أردوغان يحمّل أوروبا مسؤولية أزمة الطاقة في تناغم مع روسيا

أنقرة - عزا الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الثلاثاء أزمة الطاقة التي تشهدها أوروبا إلى العقوبات الغربية المفروضة على روسيا، في تصريح يتناغم مع تصريحات روسية كانت قد أشارت إلى أن الدول الغربية في وضع كمن أطلق رصاصة على قدميه، بينما سبق لرئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان أن ذهب أبعد في توصيفه للأزمة حين قال إن الاتحاد الأوروبي أطلق رصاصة على صدره بفرضه عقوبات على قطاع النفط الروسي، و"هو الآن في حالة اختناق".
وتلعب تركيا دور الوسيط في الأزمة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا، وهي التي ترتبط بعلاقات وثيقة بين طرفي الحرب ورفضت الانخراط في نهج العقوبات الذي تقوده الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، ما منح أنقرة وضعا جيّدا كمحاور لموسكو وكييف.
وتأتي تصريحات أردوغان التي تتطابق مع وجهة نظر الكرملين بينما تتعامل تركيا مع الأزمة الراهنة، والتي تمتد تداعياتها لتشمل العالم تقريبا، بمنطق الغنيمة، وهو الذي يحاول إرضاء الشريك الروسي وعدم إغضاب الحليف الأوكراني.
وتستورد تركيا المتعطشة للطاقة، جزءا من احتياجاتها من الغاز والنفط من روسيا، بينما ترتبط معها بعلاقات اقتصادية وتجارية وثيقة، فيما ترتبط كذلك مع أوكرانيا بعلاقات جيدة، وهي التي أمدتها بمسيّرات كانت حاسمة في وقف الزحف الروسي إلى العاصمة كييف.
ويستورد الأتراك جزءا هاما من إمدادات الغذاء من أوكرانيا، بينما تسعى تركيا إلى أن تكون محطة ترانزيت ومركز تجميع وتوزيع لإمدادات الغذاء العالمية من كل من موسكو وكييف، مستثمرة وساطتها التي أفضت إلى الإفراج عن ملايين الأطنان من الحبوب الأوكرانية التي ظلت لفترة طويلة عالقة في الموانئ بسبب الحرب.
ويحافظ أردوغان على علاقات جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بينما يحاول إظهار التزام الحياد في النزاع ويزوّد أوكرانيا بأسلحة ومسيّرات قتالية تركية الصنع في موقف ونقيضه.
وقال للصحافيين، قبل مغادرته للقيام بجولة في ثلاث دول في البلقان، إن البلدان الأوروبية "حصدت ما زرعته" عبر فرضها قيودا اقتصادية على روسيا، مضيفا "موقف أوروبا حيال بوتين، عقوباتها، دفعته سواء برغبته أم لا إلى القول إذا قمتم بذلك، فسأقوم من جهتي بذلك. يستخدم كل وسائله وأسلحته. للأسف، الغاز الطبيعي أحدها".
وتتطابق تصريحات أردوغان مع تلك الصادرة عن الكرملين هذا الأسبوع. وألقى الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف الاثنين بالمسؤولية في توقف شحنات الغاز الروسية إلى ألمانيا عبر نورد ستريم على "العقوبات التي فرضت ضد بلدنا". وساهمت روسيا في حوالي نصف عمليات شراء تركيا للغاز الطبيعي العام الماضي.
وتعهّدت أنقرة بالانتقال بطيئا لتسديد ثمن الواردات الروسية بالروبل، وذلك خلال قمة عقدت بين أردوغان وبوتين في سوتشي في وقت سابق هذا الشهر.
ويعتقد محللون بأن الاتفاق سيضمن مواصلة روسيا تزويد تركيا بالغاز عبر خط أنابيب "ترك ستريم" الذي يمر في البحر الأسود. وأفاد أردوغان بأنه لا يتوقع بأن تشهد بلاده أي نقص في الطاقة هذا العام. وقال "أعتقد بأن أوروبا ستواجه مشاكل هذا الشتاء.. لا نعاني من وضع كهذا".
وتسبب ارتفاع أسعار الطاقة في العالم نتيجة تعطّل الإمدادات الروسية في أزمة اقتصادية في تركيا، حيث بلغ معدل التضخم السنوي 80 في المئة، بينما انهارت قيمة الليرة، فيما تؤكد مجموعة خبراء مستقلين أن نسبة التضخم ضعف ما هو معلن رسميا.