الشاشات اللمسية رفيق رقمي تحدد جدواها حركات السائق

تهدف شركات السيارات من خلال زرع التجهيزات الذكية في المركبات الحديثة إلى إضفاء المزيد من الراحة، وتوفير أكبر قدر من عوامل السلامة والأمان على الطريق بما في ذلك تطوير الشاشات اللمسية، والتي رغم ما تتمتع به من مزايا لكنها لا تزال تنطوي على عيوب يتوجب اجتيازها.
لندن - ليس هناك من ينكر تأثير الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية على المركبات الحديثة، إذ عند النظر إلى أي سيارة جديدة تلاحظ شاشة تعمل باللمس وربما حتى مجموعة من أزرار اللمس السعوية التي تسعى إلى تقريب وظيفة الأزرار الميكانيكية.
ورغم أن الجاذبية واضحة ويمكن أن تبدو المقصورة التي تحتوي على عناصر التصميم هذه أنيقة وعصرية، ولكن هناك عيوبا لا يتم أخذها في الاعتبار دائما.
وأولئك الذين لم يجربوا سيارة جديدة تتمتع بمثل هذه التجهيزات قد لا يعرفون ما الذي يبحثون عنه عند تقييم التكنولوجيا.
ومع وضع هذا في الاعتبار، قام خبراء منصة أدموندز المتخصصة في عالم المركبات بإدراج بعض الإيجابيات والسلبيات لواجهات السيارات التي تعمل باللمس للمساعدة في تحديد ما إذا كانت هذه التكنولوجيا ذات أهمية أو أنها مجرد كماليات.
ويقول رونالد مونتويا كبير محرري نصائح المستهلك في هذه المنصة إن معظم الناس يفضلون شاشة كبيرة على شاشة أصغر، ولذلك عندما تزيل شركات صناعة السيارات الأزرار من السيارة، فإنها تمنحهم مساحة أكبر لتوسيع الشاشة.

ومثلما تضخم حجم أجهزة التلفزيون والهواتف الذكية على مر السنوات، أصبحت شاشات السيارات تتمتع بنفس الميزات تقريبا، حتى أنه في بعض الموديلات باتت تحتل الواجهة المقابلة للسائق بالكامل.
وعلى سبيل المثال، قدمت لكزس سيارتها الرياضية متعددة الاستخدامات الصغيرة أن.إكس في عام 2015. وكان هذا الطراز مزودا بشاشة مركزية بحجم 7 بوصات. وبعد أقل من عقد من الزمن، بات بالإمكان الحصول على نسخة من هذا الطراز موديل 2022 بشاشة لمس اختيارية مقاس 14 بوصة.
وهذ ليس كل شيء فشاشات بعض الطرازات أكبر، إذ يحتوي طراز فورد موستينغ ماك - إي على شاشة لمس مركزية مقاس 15.5 بوصة.
كما توفر سيارة مرسيدس - بنز إي.كيو.أس الكهربائية بالكامل لوحة عدادات كاملة عبارة عن شاشة عرض كبيرة.
ويؤكد مونتويا أن الشاشات الأكبر حجما تكون أكثر وضوحا، وتوفر أهدافا أكبر للمس للتفاعل معها، وتجعل من السهل إلقاء نظرة على الخريطة.
ومع شاشات اللمس، يجب على السائقين إبعاد أعينهم عن الطريق لأداء معظم المهام خاصة مع وجود أدلة تشير إلى أنه قد تشكل واحدة من بين العديد من السلبيات.
وتسببت مهمة بسيطة مثل سحب أغنية على منصة سبوتيفاي في جعل السائقين يبتعدون عن الطريق لمدة تصل في المتوسط إلى 20 ثانية، وفقا لدراسة أجرتها في 2022 آي.أي.أم رود سمارت ومقرها المملكة المتحدة، وهي جمعية تهتم بالسلامة على الطرق.
وبالنسبة إلى هذه الوضعية، توصي إرشادات الإدارة الوطنية للسلامة المرورية على الطرق السريعة في الولايات المتحدة بأن "يتم تصميم الأجهزة بحيث يمكن للسائق إكمال المهام أثناء القيادة بنظرات بعيدة عن الطريق لمدة ثانيتين أو أقل".
وخلصت الدراسة أيضا إلى أن التأثير على وقت رد الفعل عند استخدام التحكم باللمس، على عكس التحكم الصوتي، كان أسوأ من الرسائل النصية أثناء القيادة.
ويعتبر المختصون أن معرفة الأشياء والتعامل معها في الشاشة سيتم من خلال الشعور بعد قيادة السيارة لفترة كافية.
ويعطي مونتويا إشارات على ذلك بالقول "فكر في قرص الحجم المادي، على سبيل المثال إذ يمكنك تحديد موقعه وتحويله دون إبعاد عينيك عن الطريق. لكن هذا نادرا ما يعمل مع شاشة تعمل باللمس لأنه لا يمكنك الشعور بزر افتراضي".
وفي هذه الأيام، من المتوقع أن تقوم شاشة السيارة الجديدة بمهمة مزدوجة أو ثلاثية. ولا يحتاج الأمر إلى تشغيل البرنامج فحسب، بل يجب عرض أنظمة تكامل الهواتف الذكية مع أبل كار بلاي وأوتو أندرويد وللمرء أن يتخيل عدد الأزرار المطلوبة لتشغيل الأنظمة الثلاثة.
ومن وجهة نظر صانع السيارات، تحمي واجهة الشاشة التي تعمل باللمس المصممين من الاضطرار إلى معرفة مكان إضافة المزيد من الأزرار وتعطي المقصورة مظهرًا أنظف.
وخير مثال على ذلك هو طراز تسلا موديل أس حيث توجد تقريبًا كل ميزة في السيارة على شاشة اللمس المركزية. وحتى الميزات التي قد لا يمكن توقعها، مثل ناقل الحركة ومساحات الزجاج الأمامي والأضواء، توجد على الشاشة التي تعمل باللمس.
وتعد كيا 6 الكهربائية مثالا بارزا آخر، إذ تحتوي على صف من أزرار اللمس السعوية التي تُستخدم للتحكم في المناخ ولكن يمكن تغييرها تماما إلى عناصر تحكم الإستريو بضغطة زر معين.

ولكن المشكلة تكمن في أنه إذا كان السائق يرغب في ضبط درجة الحرارة واعتمد الإعداد الخاطئ، فسينتهي به الأمر إلى رفع مستوى الصوت بدلا من ذلك.
ومن المفيد أن يكون لدى السائق المزيد من الميزات في السيارة الحديثة، ولكن المشكلة في وضعها جميعا في مكان واحد هي أنه إذا خرجت الشاشة، فلن يتمكن من الوصول إلى أي من هذه الميزات.
وتؤكد منصة إدموندز أن ذلك حصل مع خبرائها في مناسبات عديدة لأنه في بعض الأحيان لا يتم إدماج البرامج الخاصة بالسيارات الجديدة بالكامل.
ونظرا إلى أن الأزرار الافتراضية في السيارة لا يتم قفلها فعليًا في مكان واحد، فإنها تفتح الأبواب للتخصيص، فموديل 3 على سبيل المثال يمكن السائقين من إعادة ترتيب موقع الأزرار الرئيسية التي تظهر على الشاشة لتتناسب مع تفضيلاتهم.
وبالمثل، في سيارة لوسيد أير 2022، إذ يمكن للسائقين إنشاء ملفات تعريف تحتوي على عجلة القيادة والمقاعد وإعدادات الإستريو المسبقة التي يمكن تخزينها واستدعاؤها على الفور في حالة وجود تفضيلات مختلفة لعضو آخر في المنزل.
وتقول إدموندز إنه لكل شخص تفضيل مختلف للطريقة التي يتفاعل بها مع تكنولوجيا السيارة، ولذا فإنه من الضروري التعرف على تقنية السيارة عندما تكون في صالة العرض.
وينصح خبراء المنصة محبي واجهات الشاشة التي تعمل باللمس بالتفكير في العلامات التجارية مثل بي.أم.دبليو وجينسيس ومرسيدس ومازدا قبل خيار الشراء لأن طرزها الحديثة تحتوي جميعها على واجهات مقبض تحكم.