السيسي لأول مرة في قطر لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات

زيارة الرئيس المصري للدوحة التي تستمر يومين سيبحث خلالها مع أمير قطر العلاقات الثنائية وأوجه دعمها وتعزيزها في مختلف المجالات.
الثلاثاء 2022/09/13
زيارة مهمة من حيث التوقيت

الدوحة - يصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الثلاثاء إلى قطر في زيارة تستمر ليومين هي الأولى له منذ توليه منصبه في 2014، لتأسيس مرحلة جديدة من العلاقات، يتطلع من خلالها البلدان إلى الارتقاء بها إلى مستوى الشراكة المثمرة، بعد طي صفحة الخلافات.

وأفادت وكالة الأنباء القطرية "قنا" بأن أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني "يستقبل (..) الثلاثاء رئيس جمهورية مصر العربية الشقيقة، الذي يصل البلاد في زيارة رسمية تستغرق يومين".

وقطعت مصر علاقاتها مع قطر في يونيو 2017 إلى جانب كل من السعودية والإمارات والبحرين، بعدما وجهت القاهرة اتهامات للدوحة بدعم جماعة الإخوان المسلمين التي أطاحها الجيش المصري من السلطة في 2013. 

وفي يناير 2021 شهدت المملكة العربية السعودية توقيع "اتفاق العُلا" لإنهاء الخلاف بين القاهرة والرياض والمنامة وأبوظبي من جهة، والدوحة من جهة أخرى، وذلك بعد نحو ثلاث سنوات من قطع العلاقات.

ومنذ توقيع اتفاق العلا، التقى الرئيس المصري وأمير قطر في مناسبات عدة خارج حدود بلديهما، وعقدا مباحثات ثنائية على هامش فعاليات ومؤتمرات دولية، كما تبادلا توجيه دعوات الزيارة، التي بدأت بوصول الشيخ تميم بن حمد إلى القاهرة في يونيو الماضي.

كما أوردت "قنا" بأن الزيارة "تؤسس لمرحلة جديدة ومحطة هامة في مسار العلاقات الثنائية بين الدوحة والقاهرة، والارتقاء بها إلى مستوى الشراكة المثمرة".

وتابعت وكالة الأنباء القطرية "تشهد العلاقات القطرية - المصرية حركة اتصالات وزيارات نشطة من الطرفين باتجاه توثيقها لما فيه مصلحة البلدين"، معتبرة أن زيارة السيسي "تكتسب أهمية خاصة من حيث توقيتها لمجيئها قبل انطلاق القمة العربية" في الجزائر في نوفمبر المقبل.

ونقلت الوكالة عن سالم مبارك آل شافي، سفير قطر لدى مصر، تأكيده أهمية الزيارة التي سيقوم بها الرئيس المصري إلى الدوحة.

وأضاف أن الزيارة "تأتي في إطار الزخم الإيجابي الذي تشهده العلاقات الأخوية بين الدوحة والقاهرة"، معربا عن ثقته في أن تتوج الزيارة "بالنتائج التي تحقق طموحات شعبي البلدين الشقيقين في المجالات كافة، وأن تؤسس لانطلاقة غير مسبوقة في مسيرة التعاون بينهما".

وتأتي زيارة السيسي إلى الدوحة، بعدما زار أمير قطر القاهرة في الرابع والعشرين من يونيو الماضي. وجرى خلال الزيارة، التي استمرت ليومين، بحث العلاقات الثنائية بين قطر ومصر، وسبل تعزيزها وتطويرها في مجالات شتى، لاسيما في مجال الاستثمار والطاقة والدفاع والثقافة والرياضة، بحسب وكالة الأنباء القطرية "قنا".

كما بحث الشيخ تميم بن حمد مع الرئيس المصري عددا من القضايا الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، وتبادلا وجهات النظر حيالها، لاسيما تطورات الأوضاع في المنطقة.

وأعرب أمير قطر يومها عن "تطلّعه إلى تعزيز علاقات التعاون بما يحقق التطلعات المشتركة، ويصب في صالح البلدين والشعبين الشقيقين، وتطويرها إلى آفاق أرحب على مختلف الصعد".

وقال الرئيس المصري في حينه إن زيارة الشيخ تميم بن حمد "تجسد ما تشهده العلاقات المصرية - القطرية من تقدم، وترسّخ لمسار تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين خلال الفترة القادمة في جميع المجالات، وذلك في إطار مصلحة البلدين والشعبين الشقيقين، وفي ظل النوايا الصادقة المتبادلة بين البلدين".

وفي نهاية مارس الماضي، أعلن البلدان الاتفاق على استثمارات قطرية في مصر بأكثر من 4.5 مليار دولار في مصر، التي عانت مشكلات اقتصادية بسبب جائحة فايروس كورونا تفاقمت إثر الحرب الروسية على أوكرانيا، ما دفع القاهرة إلى خفض قيمة عملتها بأكثر من 17 في المئة قبل شهرين.

وجاء الاتفاق خلال زيارة لوفد قطري برئاسة الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية.

كما وقّع العملاق القطري "قطر إنرجي" في نفس الوقت اتفاقا مع شركة "إكسون موبيل"، يستحوذ بموجبه على 40 في المئة من حصتها في حقل تنقيب في البحر المتوسط قبالة السواحل المصرية.