجا على وفاة أميني البالغة من العمر 22 عاما خلال احتجازها لدى شرطة الأخلاق لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة للجمهورية الإسلامية.

وجاء في بيان لقيادة الشرطة أوردته وكالة أنباء "فارس" الإيرانية الأربعاء أن "عناصر الشرطة سيواجهون بكل قوتهم مؤامرات مناهضي الثورة والعناصر المعادية، وسيتصرفون بحزم ضد من يخلّون بالنظام العام وبالأمن في كل أنحاء البلاد".

◙ السلطات الإيرانية تندد بوقوف "مجموعات انفصالية" وراء التظاهرات التي ترى فيها "مؤامرات خارجية" موجّهة الاتهام إلى الولايات المتحدة

ويقول نشطاء حقوقيون إن الشرطة أطلقت على المحتجين الخرطوش والرصاص الحي. وبحسب حصيلة جديدة نشرتها الثلاثاء وكالة أنباء ‘فارس’ قتل نحو 60 شخصا منذ السادس عشر من سبتمبر.

وأعلنت الشرطة مقتل عشرة من عناصرها، لكن لم يتّضح إن كان هؤلاء العشرة من ضمن الحصيلة التي أوردتها وكالة "فارس". والاثنين أفادت منظمة "حقوق الإنسان في إيران" غير الحكومية ومقرها أوسلو بمقتل "76 شخصا على الأقل". وتندد السلطات بوقوف "مجموعات انفصالية" وراء التظاهرات التي ترى فيها "مؤامرات خارجية"، موجّهة الاتهام إلى الولايات المتحدة، العدو اللدود للجمهورية الإسلامية.

والأربعاء شنّت إيران ضربات في إقليم كردستان العراق المجاور، حيث تتمركز تنظيمات معارضة كردية إيرانية تندد باستمرار بقمع التظاهرات في إيران. وأدى القصف إلى مقتل سبعة أشخاص على الأقلّ وإصابة 28 آخرين وفق السلطات الكردية العراقية.  واستدعت بغداد سفير إيران لديها لإبلاغه احتجاجها على القصف الإيراني.

وتنفي السلطات أي مسؤولية لها عن وفاة الشابة، لكن عائلتها تقول العكس. وقدّمت عائلة أميني شكوى ضد عناصر الشرطة الذين أوقفوا ابنتها، وفق ما نقلت وكالة "إسنا" للأنباء عن محامي العائلة صالح نيكباخت.

وقال المحامي "تقدّمت عائلة أميني بشكوى ضد المسؤولين عن توقيف ابنتها وعناصر الشرطة الذين تكلموا معها منذ وصولها إلى مركز شرطة الأخلاق". وأضاف “طلبنا من المدعي العام وقاضي التحقيق إجراء تحقيق مفصل عن كيفية حصول الاعتقال حتى نقل أميني إلى المستشفى”، مطالبا السلطات بتأمين “كل مقاطع الفيديو والصور” المتوفرة طوال فترة اعتقال أميني لدى شرطة الأخلاق.

وقالت وسائل إعلام معارضة مقارها في الخارج إن احتجاجات واسعة النطاق استمرت في مدن مختلفة، لكن نشطاء قالوا إن القيود المفروضة على الإنترنت تجعل من الصعب على نحو متزايد إرسال لقطات فيديو.

وأعلنت السلطات توقيف أكثر من 1200 متظاهر منذ السادس عشر من سبتمبر. وتقود النساء التحركات الاحتجاجية التي تشهدها إيران، علما بأن تظاهرات تضامنية عدة تنظّم خارج إيران.

graphe

 

• اقرأ أيضا:

تاريخ نسوي إيراني طويل في معارضة الحجاب

5