برلمان لبنان يتأهب لجلسة انتخاب رئيس جديد رغم غياب التوافق

بيروت - دعا رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إلى عقد جلسة لانتخاب رئيس جديد للبلاد الخميس المقبل، على الرغم من عدم وجود توافق سياسي على مرشح بعينه وتضاؤل الفرص بشأن نجاح التصويت.
ومع بدء العد العكسي لانتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون في الحادي والثلاثين من أكتوبر المقبل، تتجه الأنظار لمن يصل إلى سدة الحكم، وسط مخاوف من شبح فراغ رئاسي عاشه لبنان قبل انتخاب عون نفسه في 2016.
وأعرب الساسة بالفعل عن قلقهم بشأن شغور المنصب، وهو ما سيعمق من الأزمة المؤسساتية في لبنان الذي عجزت فصائله السياسية عن تشكيل حكومة كاملة الصلاحيات منذ مايو.
وقال بيان صادر عن مكتب بري الإعلامي إن رئيس البرلمان "دعا النواب إلى عقد جلسة على الساعة الحادية عشرة قبل ظهر الخميس التاسع والعشرين من سبتمبر 2022، وذلك لانتخاب رئيس للجمهورية".
وتأتي دعوة بري بعد توجيه البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الأحد تحذيرات للقوى السياسية في لبنان من مساعي تعطيل الاستحقاق الرئاسي، ومن إقصاء الدور الماروني عن السلطة.
وكان عون قد شدد الجمعة على ضرورة انتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة تحوز ثقة مجلس النواب قبل انتهاء ولايته.
كما أكد وزراء خارجية السعودية والولايات المتحدة وفرنسا في بيان ثلاثي الخميس الماضي، دعم بلدانهم المستمر لسيادة لبنان وأمنه واستقراره، مشددين على أهمية إجراء الانتخابات الرئاسية في موعدها المحدد وفق الدستور اللبناني، وانتخاب رئيس يمكنه توحيد الشعب اللبناني ويعمل مع الجهات الفاعلة الإقليمية والدولية لتجاوز الأزمة الحالية.
وما زال اللبنانيون يبحثون عن مرشح "إنقاذ" توافقي لمنصب رئيس البلاد، قبل نهاية المهلة الدستورية، لكن حتى الآن لا تلوح أي بادرة لانفراجة أو الوصول إلى توافق بين القوى السياسية اللبنانية على رئيس جديد، ينتخبه مجلس النواب اللبناني.
وما لم يتم هذا الاتفاق على مرشح توافقي لمنصب الرئيس، فسيكون لبنان على موعد مع تكرار سيناريو الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حين شهدت البلاد فراغا رئاسيا استمر لمدة عامين ونصف العام، نتيجة تعطيل حزب الله وحلفائه النصاب قبل التوصل إلى تسوية قادت إلى انتخاب ميشال عون رئيسا.
وفي ظل التوازنات الهشة داخل المجلس النيابي المنبثق من الانتخابات البرلمانية التي أجريت في مايو الماضي، يبدو من الصعب تأمين نصاب قانوني لجلسة انتخاب رئيس للبلاد دون التوصل إلى نوع من الاتفاق أو تسوية معينة بين العدد الأكبر من الكتل النيابية.
ويتعين الحصول على أصوات ثلثي المشرعين في البرلمان المؤلف من 128 عضوا لكي ينجح المرشح في الفوز بالرئاسة من الجولة الأولى من التصويت، وبعد ذلك ستكفيه أغلبية بسيطة لتأمين المنصب.
ووصل عون إلى مقعد الرئاسة بعد فراغ رئاسي استمر 29 شهرا لم يتمكن خلالها البرلمان من الاتفاق على انتخاب رئيس.
وانتهى المأزق بسلسلة من التفاهمات التي ضمنت النصر لعون وحليفه القوي حزب الله المدعوم من إيران.
ويواجه لبنان أزمة مالية واقتصادية غير مسبوقة أدت إلى زيادة كبيرة في معدلات الفقر وانهارت معها العملة الوطنية مقابل الدولار، وارتفعت أسعار السلع والمواد الغذائية والخدمات بشكل هائل، وذلك بالتوازي مع الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد.