اليمين المتطرف نحو فوز سهل في انتخابات إيطاليا

جورجيا ميلوني في طريق مفتوح لرئاسة أول حكومة يمينية متشددة في البلاد.
الاثنين 2022/09/12
انتصار اليمين يهدد تماسك الاتحاد الأوروبي

روما - قبل أسبوعين من موعد الانتخابات التشريعية المرتقبة في إيطاليا، تبدو جورجيا ميلوني في طريقها إلى تحقيق فوز كاسح لتصبح أول امرأة تتولى رئاسة أول حكومة يمينية متشددة في البلاد.

ويضم الائتلاف اليميني حزب “إخوة إيطاليا” (فراتيلي ديتاليا) ذا الجذور الفاشية و”الرابطة” المناهض للهجرة بزعامة ماتيو سالفيني و”فورتسا إيطاليا” بزعامة سيلفيو برلوسكوني. ويتوقع أن يحصل على 46 في المئة من الأصوات.

وأفاد استطلاع أجراه “يوتريند” قبل حظر يسبق الاقتراع أن أحزاب اليسار بقيادة الحزب الديمقراطي تبدو في طريق مفتوح و دون عقبات للفوز بـ28.5 في المئة من أصوات الناخبين، بينما قد تحصل “حركة 5 نجوم” الشعبوية على 13 في المئة.

إنريكو ليتا: المخاطرة بإهداء اليمين فوزا ساحقا ستتيح له تعديل الدستور

وفي خطوة مفاجئة أقر زعيم الحزب الديمقراطي إنريكو ليتا بالهزيمة هذا الأسبوع، لكنه حضّ الناخبين الذين لم يحسموا قرارهم بعد على اختيار حزبه أو المخاطرة بإهداء اليمين فوزا ساحقا سيتيح له تعديل الدستور.

وقال المحامي برناردو (55 عاما) الذي رفض الإفصاح عن اسم عائلته “سأصوّت لميلوني”، مبديا رغبته في “تلقين الحزب الديمقراطي درسا” بسبب حملته الانتخابية السلبية القائمة على “كراهية الآخرين”.

وتمّت الدعوة إلى الانتخابات المبكرة عقب استقالة رئيس الوزراء ماريو دراغي في يوليو بعدما سحبت ثلاثة أحزاب في ائتلافه دعمها له، ما أدخل إيطاليا في وضع ضبابي بينما تعاني من التضخم ومن جفاف قياسي.

وتعهّد الائتلاف اليميني بحلول باهظة الكلفة لأزمة الطاقة وغلاء المعيشة التي تعصف بثالث أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، من دون توضيح كيفية تمويل خططه.

وخصص الاتحاد الأوروبي حوالي 200 مليار يورو لتمويل تعافي إيطاليا بعد الوباء، علما بأن لديها ثاني أعلى دين عام في منطقة اليورو.

وقالت ميلوني البالغة 45 عاما والتي برزت كشخصية صريحة وقوية إنها ستعيد التفاوض على هذا الاتفاق الذي يشترط تنفيذ إيطاليا سلسلة إصلاحات. ويصر الائتلاف اليساري على أن هذا التمويل معرّض للخطر إذا فاز اليمين.

وفي انتخابات 2018 فاز حزب “إخوة إيطاليا” بأكثر بقليل من أربعة في المئة من الأصوات، لكن الاستطلاعات باتت تشير إلى أن هذا الرقم ارتفع إلى 24 في المئة رغم أن أصوله تعود إلى “الحركة الاجتماعية الإيطالية” التي شكّلها أنصار الدكتاتور الفاشي بينيتو موسوليني بعد الحرب العالمية الثانية.

وجذبت ميلوني الإيطاليين بشعارها “الله، البلد، العائلة”، لتخطف أنصار سالفيني الذي كان يحظى بشعبية في الماضي ويقول محللون إنه حدد مصيره السياسي بيده عندما قام بمناورة فاشلة من أجل الوصول إلى رئاسة الوزراء عام 2019.

في خطوة مفاجئة أقر زعيم الحزب الديمقراطي إنريكو ليتا بالهزيمة هذا الأسبوع، لكنه حضّ الناخبين على المخاطرة بإهداء اليمين فوزا ساحقا سيتيح له تعديل الدستور

وتعهّدت بخفض الضرائب وتخفيف البيروقراطية وزيادة الإنفاق الدفاعي وإغلاق حدود إيطاليا من أجل حمايتها من “الأسلمة”، فضلا عن إعادة التفاوض على معاهدات أوروبية بهدف منح روما المزيد من السلطة ومحاربة “مجموعات ضغط من مجتمع الميم”.

ومن شأن انتصار لليمين أن يمثّل “خطرا كبيرا” للاتحاد الأوروبي، وفق ما أفاد ليتا في أغسطس، إذ لم تكن هناك “قط دولة أوروبية رئيسية تديرها قوى سياسية تناهض بهذا القدر من الوضوح فكرة مجتمع أوروبي”.

ويعاني اليمين من انقسامات عميقة على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا، إذ أيّدت ميلوني إرسال أسلحة إلى كييف، بينما يعارض سالفيني الذي لطالما كان من المعجبين بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين العقوبات.

وبدورهم، يسعى اليساريون لإكمال ما بدأه دراغي المؤيد لأوروبا. ويقول محللون إن دعوات اليسار للاستمرارية أقل إقناعا بالنسبة إلى الناخبين الفقراء الذين يعانون من القلق في إيطاليا الغارقة بالديون إذا ما قورنت بوعود التغيير.

وأشارت الخبيرة السياسية الإيطالية ناديا أوربيناتي إلى أنه “ما زال هناك هامش للمفاجآت”، خصوصا إذا ما أُخذ في الاعتبار بأن حوالي 20 في المئة من الناخبين الذين يحق لهم التصويت لم يحسموا قرارهم بعد”.

5