مصر تقر ثاني زيادة في أسعار السجائر الشعبية خلال 2022

الشركة الشرقية للدخان الحكومية ترفع أسعار عشرة أصناف من السجائر التي تصنعها في السوق المحلية من 1.5 جنيه وحتى جنيهين اثنين للعلبة الواحدة.
الاثنين 2022/09/05
ارتفاعات متتالية

القاهرة - فوجئت أوساط المدخنين في مصر بإقرار الحكومة زيادة جديدة في أسعار السجائر محلية الصنع، ما يغذي احتمالات ظهور صدام مع المنتجين وخاصة الأجانب منهم، بما أنها ستزيد من تكاليف الإنتاج.

وأعلنت الشركة الشرقية للدخان الحكومية “إيسترن كومباني” الأحد في بيان عن رفع أسعار عشرة أصناف من السجائر التي تصنعها في السوق المحلية من 1.5 جنيه وحتى جنيهين اثنين للعلبة الواحدة.

وارتفعت أسعار علب سجائر تعتبر ضمن الأكثر شعبية في السوق المحلية، مثل “كليوباترا بوكس”، و”كليوباترا سوبر”، و”مونديال”، فيما لم تبرر الشركة أسباب الزيادة.

وذكرت الشركة، المنتج الأكبر للسجائر بالبلاد، أن “تطبيق الأسعار الجديدة بدأ اعتبارا من الأحد”، في زيادة هي الثانية خلال الأشهر الستة الماضية.

إبراهيم إمبامبي: السجائر الأجنبية قد تشهد زيادات في الأشهر المقبلة

وكانت الشركة قد أقرت في مارس الماضي زيادة أسعار نفس الأصناف من السجائر المحلية بنسب تراوحت ما بين 4.3 و9.5 في المئة، وقامت وقتها بزيادة أسعار 9 أصناف بواقع مئة قرش وصنف واحد بحوالي خمسين قرشا.

ونقل بيان عن رئيس شعبة الدخان باتحاد الصناعات المصري، إبراهيم إمبابي، قوله إن “الزيادة الجديدة تم الإبلاغ بها رسميا من جانب الشركة إلى الشعبة والتجار والموزعين”.

وأوضح إمبابي أن السجائر الأجنبية كذلك، قد تشهد زيادات، لم يذكر قيمتها، خلال الأشهر المقبلة، والتي من شأنها أن تساهم في استقرار السوق

وتشهد مصر كبقية دول العالم، ارتفاعات متتالية في أسعار السلع الأولية، فيما شهدت السوق المحلية خلال الشهور الخمسة الماضية، تراجعا على مراحل بنسبة إجمالية 20 في المئة بسعر صرف الجنيه المصري إلى أكثر من 19.15 لكل دولار.

وأرجع هاني أمان العضو المنتدب والرئيس التنفيذي للشركة سبب الزيادة الأخيرة إلى “ارتفاع أسعار المواد الأولية والمواد الخام المستوردة بالعملة الأجنبية”.

وقال خلال تصريحات لوكالة بلومبرغ الشرق إنه “تمت مراعاة أن تكون الزيادة في أقل مستوياتها”.

ووفقا لإمبابى، فإن الزيادة جاءت أقل بكثير من توقعات التجار بالسوق، مشيراً إلى أن غالبية التجار قاموا بتخزين السجائر انتظاراً لهذه الزيادات التي جاءت أقل من توقعاتهم.

وقبل هاتين الزيادتين كان يبلغ السعر الرسمي لأشهر صنفين من السجائر المحلية، كليوباترا بوكس وكليوباترا سوبر، 17 و18 جنيها للعلبة (1.09 و1.15 دولار)، والفرق بين المنتجين في نوع التغليف.

وستوجه الشرقية للدخان جزءا من الزيادة في أسعار السجائر إلى هيئة التأمين الصحي، وذلك استنادا إلى أحكام ضريبة القيمة المضافة وتعديلاتها وقانون التأمين الصحي الشامل.

مصر تستهدف جمع نحو 4.52 مليار دولار عبر ضرائب السجائر والتبغ خلال العام المالي الحالي الذي بدأ مطلع يوليو الجاري

وتقوض هذه الزيادة تجارة الشركات الأجنبية المنتجة للسجائر في مصر، حيث من المحتمل أن تحسم موقفها حول هذه الخطوة سريعا لمعرفة تأثيراتها على سلسلة الإنتاج والتوزيع.

وتبلغ حصة الشرقية للدخان من السوق المحلية نحو 70 في المئة، مقابل نحو 30 في المئة للشركات الأجنبية، التي عادة ما تكون أسعار منتجاتها أغلى بكثير رغم الميزات التنافسية.

وتعمل في مصر 4 شركات أجنبية لإنتاج السجائر، هي فيليب موريس وبيرتش أميركان وجابان توباكو إضافة إلى شركة المنصور (المنطقة الحرة).

وتستهدف مصر جمع 86.7 مليار جنيه (نحو 4.52 مليار دولار) عبر ضرائب السجائر والتبغ خلال العام المالي الحالي الذي بدأ مطلع يوليو الجاري، مقارنة بإيرادات بلغت حوالي 79 مليار جنيه (4.1 مليار دولار) في العام المالي الماضي.

ويتخوف التجار من أن يفاقم الرفع في أسعار السجائر الشكوك حول ازدهار نشاط لوبيات السجائر المسيطرة على السوق، وهو ما أكدته مرارا تصريحات المستهلكين والمتداخلين في القطاع.

ويقول خبراء إن التجار قد يستغلون الوضع لتخزين كميات كبيرة والرفع في أسعارها، وهو ما يدفع السلطات إلى التدخل، كما جرت العادة في هكذا أزمات، من أجل مكافحة مافيات السجائر المتحكمة في السوق.

الأسواق المصرية تعاني من مشاكل مزمنة جراء ضعف الانضباط والرقابة على الرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات

وتعاني الأسواق المصرية عموما من مشاكل مزمنة جراء ضعف الانضباط والرقابة على الرغم من الجهود المبذولة من قبل السلطات، وهو ما يطرح تساؤلات حول جدية السلطات في مكافحة المحتكرين.

وعانت سوق السجائر المحلية في السنوات الماضية من نقص ملحوظ في المعروض، وإن كان المنتج المحلي الوحيد للسجائر، الشركة الشرقية للدخان، يؤكد أنه لا مشاكل في الإنتاج ويعزو الأزمة إلى ازدياد الطلب على منتجاته.

ولطالما أربكت مافيات السجائر خطط الحكومة للنهوض بالقطاع، حيث يؤكد العديد من الشواهد أنها تحكم سيطرتها على السوق متحدية كل الإجراءات القانونية المتبعة في هذه التجارة.

وأثار قرار حكومي في مارس 2020 بطرح مزايدة لتصنيع السجائر بما قد يكسر احتكار الشرقية للدخان جدلا واسعا.

وعبرت شركات عن رفضها للمبادرة التي ستمنح حق التصنيع للشركة الفائزة فقط، معتبرة إياها ضربا لقواعد المنافسة وتكريسا لحالة من الاحتكار، ما يضر بمناخ الاستثمار، وطالبت بتجميدها.

وتشير التقديرات إلى أن مصر تعتبر من الدول المصدرة لمواد صنع السجائر والنرجيلة وخاصة إلى المنطقة العربية وهي تحقق إيرادات كبيرة جراء ذلك.

ومن أهم أسواقها العربية التي تستورد المعسل المصري ليبيا التي تستحوذ على 24 في المئة من الصادرات، ثم الكويت بنحو 17 في المئة والسعودية 10 في المئة واليمن 7 في المئة والسودان بنحو 5 في المئة والإمارات بنحو 3 في المئة واثنين في المئة تذهب إلى العراق.

10