وقف عمل نورد ستريم يهوي بقيمة اليورو

فرانكفورت (ألمانيا)- هوت قيمة العملة الأوروبية الموحدة أمام العملة الأميركية الاثنين إلى أسوأ قاع لها منذ إطلاقها قبل عقدين متأثرة بقطع روسيا إمدادات الغاز التي تضخها عبر خط أنابيبها الرئيسي نورد ستريم 1.
وانخفض اليورو دون الدولار إلى أدنى مستوى جديد بعد أن أدت خطوة شركة غازبروم إلى تصاعد المخاوف من تفاقم أزمة الطاقة في أنحاء المنطقة.
وارتبط اليورو بشكل متزايد بأسعار الغاز الطبيعي في الأشهر الأخيرة ، مع انخفاض الأول عندما ترتفع أسعار مصدر الطاقة.
وتسعى أوروبا جاهدة لفطم نفسها عن الإمدادات الروسية وتكوين احتياطيات قبل أشهر الشتاء الباردة، لكن المستثمرين يعتقدون أن الضربة التي ستلحق باقتصادها ستكون ضخمة.

مايكل كاهيل: اليورو سيظل ينخفض إلى دون التكافؤ مع الدولار لأشهر
وألغت روسيا السبت الماضي موعدا نهائيا لاستئناف التدفقات عبر خط أنابيب نورد ستريم، مشيرة إلى تسرب النفط في التوربينات. وتزامن ذلك مع إعلان وزراء مالية مجموعة السبع عن سقف أسعار النفط الروسي.
وانزلق اليورو إلى 0.98 دولار في التعاملات الأوروبية المبكرة، وهو أدنى مستوى منذ 2002، قبل أن يتعافى إلى 0.99 دولار وسط توقعات المحللين بأن تظل العملة الأوروبية في التراجع خلال الفترة المقبلة.
وقال مايكل كاهيل الخبير الاستراتيجي في غولدمان ساكس لرويترز “تم تقليص تدفقات الغاز حتى أكثر من المتوقع، وشاهدنا بالفعل أدلة على تدمير الطلب الذي يلقي بثقله على النشاط”.
وأضاف “نتوقع الآن أن ينخفض اليورو أكثر إلى ما دون التكافؤ (0.97 دولار) وأن يظل بالقرب من هذا المستوى للأشهر الستة المقبلة”.
وتوقع مايكل هيوسون المحلل لدى سي.أم.سي ماركت في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية أن تتراجع العملة الأوروبية التي خسرت 13 في المئة من قيمتها في مقابل الدولار منذ مطلع العام “أكثر على الأرجح”.
وتساهم الظروف الحالية على المدى البعيد بإضعاف اليورو، مع ارتفاع أسعار الطاقة الذي يقوض ميزانيات المستهلكين ويهدد بالتسبب بانكماش اقتصادي في الدول الأوروبية مع استمرار ارتفاع أسعار الغاز.
واستهلت أسعار العقود الآجلة للغاز الطبيعي في أوروبا تعاملات الأسبوع الجديد بالارتفاع الاثنين بعد القرار الروسي مما يهدد بتصاعد أزمة الطاقة في أوروبا وقد يدفع الاقتصاد لحالة ركود.
وارتفع سعر العقود الآجلة الهولندية وهي العقود القياسية للسوق الأوروبية بنسبة 35 في المئة بعد إعلان غازبروم الجمعة الماضي استمرار توقف الضخ عبر خط نورد ستريم 1.
وجاء ذلك قبل ساعات من الموعد الذي كان مقررا لاستئناف الضخ في الخط بعد توقف ثلاثة أيام منذ آخر أيام أغسطس لإجراء عملية صيانة دورية.
في المقابل، يتعزز الدولار بصورة متواصلة مستفيدا من وضعه كعملة ملاذ، فيما تراجع الجنيه الإسترليني بنصف نقطة مئوية، إلى أدنى مستوى له في عامين ونصف العام عند 1.14 دولار إذ أن بريطانيا مكشوفة كثيرا على تقلبات سعر الغاز، وهو مصدر طاقة تعوّل عليه إلى حدّ كبير.
والعملات الأخرى التي تميل إلى الأداء السيء عندما تهتز ثقة السوق تراجعت أيضا، فقد انخفض الدولار الأسترالي الحساس للمخاطر بنسبة نصف نقطة مئوية باتجاه أدنى مستوى في سبعة أسابيع عند 0.67 دولار أميركي.
وساعدت جاذبية الدولار الأميركي باعتباره العملة المفضلة هذا العام على ارتفاعه حتى مقابل عملات الملاذ الآمن، وارتفع إلى 140.59 ين ياباني.
وانخفض اليوان في الخارج إلى أدنى مستوى جديد في عامين عند 6.95 مقابل الدولار، حيث لا تزال المخاوف قائمة بشأن إجراءات الإغلاق في الصين.
وفي أسبوع ضخم بالنسبة إلى اليورو، يستعد المستثمرون أيضا لاجتماع البنك المركزي الأوروبي الخميس المقبل. وقد قامت الأسواق بتسعير فرصة تقارب 80 في المئة لرفع سعر الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس.
وسيكون مسؤولو المركزي الأوروبي حريصين على رؤية اليورو، الذي فقد حوالي 8 في المئة من قيمته في الأشهر الثلاثة الماضية، يستقر. وسيغذي ذلك الرغبة في محاولة كبح جماح التضخم من خلال تشديد السياسة.
وقال سيمون هارفي رئيس تحليلات العملات الأجنبية في مونيكس يوروب “إذا قام البنك المركزي الأوروبي بالتراجع عن أسعار السوق قبل الأوان، فمن المحتمل أن يسحب الستائر عن دفن اليورو”.
وأوضح أنه في حين أن هذا سيكون بمثابة أخبار مرحب بها لقطاع التصنيع الألماني، والذي شهد استمرار تقلص طلبات التصدير الجديدة، إلا أنه لن يؤدي إلا إلى زيادة ضغوط التضخم الحالية المتعلقة بالطاقة.
وأكد هارفي أن ذلك “يجعل تحقيق هدف البنك المركزي الأوروبي المتمثل في استقرار الأسعار أكثر صعوبة”.