جائزة مهرجان "فيزا بور ليماج" لمصور أوكراني عن تقاريره في ماريوبول

بربينيان (فرنسا) - مُنحت جائزة “فيزا دور نيوز”، أبرز جوائز مهرجان “فيزا بور ليماج” الدولي للتصوير الصحافي في بربينيان (جنوب فرنسا) السبت للأوكراني إيفغيني مالوليتكا لتقاريره عن مدينة ماريوبول التي تعرضت لقصف شديد في جنوب أوكرانيا.
وأهدى إيفغيني مالوليتكا الذي بدا عليه التأثر الشديد، جائزته إلى “الشعب الأوكراني”، مشدداً على أهمية الجائزة بوصفها اعترافاً بقيمة عمله.
وكان المصور الأوكراني البالغ 35 عاماً من وكالة أسوشيتد برس ومواطنه مستسلاف تشيرنوف (37 عاماً) مصور الفيديو في نفس الوكالة، أول صحافيين دخلا ماريوبول في الثالث والعشرين فبراير قبل ساعة من انطلاق الغارات على المدينة. كما كانا آخر من غادرها في الخامس عشر مارس.
وقال مالوليتكا لوكالة فرانس برس أمام صوره المروعة لأطفال مقتولين ونساء حوامل تحت الأنقاض، ومقابر جماعية محفورة على عجل بسبب عدم القدرة على تنظيم جنازة جراء القصف “هذه الأيام العشرون في ماريوبول كانت يوماً واحداً طويلاً بلا نهاية ومن سيء إلى أسوأ”.
وأثار قصف الجيش الروسي لهذه المدينة الساحلية التي يقطنها 400 ألف نسمة، ولاسيما على مستشفى الأطفال فيها، استنكاراً كبيراً في المجتمع الدولي.
مؤسس المهرجان جان فرنسوا لوروا قال إن "أمورا تحصل في كل أنحاء العالم غاب الحديث عنها بسبب ما يجري في أوكرانيا"
وكان المرشحون الآخرون للجائزة المصور الأسترالي المولود في أوكرانيا دانيال بيرهولاك عن تقريره “الناس يعيشون هنا” (نيويورك تايمز) عن مذبحة المدنيين في بوتشا، والمراسل الأميركي ماركوس يام المولود في ماليزيا عن “سقوط أفغانستان” (لوس أنجلس تايمز).
وقُدّمت خلال المهرجان سبع جوائز “فيزا دور” وخمس جوائز أخرى وثلاث منح.
وفي العام الماضي مُنحت جائزة Visa d’or News للمرة الأولى لمصور ظل مجهول الهوية لأسباب أمنية، عن عمله في “ثورة الربيع” في بورما.
وفي عام 2020 مُنحت الجائزة لفابيو بوتشياريلي عن عمله (2020 بيرغامو، مركز جائحة كوفيد – 19 في إيطاليا).
وكانت أوكرانيا أحد الموضوعات الرئيسية في هذه النسخة الرابعة والثلاثين التي انطلقت في السابع والعشرين أغسطس.
ومُنحت جائزة “فيزا دور” للصحافة اليومية لصحيفة بوليتيكن الدنماركية عن عمل مادس نيسن حول الحرب، فيما أسندت جائزة مدينة بربينيان – ريمي أوشليك إلى لوكا باريوليه في صحيفة لوموند الفرنسية.
لكنّ الكوكب واضطراباته الناجمة عن النشاط البشري كانا أيضاً في قلب المهرجان. فقد مُنحت جائزة “Visa d’or Magazine” لبرنت ستيرتون (غيتي إيميجز/ ناشونال جيوغرافيك) عن عمله بعنوان “لحوم الطرائد: أصل الأوبئة”. أما جائزة مؤسسة “إيف روشيه” التي تهدف إلى تسهيل إنجاز تقارير صحافية عن القضايا البيئية، فمُنحت لآلان شرودر الذي يعمل في إندونيسيا.
المعارض الـ25 في المهرجان الذي تضمن أيضاً عروضاً ولقاءات مع مصورين وجلسات نقاش مفتوحة ستبقى حتى الحادي عشر من سبتمبر
ومُنحت جائزة “فيزا دور” الإنسانية من اللجنة الدولية للصليب الأحمر للمصوّر السوري سمير الدومي (وكالة فرانس برس) عن مجموعة صور بعنوان “طرق الموت”، بشأن أزمة الهجرة في شمال فرنسا. وأعطيت جائزة المعلومات الرقمية “فرانس إنفو” لبيراك وديلان موريارتي وجوليا لودور عن عملهم “أفريكا سيتيز رايزينغ” (صعود المدن الإفريقية)، عبر صحيفة واشنطن بوست.
ومُنحت جائزة “فيزا دور شرفية” من مجلة “فيغارو ماغازين” والتي تكرّم مسيرة مصور ما زال نشطاً لآلان كيلر (ميوب) المعروف خصوصاً بصوره للشيشان والسلفادور وساحة تيان أنمين.
ومن بين الجوائز الأخرى، كرمت جائزة بيار وألكسندرا بولا عمل لورا مورتون عن التقنيات الآلية.
ومُنحت جائزة كامي لوباج لريبيكا كونواي التي تعمل على تأثير الحرب الأهلية على الصحة العقلية في سريلانكا، وجائزة كارمينياك للتصوير الصحافي لفيريرو عن مشروعها حول الكارثة الاقتصادية في فنزويلا.
وستبقى المعارض الـ25 في المهرجان الذي تضمن أيضاً عروضاً ولقاءات مع مصورين وجلسات نقاش مفتوحة حتى الحادي عشر من سبتمبر.
ويسعى مهرجان “فيزا بور ليماج” الدولي للتصوير الصحافي الذي بدأ السبت في مدينة بربينيان الفرنسية لـ”إظهار أخبار العالم” ككل، كالحروب في سوريا واليمن والسودان لا في أوكرانيا وحدها، ولا يكتفي بالحدث الطاغي، بل يتناول مواضيع أخرى كالتغير المناخي والخصوصية البشرية.
ولاحظ جان فرنسوا لوروا الذي أسس المهرجان عام 1989 في تصريح لوكالة فرانس برس أن “أموراً تحصل في كل أنحاء العالم غاب الحديث عنها بسبب ما يجري في أوكرانيا”، مؤكداً حرص “فيزا بور ليماج” على “إظهار أخبار العالم ككل”، مجدداً تمسكه بعدم اقتصار المهرجان على موضوع واحد “مهما كان مهماً”.