تجدد القتال بين أرمينيا وأذربيجان يقوض آمال السلام

يريفان (أرمينيا) - يقوض تجدد القتال بين أرمينيا وأذربيجان آمال السلام الذي قطع أشواطا هامة بعد دخول البلدين في مفاوضات منذ أشهر.

وأثار التصعيد الأحدث في الأعمال القتالية المستمرة منذ عقود بين الدولتين الواقعتين في جنوب القوقاز مخاوف من اندلاع حرب ثانية في عالم ما بعد الاتحاد السوفيتي بالإضافة إلى الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقالت أرمينيا الثلاثاء إن 49 على الأقل من جنودها قُتلوا في اشتباكات على الحدود مع أذربيجان بعد تصعيد حاد في الأعمال القتالية دفع القوى الكبرى إلى المطالبة بضبط النفس.

نيكول باشينيان: باكو لا تريد التفاوض بشأن وضع إقليم ناغورني قره باغ

وأضافت أن عدة بلدات قرب الحدود مع أذربيجان، بما في ذلك جيرموك وجوريس وكابان، تعرضت للقصف في الساعات الأولى الثلاثاء، موضحة أنها ردت على ما وصفته “باستفزاز واسع النطاق” من جانب أذربيجان. وقالت باكو إنها هوجمت من جانب أرمينيا.

واتهم رئيس الوزراء الأرميني نيكول باشينيان أذربيجان بمهاجمة البلدات الأرمنية لأنها لا تريد التفاوض بشأن وضع إقليم ناغورني قره باغ، وهو جيب يقع داخل أذربيجان ويسكنه بشكل أساسي عرقيون أرمن.

ودعت روسيا والولايات المتحدة، وهما في خلاف بسبب حرب أوكرانيا، باكو ويريفان إلى مراعاة ضبط النفس وتجنب التصعيد.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في بيان “كما أوضحنا منذ فترة طويلة، لا يمكن أن يكون هناك حل عسكري للصراع. نحث على إنهاء أي أعمال عسكرية عدائية على الفور”.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن الصراع بين أرمينيا وأذربيجان “يجب حله حصريا من خلال السُبُل السياسية والدبلوماسية”.

وتحدث وزيرا دفاع أرمينيا وروسيا الثلاثاء واتفقا على اتخاذ خطوات لتحقيق الاستقرار على الحدود، بينما أجرى وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو اتصالا مع نظيره الأذري جيهون بيراموف ودعا أرمينيا إلى “وقف استفزازاتها”.

وحث شارل ميشيل رئيس المجلس الأوروبي باشينيان على الحيلولة دون حدوث المزيد من التصعيد. واجتمع ميشيل مع باشينيان ورئيس أذربيجان إلهام علييف الشهر الماضي في بروكسل لإجراء محادثات عن تطبيع العلاقات بين البلدين والقضايا الإنسانية واحتمال إبرام معاهدة سلام بشأن ناغورني قره باغ.

وقال مكتب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إن فرنسا ستطرح الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مضيفا أن ماكرون واصل حث الجانبين على الالتزام بوقف إطلاق النار.