إنقاذ شخص على قيد الحياة و10 محاصرون في مبنى منهار بالأردن

شهود وناجون وسكان يؤكدون أن مطبخا أميركيا وراء انهيار مبنى في منطقة اللويبدة، الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص.
الأربعاء 2022/09/14
عمليات الإنقاذ مستمرة بنسق تصاعدي

عمان - أعلنت مديرية الأمن العام الأردنية تمكن فرق الإنقاذ الأربعاء من إخراج شخص على قيد الحياة من تحت أنقاض مبنى سكني انهار في أحد أحياء العاصمة الأردنية عمّان بعد 19 ساعة من العمل، فيما لا يزال البحث جاريا عن عشرة أشخاص آخرين.

وكان 25 شخصا على الأقل في مبنى سكني متهدم مكون من أربعة طوابق في منطقة اللويبدة عندما انهار الثلاثاء.

وأسفر انهيار المبنى عن وفاة خمسة وإصابة 14 آخرين، فيما لا يزال عدد من المواطنين محاصرين تحت الأنقاض، وسط مواصلة فرق الإنقاذ عملها، وفقا لمديرية الأمن.

وأحاطت بالمبنى المنهار سيارات الدفاع المدني والشرطة والإسعاف، فيما شكل رجال الشرطة طوقا أمنيا ووضعوا شريطا أحمر وأبيض لمنع سكان الحي من الاقتراب، كي لا يعيقوا عمليات البحث والإنقاذ التي تجري بمعظمها يدويا، بعد تعذر دخول آليات ثقيلة باستثناء رافعة واحدة إلى الحي بسبب ضيق شوارعه، وهو ما يطيل ويبطئ عمليات الإنقاذ.

وقالت مديرية الأمن إنها لا تزال تتعامل مع الحادث، مشيرة إلى وجود عدد من المحاصرين في المبنى المأهول بالسكان، وسط أزمة مرورية كبيرة وتجمهر للمواطنين تسبب به الحادث الذي أسفر أيضا عن قطع التيار الكهربائي عن العمارة المنهارة والعمارات المجاورة لها.

ونشرت وسائل إعلام أردنية مقطع فيديو يظهر لحظة إخراج شخص على قيد الحياة من تحت أنقاض عمارة جبل اللويبدة.

وأوضح موقع "خبرني" أن فرق الدفاع المدني عملت منذ ساعات على عمل فتحة لتوصيل الماء والأكسجين للشخص الذي جرى إنقاذه.

وقال وزير الدولة الأردني لشؤون الإعلام فيصل الشبول خلال زيارة للموقع في حي اللويبدة إن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن عشرة أشخاص تحت الأنقاض، مضيفا أن هناك مؤشرات على وجود أحياء.

وقام عمال الدفاع المدني طيلة الليل بإزالة الأسطح الخرسانية المنهارة ورفع الأنقاض في محاولة يائسة للبحث عن ناجين.

واستُخدمت طائرة مسيّرة لرصد محيط المبنى المنهار، واستعان رجال البحث والإنقاذ بكلاب للبحث عن مصابين وإنقاذهم.

وقالت مصادر طبية إنه تم انتشال ما يقرب من 12 شخصا حتى الآن، من بينهم عدد من الإصابات الخطيرة.

وقال شاهد عيان لوكالة فرانس برس، فضل عدم الكشف عن هويته، إن رجال الإنقاذ سمعوا أصوات ثلاثة من المحاصرين هم رجل وامرأة وطفل رضيع ويجري التواصل معهم. وأشار إلى أن رجال الإنقاذ استعانوا بكلاب مخصصة لمثل هذه العمليات.

وفور وقوع الحادث تحول رئيس الوزراء بشر الخصاونة رفقة عدد من الوزراء إلى موقع الانهيار، حيث أوعز إلى الجهات المعنية المتخصصة بفتح تحقيق في أسباب انهيار المبنى السكني، بينما ألقى المسؤولون باللوم على تدهور حالة البناية.

 وطالب المركز الوطني للأمن وإدارة الأزمات المواطنين الأردنيين بعدم التجمهر في منطقة الحادث، وعدم إعاقة الطرق والتعاون مع الجهات المعنية في الموقع.

وقال مدير الدفاع المدني حاتم جابر إن "أكثر من 300 شخص من كوادر الدفاع المدني شاركوا في عملية البحث عن محاصرين تحت الأنقاض".

ونقلت وكالة "عمون" الأردنية عن شهود عيان وناجين وسكان في المنطقة قولهم "إن عمليات صيانة كانت تجرى في الطابق الأرضي من البناء، تخللتها أعمال هدم وتغييرات في جدران البناء"، مشيرين إلى أن "مالكه كان يريد فتح مطبخ أميركي بدلا من مطبخ الشقة".

وأضاف المستجوبون أن السكان في الطوابق العلوية أبلغوا مالك المبنى بظهور تشققات في البناء بعد ثلاثة أيام من العمل في الطابق الأرضي، إلا أنه انهار في اليوم الرابع.

منطقة جبل اللويبدة تعد من أجمل وأقدم وأعرق مناطق عمان، ويعود بناؤها إلى بداية القرن العشرين، ويقيم فيها الكثير من الأجانب، وتضم مقر المركز الثقافي الفرنسي.

ولا يشهد الأردن عادة حوادث انهيار مبان كارثية، غير أن متخصصين يحذرون منذ سنوات من خطر انهيار المباني القديمة في عموم المملكة.

يقول رئيس هيئة المكاتب الهندسية المهندس عبدالله غوشة إن "هناك مناطق واسعة في الزرقاء وإربد ووسط العاصمة القديم تواجه مشكلات في منشآتها، وبعضها آيل إلى السقوط"، موضحا أن "منذ حوادث الانهيار التي شهدها الأردن في العامين الماضيين لم تتخذ خطوات حقيقية لمنع تكرارها".

ويقول غوشة إن ثمة نسبة عشوائية مرتفعة في البناء داخل الأردن تحتم على الحكومة التعاطي مع المشكلة بجدية أكبر، موضحا أن العمر الافتراضي لأي منشأة هو 50 عاما، ويحذر غوشة من المياه الجوفية ومياه الصرف الصحي كأحد أسباب الانهيارات.