الملتقى الثقافي بسلطنة عمان: دول الخليج نموذج عالمي للسلام والتعايش

صلالة (سلطنة عمان) - أكد مشاركون في الملتقى الثقافي العُماني الأول الذي اختتم أعماله في مدينة صلالة العمانية الأربعاء أن “دول الخليج تمثل نموذجا عالميا للسلام والتعايش بين الشعوب، لما تضمه من عشرات الجنسيات التي تعيش بسلام وتآخ على أرض واحدة”.
وأقيم المؤتمر على مدار يومين تحت شعار “عُمان المحبة والسلام” بحضور حشد من المهتمين بالثقافة والسلام من مختلف الدول العربية، بالتزامن مع اليوم العالمي للسلام الذي يصادف يوم الحادي والعشرين من سبتمبر من كل عام.
ودشن مروان بن تركي آل سعيد محافظ ظفار في افتتاح الملتقى وثيقة إلكترونية تم تصميمها بأياد إماراتية للتعبير عن معاني الولاء والانتماء من شعب عمان إلى بلاده ومؤسساتها.
وقام بتسليم النسخة الإلكترونية من الوثيقة لشعب عمان الدكتور عبدالله الشيباني الرئيس التنفيذي لوثيقة الولاء والانتماء بدولة الإمارات، موضحا أن الوثيقة انطلقت من الإمارات عام 2011 تعبيرا عن الولاء والانتماء، وبعد الإقبال الكبير للتسجيل بالوثيقة في الإمارات، تم تصميم نسخ إلكترونية منها لشعوب دول مجلس التعاون الخليجي ليكون هذا الإهداء هو تعبير عن المحبة والتآخي بين شعوب دول الخليج.
الملتقى يؤكد متانة العلاقات الثقافية بين الدول العربية المشاركة ويسلط الضوء على تنوع وثراء الثقافة العربية
ولفت الشيباني إلى أهمية تحقيق السلام العالمي والتعايش معا بحب وأمن وأمان واحترام بين الجنسيات والديانات والعقائد.
وفي كلمته قال محمد بن علي النهاري رئيس مجلس الفكر الثقافي العُماني “إن الثقافة هي نظام شامل من المعتقدات والأخلاق والشريعة والمعرفة والعادات والتقاليد التي يكتسيها الفرد كعضو في المجتمع، من هنا انبثقت أهمية الملتقى الثقافي العماني الأول، حيث يؤكد الملتقى متانة العلاقات الثقافية بين الدول العربية المشاركة، ويسلط الضوء على تعاون وتنوع وثراء الثقافة العربية بشكل عام وتمازجها وانسجامها في العادات والتقاليد والتاريخ، ومن المؤمل أن تتعزز هذه التجربة وتستمر في السنوات القادمة”.
وأوضح النهاري أن الملتقى يسعى لإرساء الأسس لبرامج ومشروعات ثقافية مستقبلية ومقاربات شاملة للثقافة في بلدان المشاركين بالملتقى وخلق مساحة دائمة للحوار والمداولات بين الأديان لترسيخ الثقافة كجزء من الفكر المستدام وفحص دور الثقافة بشكل إستراتيجي في خلق وتعزيز العلاقة بين الناس والبلدان وتعزيز التنوع الثقافي، والتفاهم المتبادل، والحوار والسلام وكما يجمع هذا الملتقى بين جنباته مختلف الأطياف الثقافية من الدول العربية، الذين يتشاركون الطموح لقيادة الفكر الثقافي والتعلم والممارسة من خلال تبادل المعرفة والإبداع المشترك.
وذكر النهاري أن “الملتقى يهدف إلى تبادل المعرفة حول التنوع الثقافي بدول المنطقة، ويرسي الأسس لبرامج ومشروعات ثقافية مستقبلية وإجراء مقاربات شاملة للثقافة في الدول المشاركة بالملتقى”.
وتضمن الملتقى ندوات ومحاضرات ثقافية وجلسات حوارية وعروضا مسرحية للتعريف بالمعالم التاريخية والسياحية بسلطنة عمان ودول الخليج.

وشارك في فعالياته عدد من المهتمين بالمجال الثقافي من مختلف الدول العربية، إضافة إلى استضافته لتركيا.
ورغم أن هذه الدورة هي الأولى من الملتقى الثقافي بسلطنة عمان، فقد سبقته ملتقيات أخرى تعنى بالانفتاح على دول الخليج والتأسيس لبيئة حوارية من شأنها أن تمهد الطريق لمستقبل أفضل.
وفي هذا الإطار استضافت السلطنة، ممثلة بوزارة الثقافة والرياضة والشباب، في أغسطس الماضي، فعاليات الملتقى الفكري الثقافي لشباب دول مجلس التعاون الخليجي الذي حمل عنوان “الشباب وصناعة المستقبل”.
وسعى هذا الملتقى للعناية والرعاية بالشباب الخليجي في مختلف الجوانب لاسيما الثقافية والفكرية، وتهيئة المناخات الرحبة لهؤلاء الشباب لصقل مواهبهم والتعبير عن آرائهم في مختلف القضايا التي تشغل اهتمامهم، وهذا بدوره يسهم في تنشئة أجيال واعية بأدوارها في بناء الأوطان حاضرا ومستقبلا.
وتواصل عمان التركيز على دور مثل هذه الملتقيات في تحفيز على النقاش والحوار ما يسهم في ترسيخ مناخ فكري حر ومتكامل، وما من شأنه أن يحقق الأهداف المرصودة بشكل أفضل، إذ لا تكتفي هذه الملتقيات بتقديم المحاضرات والورقات البحثية فحسب، بل تحاول خلق مجالات للحوار علاوة على تقديم عروض فنية وثقافية من شأنها أن تحقق التكامل، إذ الأفكار ليست بمعزل عن الفنون والثقافة بكل تجلياتها.
