السيارات الكهربائية ذات الدفع الرباعي تعد بثورة تجتاح الطرقات

لندن - يتواصل السباق بين المصنعين باتجاه إحداث انقلاب في عالم التنقل النظيف بعدما باتوا أكثر قناعة بأن السيارات الكهربائية، وخاصة إذا ما كانت متعددة الأغراض ستكون أكثر الفئات اكتساحا للطرقات.

وعلى الرغم من ارتفاع تكاليف البطاريات، فإن الشركات تطرح إصدارات كهربائية أكثر بأسعار معقولة، والتي ينبغي أن توسع جاذبيتها لمجموعة أكبر من المشترين.

وجاء آخرها الأسبوع الماضي من جنرال موتورز، وهي سيارة متعددة الأغراض (أس.يو.في) صغيرة من شفروليه إكوينوكس بسعر يبدأ في مكان ما من حوالي 30 ألف دولار ومدى شحن يبلغ 250 ميلا (400 كيلومتر).

لكن هذا ليس كل شيء فالشركة الأميركية منحت عشاقها في حال أرادوا الحصول على نسخة من هذا الطراز ميزة أخرى تتمثل في الحصول على مدى للبطارية يصل إلى 500 كيلومتر قبل إعادة شحنها. وبالطبع سيدفع الشخص مبلغا إضافيا مقابل ذلك.

إيفان دروري: في عالم الدفع الرباعي الكهربائي أنت نوع من هذا المكان

ولن تصدر جنرال موتورز السعر الدقيق لإكوينوكس الكهربائية حتى أقرب تاريخ طرحها للبيع، وعلى الأرجح في مثل هذا الوقت تقريبا من العام المقبل.

وسيارات الدفع الرباعي هذه في الطرف الأدنى من قائمة أسعار منصة أدموندز المتخصصة في عالم المركبات، والمتعلقة بالسيارات الكهربائية المباعة في الولايات المتحدة، حيث يبلغ متوسط تكلفة واحدة من هذا النوع من السيارات حوالي 65 ألف دولار.

ويقول المختصون إن الوصول إلى سعر يبلغ حوالي 30 ألف دولار ومدى لكل شحنة يقترب من 500 كيلومتر يبدو أمرا أساسيا لإقناع المشترين الرئيسيين بالابتعاد عن مركبات البنزين.

وقال إيفان دروري، مدير الإحصاءات لمنصة أدموندز لوكالة أسويستد برس "أنت نوع من هذا المكان الجميل". وأضاف "أنت في الأساس عند نقطة السعر التي يطالب بها الجميع".

ويعتقد الخبراء أنه إذا استفاد طراز إكوينوكس من المساحة الداخلية بكفاءة مع الكثير من غرفة الشحن والركاب، وإذا كان تصميمه مشابها لسيارات الدفع الرباعي الصغيرة الحالية التي تعمل بالغاز، فيجب أن يكون نجاحا في الجزء الأكثر شعبية من السيارات.

وحتى لو لم يتم النظر إلى الشرق الأوسط أو الصين التي تعد أكبر مصنع للسيارات حاليا، فإن حوالي 20 في المئة من جميع المركبات الجديدة المباعة في الولايات المتحدة هي سيارات الدفع الرباعي المدمجة.

ويقول جيف شوستر، رئيس التنبؤ العالمي لأل.أم.سي أوتوموتيف، وهي شركة استشارية في ديترويت إنها “وسيلة مثالية للعديد من المستخدمين المختلفين، سواء كانوا عائلة صغيرة، أو ربما عشا فارغا". وأضاف "لديك مساحة لنقل الأشياء، ولكن من السهل القيادة".

وإلى جانب التصميم الجذاب والتكنولوجيا اللذين تزخر بهما المقصورة الداخلية، فإن السعر يبدو مغريا حتى وإن كانت سيارة إكوينوكس أعلى بقليل من سعر سيارة دفع رباعي صغيرة قابلة للمقارنة تعمل بالبنزين.

وتعتبر تويوتا راف 4، السيارة الأكثر مبيعا في فئتها والسيارة الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة والتي ليست شاحنة صغيرة، حيث يبدأ سعرها من 28 ألف دولار.

وقد تجد جنرال موتورز صعوبة في الحفاظ على سعر إكوينوكس عند سعرها المقترح، ويرجع ذلك إلى حد كبير إلى ارتفاع سريع في المعادن مثل الليثيوم والنحاس والكوبالت والنيكل، وهي مكونات رئيسية للبطاريات.

ويقول دروري إنه حتى لو تمكنت جنرال موتورز من الحفاظ على سعر إكوينوكس المبدئي، فمن المحتمل أن يكون الطلب مرتفعا بدرجة كافية بحيث تصنع الشركة نسخاً أعلى سعرا بشكل أساسي.

ويأتي الطراز الجديد لسيارة إكوينوكس الكهربائية أطول وأعرض وأقصر قليلا من إصدارات الغاز من نفس السيارة.

ويؤكد ستيف ماجوروس، نائب رئيس التسويق في شفروليه إن جنرال موتورز استخدمت أساليب تغليف داخلية جديدة لإنشاء مساحة مماثلة للركاب والبضائع في إكوينوكس التي تعمل بالوقود الأحفوري.

وقال إن "فرق السعر الصغير نسبيا بين الاثنتين يجب أن يدفع العديد من الزبائن إلى التفكير في المركبات الكهربائية".

وأضاف ماجوروس إنها “تفعل الكثير من الأشياء بشكل صحيح لذلك عندما يحدث ذلك، يتبع حجم المبيعات ذلك المنحى".

وحتى السنوات القليلة الماضية، كانت السيارات الكهربائية إما باهظة الثمن وتستهدف المشترين الأثرياء، أو أرخص ولكن مع نطاقات سفر محدودة.

وعلى سبيل المثال، يبدأ الإصدار الأساسي من تسلا موديل 3، وهو الطراز الأقل سعرا من العلامة التجارية الأكثر مبيعا في الولايات المتحدة، من أكثر من 48 ألف دولار.

كارلوس تافاريس: طرز جيب دليل على تحولنا الصارم نحو إزالة الكربون

في المقابل يصل سعر موديل إكس متعدد الأغراض الأكبر حجما للشركة الأميركية التي يملكها إيلون ماسك إلى أكثر من 120 ألف دولار.

والسيارات الكهربائية الوحيدة التي تقل أسعارها عن 30 ألف دولار (بما في ذلك الشحن) هي الآن إصدارات من نيسان ليف وشفروليه بولت. وكلاهما أصغر من سيارات الدفع الرباعي المدمجة النموذجية التي تعمل بالغاز.

وبحسب إدموندز، فإن سيارات ميني كوبر إلكتريك ومازدا أم.إكس 30 وهيونداي كونا إلكتريك تبلغ ثلاثين ألف دولار.

أما كيا نيرو إي.في وهيونداي أيونك 5 وفورد إف – 150 لايتنينغ بيك أب وفولكسفاغن آي.دي 4 وكيا إي.في 6 وتويوتا بي 24 إكس وفورد موستانغ ماك إي وأودي كيو 4 إي ترون سوبارو سولتيرا وبوليستار 2 فتبدأ أسعارها من 40 ألف دولار.

وترى ماري بارا الرئيس التنفيذي لجنرال موتورز أن الشركة ستتفوق على تسلا كأكبر بائع للسيارات الكهربائية في البلاد بحلول منتصف هذا العقد. وقالت إن "سيارة إكوينوكس الكهربائية خطوة نحو تحقيق ذلك".

وفي خضم هذه المنافسة الشرسة أعلنت جيب، العلامة التجارية الرياضية متعددة الاستخدامات لمجموعة سيتلانتيس عن خطة شاملة لجيلها القادم من سيارات الدفع الرباعي الكهربائية بالكامل كجزء من تحولها المستدام.

ويأتي هذا الإعلان بعد أسابيع فقط من اتخاذ دودج خطوة عملاقة إلى الأمام على طريق العلامة التجارية للأداء نحو مستقبل كهربائي.

وتم الكشف عن دودج تشارجر دايتونا أس.آر.تي، وهو مفهوم محطم للإدراك يعيد تصور ما يمكن أن تكون عليه السيارة الكهربائية التي تعمل بالبطارية.

وستنشر المجموعة تفاصيل رام ريفلوشن الكهربائية وهي علامة تجارية تعد بخدمة الجيل القادم من زبائن هذه النوعية من المركبات بحزمة من المنتجات التي تلبي متطلباتهم في العالم الحقيقي.

وسوف تتخطى رام ما أعلنه المنافسون وما يتوقعه المستهلكون لتقديم مجموعة كاملة من التكنولوجيا مع المزيد من النطاق والقوة والإنتاجية والراحة.

وأعلنت كرايسلر أيضا أن العلامة التجارية ستطلق أول مركبة دفع كهربائي بحلول 2025 وتقدم مجموعة سيارات كرايسلر الكهربائية بالكامل بحلول عام 2028.

وقال كارلوس تافاريس، الرئيس التنفيذي لمجموعة سيتلانتيس إن "علامة جيب التجارية مثال آخر على كيفية دعم خططنا الصارمة لإزالة الكربون".

وأضاف "من خلال محفظتنا المكونة من 14 علامة تجارية محبوبة ، نقدم منتجات كهربائية مبهجة في الوقت الذي نسعى فيه إلى إطلاق 28 سيارة كهربائية جديدة بالكامل تعمل بالبطارية بحلول عام 2024".