بوتين يعوّل على آسيا للالتفاف على العقوبات الغربية

موسكو تتّجه نحو الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا لمواجهة عزلتها المتزايدة وتدهور علاقاتها مع الغرب.
الخميس 2022/09/08
طريق آخر ممكن

موسكو - أكد الرئيس فلاديمير بوتين خلال المنتدى الاقتصادي الشرقي في مدينة فلاديفوستوك في أقصى الشرق الروسي، أن عزل روسيا “مستحيل” رغم “حمى العقوبات في الغرب”، مشيدا “بالدور المتزايد” لمنطقة آسيا المحيط الهادئ في العالم، مقابل تقهقر دول غربية.

وقال بوتين خلال المنتدى في مدينة فلاديفوستوك الروسية المطلة على المحيط الهادئ “بغض النظر عن مدى رغبة البعض في عزل روسيا، من المستحيل تحقيق ذلك”.

وفي مواجهة عزلتها المتزايدة وتدهور علاقاتها مع الغرب، تتّجه موسكو نحو الشرق الأوسط وآسيا وأفريقيا، على أمل العثور على أسواق وموردين جدد هناك يحلّون محل ما خسرته بفعل العقوبات الأميركية والأوروبية.

موسكو تتّجه نحو آسيا على أمل العثور على أسواق وموردين جدد هناك يحلّون محل ما خسرته بفعل العقوبات الغربية

وفي إشارة إلى هذا التوجّه، أعلن السفير الروسي لدى بكين أندري دينيسوف أن الرئيسين الروسي والصيني سيجتمعان في الخامس عشر والسادس عشر من سبتمبر في سمرقند في أوزبكستان بمناسبة قمة إقليمية، حسبما أعلنت الأربعاء وزارة الخارجية الروسية، في أول رحلة لشي جينبينغ إلى الخارج منذ بداية جائحة كوفيد - 19.

وفي هذا السياق، اتخذ منتدى فلاديفوستوك الاقتصادي، الذي تحدث خلاله بوتين الأربعاء، أهمية إستراتيجية لروسيا التي يعاني اقتصادها بسبب العقوبات.

ورغم الدعم السياسي الذي قدّمته الصين لروسيا منذ بداية غزو أوكرانيا واستهلاكها الكبير للوقود الروسي، تجنبت بكين مساعدة موسكو في الالتفاف على العقوبات.

ولفت بوتين، في خطاب أمام العديد من المسؤولين الاقتصاديين والسياسيين الآسيويين، إلى أن الشراكات في المنطقة “ستخلق فرصًا جديدة هائلة لشعبنا”. وأضاف “حصلت تغييرات لا رجعة فيها في نظام العلاقات الدولية برمته”.

ومستغلاً زيارة المسؤولين الآسيويين، تحدث بوتين الأربعاء على هامش المنتدى مع رئيس المجلس العسكري البورمي مين أونغ هلاينغ، مرحّبًا بالعلاقات “الإيجابية” بين روسيا وبورما.

والتقى الرئيس الروسي في وقت لاحق رئيس اللجنة الدائمة للجمعية الوطنية الشعبية الصيني لي تشانشو، ثالث أعلى مسؤول في الصين.

وتأمل روسيا في تقارب اقتصادي وأمني أكبر مع الصين. وبالتوازي مع منتدى فلاديفوستوك، أجرت موسكو تدريبات عسكرية واسعة النطاق في الشرق الأقصى الروسي في الأيام الأخيرة، بمشاركة عسكريين من عدة دول حليفة بما فيها الصين. وأشرف بوتين على هذه المناورات بنفسه الثلاثاء.

وتمّر بكين، من جهتها، بأزمة دبلوماسية مع الولايات المتحدة، خصوصًا منذ زيارة رئيسة مجلس النواب الأميركي نانسي بيلوسي إلى تايوان في أغسطس.

واعتبر بوتين أن العقوبات التي تستهدف موسكو تشكّل تهديدًا على الاقتصاد العالمي.

وأضاف أن جائحة كوفيد – 19 “استُبدلت بتحديات أخرى ذات طبيعة دولية أيضًا، تهدد العالم بأسره”.

موسكو أجرت تدريبات عسكرية واسعة النطاق في الشرق الأقصى الروسي بمشاركة عسكريين من عدة دول حليفة بما فيها الصين

وأوضح “أعني حمى العقوبات في الغرب ومحاولاته العدوانية المكشوفة لفرض أنماط سلوكية على دول أخرى وحرمانها من سيادتها وإخضاعها لإرادته”.

وأدان الرئيس الروسي “الرفض العنيد للنخب الغربية لرؤية الحقائق” و”الهيمنة المراوغة للولايات المتحدة” في فرض عقوبات قاسية على موسكو.

واعتبر أن تحديد سقف محتمل لأسعار الغاز الروسي من قبل الأوروبيين سيكون “حماقة”. وأضاف “لن نرسل أي شيء على الإطلاق إذا تعارض مع مصالحنا، مصالحنا الاقتصادية في هذه الحالة. لا غاز، لا نفط، لا فحم، لا زيت وقود، لا شيء”.

وفي مواجهة “العدوان التكنولوجي والمالي والاقتصادي للغرب”، قال بوتين إنه يتمتّع “بابتعاد الاقتصاد الروسي شيئًا فشيئا” عن الدولار واليورو والجنيه الإسترليني أي “العملات غير الموثوق بها”، واقترابه من اليوان الصيني.

والثلاثاء، أعلنت مجموعة غازبروم الروسية العملاقة للطاقة أن الصين ستبدأ تسديد ثمن شحنات الغاز الروسي بالروبل واليوان بدلا من الدولار.

وتابع بوتين “الأغلبية المطلقة من دول منطقة آسيا المحيط الهادئ لا تقبل بالمنطق المدمّر للعقوبات”.

5