حفتر يدعو الليبيين للانتفاض ضد الطبقة السياسية

قائد الجيش الوطني الليبي يؤكد على جاهزية الجيش لمساندة كل التحركات.
الأربعاء 2022/09/21
خليفة حفتر يحذر من انزلاق ليبيا إلى الهاوية

طرابلس - طالب قائد الجيش الوطني الليبي المشير خليفة حفتر الشعب الليبي بالخروج إلى الشارع والانتفاضة ضد الطبقة السياسية الحالية التي أثبتت فشلها، مؤكدا جهوزية الجيش لمساندة كل التحركات، وسط تساؤلات بشأن إمكانية تحرك القوات الليبية لإنهاء سيطرة الميليشيات على طرابلس والمنطقة الغربية وما تخلفه من اضطراب وفوضى.

ودعا خليفة حفتر في كلمة ألقاها مساء الاثنين أثناء زيارته لمدينة “غات” بأقصى جنوب غرب البلاد، القوى المدنية في ليبيا إلى “جمع شتاتها وتقدم الصفوف لاستعادة الوطن وكرامته”، معتبرا أن البلاد “انزلقت إلى نفق مظلم على يد السياسيين والمتصارعين من عبدة الكراسي”.

وتابع حفتر “لم يبق من خيار إلا انتفاضة وثورة الشعب على الواقع المزري الذي تعيشه البلاد”، موضحا أن “معركة الشعب هي معركة تحرير شامل ضد الفساد والعبث السياسي، ولا بد من خوضها شعبا وجيشا”.

وأكد قائد الجيش الوطني الليبي في ذات الوقت على “جاهزية الجيش لحماية الشعب وقواه الوطنية والمدنية الحية”. وهو ما فسره مراقبون بنية القوات الليبية في إطلاق عملية عسكرية لتخليص ليبيا والمنطقة الغربية من سطوة الميليشيات، خاصة مع استمرار التقاتل بين المجموعات المسلحة في العاصمة.

عركة الشعب الليبي هي معركة تحرير شامل ضد الفساد والعبث السياسي، ولا بد من خوضها شعبا وجيشا

وصباح الاثنين اندلعت مواجهات بالأسلحة الثقيلة بين ميليشيات على طريق المطار بالعاصمة الليبية طرابلس، حيث كشفت مصادر أن القتال انطلق خلال مرور دوريات لمجموعة “قوة دعم المديريات” في محيط الطريق، لكن ميليشيات من منطقة الزاوية تمركزت حديثا في المنطقة بادرت بإطلاق النار على تلك الدوريات.

ورغم أن الاشتباكات لم تخلف خسائر بشرية وفق مصادر، لكنها في المقابل تشير إلى تحول العاصمة طرابلس والغرب الليبي إلى ساحة للاقتتال بين الميليشيات بحثا عن النفوذ، خاصة وأن العاصمة شهدت قبل فترة اشتباكات دموية خلفت العشرات من القتلة والجرحى، ما دفع قيادة الجيش الوطني الليبي إلى التدخل والتنديد بسطوة الميليشيات وتجاوزاتها.

وأشار حفتر إلى أن “المصلحة الوطنية تدفع إلى توحيد الصفوف وتعزيز الثقة لمواجهة التحديات التي تتعرض لها البلاد”.

وحث حفتر الشعب الليبي بكل مكوناته على الاستعداد لحسم الأمور لصالحه، معقبا “لقد جئنا لنعرض ما يتحتم علينا القيام به وما يجب تجنبه، فقد صرنا أمام طريقين، إما طريق المستقبل الزاهر وإما الانزلاق نحو الهاوية”.

وليست هذه المرة الأولى التي يدعو فيها خليفة حفتر الليبيين في طرابلس والمنطقة الغربية إلى التصدي للطبقة السياسية دون الإعلان صراحة عن إمكانية التدخل العسكري، حيث حذر خلال كلمته في مدينة الكفرة في أغسطس الماضي من “أنه لن يبقى مكتوف الأيدي طويلا مع تواصل انتهاكات الميليشيات”.

وقال حينها “يجب على الغافلين أن ينتبهوا، لم نبن الجيش الوطني ليقف متفرجا على ليبيا العزيزة يجرها العابثون إلى الهاوية”.

ولا يعرف من الجهة التي سيدعمها حفتر في حال قرر التدخل عسكريا في العاصمة طرابلس، حيث تحدثت تقارير عن تحالف ضمني حدث بين قائد الجيش الوطني الليبي ورئيس حكومة الوحدة الوطنية، ما أدى إلى فتح منشآت النفط.

لا يعرف من الجهة التي سيدعمها حفتر في حال قرر التدخل عسكريا في العاصمة طرابلس

وأشارت تلك التقارير إلى أن من أبرز التفاهمات صرف رواتب عناصر الجيش الوطني الليبي وتعيين فرحات بن قدارة، الشخصية المقربة من حفتر، لرئاسة المؤسسة الوطنية للنفط خلفا لمصطفى صنع الله مقابل دعم قوات الجيش لحكومة الدبيبة.

كما شهدت طرابلس في يوليو الماضي دخول عبدالرزاق الناظوري قائد أركان قوات الجيش الوطني الليبي إلى العاصمة لأول مرة منذ 2014، واستقباله من طرف قائد القوات الليبية التابعة لحكومة الوحدة الوطنية محمد الحداد بهدف توحيد المؤسسة العسكرية.

في المقابل تتحدث مصادر أخرى عن تقارب بين قوات الجيش الوطني الليبي والمجوعات الموالية لحكومة فتحي باشاغا، لكن الناطق باسم القيادة العامة للجيش الوطني الليبي اللواء أحمد المسماري نفى في أغسطس الماضي وجود تحالف عسكري سواء مع قوات الدبيبة أو باشاغا، كما نفى أن تكون القوات المسلحة جزءا من الصراع والتوتر بين الطرفين.

وأكد المسماري في تصريحاته أن “الجيش الوطني الليبي ذهب إلى طرابلس لطرد هذه الميليشيات والمرتزقة الأجانب، ولفك مؤسسات الدولة من سيطرة أمراء الميليشيات والجماعات المسلحة، ولكن العالم بالكامل جاء ضدنا في هذه العملية”.

وشن الجيش الوطني الليبي في 2019 معركة لاستعادة السيطرة على طرابلس والمنطقة الغربية من الميليشيات، لكنه فشل في ذلك بسبب الدعم التركي والأجنبي لقوات حكومة الوفاق الوطني بقيادة فائز السراج.

وتشهد ليبيا خلافا وانقساما سياسيا كبيرا، حيث تحكم العاصمة طرابلس والمدن المجاورة حكومة عبدالحميد الدبيبة، وتسيطر الحكومة المكلفة من مجلس النواب على شرق ليبيا وجنوبها، ووسط هذا الانقسام المؤسساتي عجزت بعثة الأمم المتحدة والشركاء الدوليون عن إجراء انتخابات في ليبيا، رغم كل جلسات الحوار بين الفرقاء التي رعتها الأمم المتحدة.

4