تفاؤل أميركي مفرط بالتوصل إلى اتفاق لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل

الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل: أشعر فعلا بأننا أحرزنا تقدما جيدا جدا في الأسابيع الأخيرة، لكن الأمر يتطلب المزيد من العمل.
الجمعة 2022/09/09
حقل كاريش نقطة خلافية جوهرية في مفاوضات ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل

بيروت - أبدى آموس هوكستين، الوسيط الأميركي في المفاوضات غير المباشرة بين لبنان وإسرائيل حول ترسيم الحدود البحرية، وهو ملف شديد الحساسية وأثار توترات في الفترة الأخيرة، تفاؤلا بحل الأزمة في ظل تحقيق تقدم في المباحثات وصفه بأنه "جيد جدا جدا"، لكنه شدد في المقابل على أن الأمر يتطلب المزيد من العمل للتوصل إلى اتفاق نهائي.

لكن وفي ظل تجاذبات رسمية بين الطرفين ودخول حزب الله على خط التصعيد، يبدو تفاؤل الوسيط الأميركي مفرطا ولا يتطابق مع حالة الشد والجذب وتمسك كل طرف بما يعتبره حقوقا في المنطقة المتنازع عليها، والتي تضم حقل كاريش للغاز.

ووصل هوكستين صباح الجمعة إلى بيروت حيث أجرى لقاءات مع الرئاسيات الثلاث، فيما تأتي الزيارة على وقع تهديدات متبادلة بين إسرائيل وحزب الله الذي أرسل الشهر الماضي ثلاث مسيّرات فوق حقل كاريش، قال الجيش الإسرائيلي إنه تصدى لها، بينما جدد الأمين العام للحزب حسن نصرالله في خطابه الأخير تهديداته بالتصعيد في حال لم يمنح لبنان حقوقه كاملة في مياهه وفي أنشطة التنقيب عن النفط والغاز.

ويثير اكتشاف مكامن ضخمة للنفط والغاز في البحر المتوسط توترات بين أكثر من جهة وعلى أكثر من جبهة، فيما يشكل وضع إسرائيل ولبنان حالة استثنائية كونهما في حالة حرب، وتواجه الجيش الإسرائيلي في صيف العام 2006 مع حزب الله في معركة هي الأشرس والأطول بين الجانبين.

وتتولى الولايات المتحدة منذ عامين وساطة بين لبنان وإسرائيل بغية التوصل إلى اتفاق يهدف إلى ترسيم الحدود البحرية بينهما، وإزالة العوائق أمام استخراج الغاز من حقل كاريش المتنازع عليه.

ويرى لبنان أن الحقل المذكور يقع في قسم من المياه المتنازع عليها مع إسرائيل، في حين تعتبر إسرائيل أنه يقع في منطقتها الاقتصادية الخالصة.

وتسارعت منذ بداية يوليو الماضي التطورات المرتبطة بهذا الملف، إثر وصول سفينة إنتاج وتخزين استأجرتها لحساب إسرائيل شركة "إينيرجيان بي.أل.سي" ومقرّها لندن، على مقربة من حقل كاريش. ودفعت الخطوة بيروت إلى المطالبة باستئناف المفاوضات بوساطة أميركية.

وقال هوكستين، الذي وصل الجمعة إلى لبنان في زيارة هي الثالثة منذ يونيو الماضي، "أشعر فعلا بأننا أحرزنا تقدما في الأسابيع الأخيرة"، مضيفا إثر لقائه الرئيس اللبناني ميشال عون ورئيس الوزراء نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري "لدي أمل كبير بعد ما سمعته اليوم وبعد المحادثات التي أجريناها، لكن الأمر يتطلب المزيد من العمل".

ووجه حزب الله، القوة السياسية والعسكرية الأبرز في لبنان، تحذيرات متكررة إلى إسرائيل من أي نشاط في حقل كاريش.

وفي الثاني والعشرين من أغسطس، حذر وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس من أن هجوما لحزب الله على كاريش قد يفضي إلى حرب جديدة بين إسرائيل والجماعة الشيعية اللبنانية المدعومة من إيران.

وبدأت في أكتوبر عام 2020، سلسلة من جولات المفاوضات غير المباشرة بواسطة أميركية لترسيم الحدود البحرية بين لبنان وإسرائيل في مقر القوات الدولية التابعة للأمم المتحدة "يونيفيل" في منطقة رأس الناقورة جنوب لبنان. وتوقّفت في مايو من العام الماضي جراء خلافات حول مساحة المنطقة المتنازع عليها.