إيران تهاجم فرنسا وألمانيا وبريطانيا مع وصول الاتفاق النووي إلى طريق مسدود

لابيد يشيد بموقف الدول الأوروبية الثلاث ويرى "إشارات مشجعة" على وقف الاتفاق بين الغرب وإيران.
الأحد 2022/09/11
تحميل إيران مسؤولية إفشال إحياء الاتفاق النووي

طهران - يبدو أن طريق الوصول إلى اتفاق دولي مع إيران حول ملفها النووي بات مسدودا، باعتراف طهران، التي هاجمت بشدة فرنسا وبريطانيا وألمانيا لبيانها الأخير، فيما اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لابيد موقف الدول الغربية الثلاث يحمل "إشارات مشجعة" على وقف الاتفاق.

وانتقدت إيران بشدة البيان المشترك لحكومات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، الذي أثارت من خلاله "شكوكا حقيقية" نحو التزام طهران تجاه إنهاء الخلاف المستمر منذ أعوام بشأن إعادة إحياء الاتفاق النووي.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية ناصر كنعاني الأحد "البيان الأخير من قبل الدول الأوروبية غير متوازن وغير بناء".

وأضاف أن إيران تعرب عن أسفها إزاء تفضيل الدول الثلاث تخريب "الاتجاه الدبلوماسي" بدلا من محاولة حل الخلافات العالقة بنية حسنة.

ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية عن المتحدث القول إن هذه الدول إذا استمرت في هذا المسار، سوف تكون في النهاية مسؤولة عن إخفاق المفاوضات النووية.  

وكانت حكومات ألمانيا وفرنسا وبريطانيا قد انتقدت إيران في بيان مشترك السبت، لعدم رغبتها في إبرام الاتفاق المطروح على الطاولة.

وقالت الدول الثلاث، في بيان مشترك، إنه نظرا إلى هذا الأمر فإنها ستجري مشاورات حول كيفية التعامل بأفضل السبل مع "التصعيد النووي المستمر من جانب إيران"، وعدم استعدادها للتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وكانت إيران طرحت قبل أسبوع اقتراحا جديدا لإنهاء الخلاف، وذلك ردا على مقترح توافقي قدمه الاتحاد الأوروبي، ولم يتم الإعلان عن تفاصيل بخصوص هذا الموضوع.

وقبل أسابيع قليلة، بدا أن توقيع الاتفاق النووي مسألة وقت، لكن طهران تراجعت في قبول مسودة اتفاق شبه نهائية طرحتها القوى الأوروبية، في مسعى لدفع واشنطن وطهران إلى تجاوز القضايا العالقة.

وقطع البيان الأوروبي الصادر السبت الطريق على طهران التي تطالب بالمزيد من التنازلات.

وقال رئيس الحكومة الإسرائيلية يائير لابيد الأحد إن هناك "إشارات مشجعة" من وجهة نظر إسرائيل في ما يتعلق بوقف الاتفاق النووي بين إيران والقوى العظمى.

وأكد أن إسرائيل تقوم بحملة سياسية ناجحة لوقف الاتفاق النووي ومنع رفع العقوبات عن إيران.

وشدد لابيد، في تصريحات نقلتها صحيفة "معاريف" العبرية، على أن "الأمر لم ينته بعد"، مشيرا إلى أنه "طريق طويل، ولكن هناك علامات مشجعة".

وأضاف "بعد الأميركيين، أعلنت الدول الأوروبية أمس (السبت) أنه لن يتم التوقيع على الاتفاقية النووية مع إيران، ولن يتم إغلاق ملفات التحقيق الإيراني المفتوحة في الوكالة الدولية للطاقة الذرية".

وشكر لابيد كلا من فرنسا وبريطانيا وألمانيا على جهودها لوقف الاتفاق، مضيفا "لقد أجرينا في الأشهر الأخيرة حوارا هادئا ومكثفا معها، ولديها معلومات استخبارية حديثة عن النشاط الإيراني في المواقع النووية".

وفي منتصف أغسطس الماضي، ردت طهران على عرض القوى الأوروبية مسودة اتفاق نهائي ومتدرج لعودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق الذي انسحبت منه عام 2018.

وقبل أيام، قالت واشنطن إنها تلقت من خلال الاتحاد الأوروبي الرد الإيراني على ملاحظاتها بشأن مسودة الاتفاق النووي، ووصفته بأنه "غير بناء"، فيما طرحت إيران هذا الشهر إمكانية العودة إلى المفاوضات للتوصل إلى اتفاق، لكن الموقف الأوروبي الصادر السبت حمّل إيران مسؤولية الفشل في التوصل إلى حل الأزمة.

وقال متحدث الخارجية الأميركية فيدانت باتيل إن "الجواب الإيراني لم يضعنا على طريق إحياء الاتفاق النووي، والفجوات ما زالت قائمة".

وفي أغسطس الماضي، قدم الاتحاد الأوروبي اقتراح تسوية "نهائيا"، داعيا طهران وواشنطن إلى الرد عليه، أملا في تتويج المباحثات بالنجاح.

ومنذ شهور، يتفاوض دبلوماسيون من إيران وواشنطن وخمس دول أخرى في العاصمة النمساوية فيينا، بشأن صفقة إعادة القيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الاقتصادية، التي أعاد فرضها الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد انسحاب بلاده من الاتفاق في مايو 2018.