وفاة خافيير مارياس روائي إسبانيا الأول

رئيس الحكومة الإسبانية يصف وفاة مارياس بأنها يوم حزين للأدب الإسباني.
الثلاثاء 2022/09/13
روائي من مرشحي نوبل

مدريد - توفي الأحد عن عمر يناهز 70 عاما الكاتب الإسباني خافيير مارياس جراء إصابته بالتهاب رئوي، على ما أعلنت الدار الناشرة لأعمال الراحل الذي كان واحدا من أبرز وجوه الأدب المعاصر باللغة الإسبانية.

وجاء في بيان أصدرته دار الفاوارا (Alfaguara) باسمها وباسم عائلة الراحل “يؤسفنا أن نعلن ببالغ الأسى عن وفاة مؤلفنا وصديقنا الكبير خافيير مارياس بعد ظهر اليوم في مدريد”.

وأوضح البيان أن مارياس “كان يعاني منذ بضعة أسابيع التهابا رئويا تفاقم خلال الساعات الأخيرة”.

وأفادت صحيفة “إل موندو” بأن خافيير مارياس فارق الحياة في عيادة بالعاصمة الإسبانية إثر التهاب رئوي “تسبب به وباء كوفيد – 19” واستلزم معالجته في المستشفى على مدى أشهر.

مارياس جدد الفن الروائي في إسبانيا وهو أحد أساتذة الكتابة المعاصرة فيها يرحل تاركا إرثا أدبيا ونقديا هاما

وأشارت الصحيفة إلى أن جثمانه سيحرق في مدريد، ولكن لن يتسنى الحصول على تأكيد رسمي في هذا الشأن.

وكشفت صحيفة “إل بايس” التي كان لا يزال يكتب فيها حتى يوليو الفائت، أنه خضع لعملية جراحية دقيقة قبل وقت قصير من جائحة كوفيد – 19.

ووصف رئيس الحكومة الإسبانية الاشتراكي بيدرو سانشيز وفاة مارياس بأنها “يوم حزين للأدب الإسباني”.وأضاف في تغريدة عبر تويتر “لقد رحل خافيير مارياس. كان أحد الكتاب الكبار في عصرنا. سيظل نِتاجه العظيم والرائع جزءا أساسيا من أدبنا”.

وكتب وزير الثقافة الإسباني ميكيل إيسيتا على تويتر أيضا “ارقد بسلام. أعمالك ستبقيك حيا في ذاكرتنا”.

ووصف بيان للأكاديمية الملكية الإسبانية للغة الراحل الذي كان عضوا فيها بأنه “أحد أهم الروائيين باللغة الإسبانية”.

وذكرت بأنه كان أستاذا للأدب الإسباني في جامعة أكسفورد (1983 إلى 1985)، وكلية ويليسلي في ماساتشوستس (1984) وفي جامعة كومبلوتنسي بمدريد (1986 إلى 1990).

وترجمت مؤلفات خافيير مارياس إلى أكثر من 40 لغة في نحو 60 دولة، وقلدته فرنسا وسام الفنون والآداب.

وكان الراحل المولود في 20 سبتمبر 1951 في مدريد متعلقا جدا بحي شامبيري في المدينة، وأورد ذكره في عدد من أعماله. وأصدر مارياس روايته السادسة عشرة “توماس نيفينسون”العام الفائت.

وكان مارياس الذي نشأ في عائلة من المثقفين الجمهوريين مما اضطر والده إلى اللجوء بضع سنوات إلى الولايات المتحدة، قد أصدر روايته الأولى “لوس دومينيوس دل لوبو” عندما كان في التاسعة عشرة.

من أشهر مؤلفات مارياس "كل النفوس" في عام 1989 التي تناول فيها تجربته كأستاذ في جامعة أكسفورد

ومن أشهر مؤلفاته “كل النفوس” في عام 1989 التي تناول فيها تجربته كأستاذ في جامعة أكسفورد، و”قلب ناصع البياض” في عام 1993 التي كرست نجاحه، و”غدا في المعركة فكر بي” في عام 1994.

ورفض الكاتب الملتزم في عام 2012 تسلم الجائزة الوطنية للأدب السردي عن روايته “الزينة” لكونها أعطيت له من الحكومة المحافظة، ما أثار جدلا واسعا.

وكان مارياس العضو في الأكاديمية الملكية الإسبانية للغة منذ عام 2008 يتحدث الفرنسية والإنجليزية بطلاقة.

وكان أيضا من هواة السينما، وما لم يكن معروفا عنه جيدا أنه كان مشجعا كبيرا لنادي ريال مدريد.

وعلى الرغم من توجهاته الجمهورية، ابتكر لنفسه لقب حاكم مملكة ريدوندا الخيالية، نسبة إلى جزيرة صغيرة في جزر الأنتيل الصغرى.

وكتب المترجم العراقي عبدالهادي سعودن الذي نقل إلى العربية رواية “قلب ناصع البياض” إن مارياس “روائي إسبانيا الأول. المجدد للفن الروائي وأحد أساتذة الكتابة المعاصرة فيها. ترك لنا إرثا من 16 رواية والعديد من الكتب النقدية والمقالات الصحافية التي ثابر في الكتابة فيها ضمن عمود أسبوعي في ملحق الباييس الأسبوعي. وهو مرشح أساسي في كل قوائم جائزة نوبل الأخيرة، وسبق له أن حاز على أهم جوائز الأدب الإسبانية والأوربية”.

13