تهديدات أردوغان لليونان تثير قلقا أوروبيا

بروكسل - أثار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان مجددا قلق الاتحاد الأوروبي بتصريحات أدلى بها ضد اليونان ووصفتها مصادر دبلوماسية أوروبية بأنها "عدائية"، فيما صعدت تركيا في الفترة الأخيرة من لهجتها ضد جارتها على خلفية توترات لا تهدأ تتعلق بتسليح الجزر اليونانية وأزمة الهجرة ونزاع بحري في بحر إيجه، فضلا عن خلاف محتدم حول حقوق التنقيب عن مكامن النفط والغاز الضخمة في شرق المتوسط.

وكانت الحكومة اليونانية قد اشتكت مرارا من انتهاكات المقاتلات التركية لسيادة أجوائها في الجزر التي يفترض أنها منزوعة السلاح، وكان آخرها تحليق وزير الدفاع التركي خلوصي أكار وقائد الجيش في مقاتلة من طراز أف - 16 فوق الجزر اليونانية.  

وهدد أردوغان اليونان خلال اجتماع السبت الماضي بأنها ستدفع "ثمنا باهظا"، متهما إياها بانتهاك المجال الجوي التركي و"مضايقة" الطائرات التركية فوق بحر إيجه.

وقال "احتلالكم لجزر بحر إيجه القريبة من تركيا لا يلزمنا. حين تأتي اللحظة، سنفعل ما يلزم. قد نصل فجأة خلال الليل"، مكرّرا عبارة غالبا ما كان يستخدمها لإطلاق عملية في سوريا وفي العراق.

وفُسرت تصريحات أردوغان على أنها تهديد بالحرب، بينما حذّر دبلوماسيون أوروبيون من أن النهج العدائي للرئيس التركي يخلق انقسامات عميقة في حلف شمال الأطلسي "الناتو". وتركيا واليونان عضوان في الحلف الذي يكابد لتعزيز صفوفه في مواجهة ما اعتبره تهديدات روسية جدية لأمن شرق أوروبا، عقب الغزو الروسي لأوكرانيا في الرابع والعشرين من فبراير الماضي.

وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ردا على سؤال خلال مؤتمره الصحافي اليومي "هذه التصريحات العدائية من قبل القيادة السياسية التركية ضد اليونان والشعب اليوناني تثير قلقا بالغا"، مضيفا "ننتظر من تركيا الامتناع عن التصعيد الكلامي والالتزام بتحسين علاقات حسن الجوار".

وتابع "في العلاقات مع اليونان، تجب معالجة أي قضايا عالقة سلميا، من خلال الحوار بحسن نية وفقا للقانون الدولي ووفقا لمبدأ علاقات حسن الجوار".

وأشار إلى أن "اليونان دولة عضو في الاتحاد الأوروبي، ويجب احترام سيادة ووحدة أراضي الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي".

وتتهم أثينا الطائرات التركية بالتحليق فوق الجزر اليونانية القريبة من الحدود التركية، فيما يؤدّي الخلاف بين الجارتين إلى تسيير دوريات متكرّرة، بينما تندّد تركيا من جهتها بوجود قوات عسكرية على هذه الجزر خلافا لمعاهدات السلام الموقّعة بعد الحربين العالميتين الأولى والثانية.

وتأتي تصريحات أردوغان بينما يسعى لترميم الشروخ في العلاقات التركية مع الشركاء الأوروبيين التي أحدثها في السنوات الأخيرة باتباعه نهجا صداميا عنيفا في التعاطي مع مسائل خلافية، من ضمنها سجل حقوق الإنسان وقمعه للحريات والمعارضة، إضافة إلى تدخلات عسكرية خارجية في كل من سوريا وليبيا والعراق وإقليم قره باغ في جنوب القوقاز.