الرشوة والفساد يطيحان بمستشار أردوغان

إسطنبول - قدم مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان استقالته من منصبه الثلاثاء بعدما وجه إليه زعيم المافيا التركي سيدات بيكر اتهامات بالفساد وطلب رشاوى، فيما طالبت المعارضة التركية بإجراء تحقيق جدي في الاتهامات.
وفي تغريدة على تويتر، أعلن قرقماز كاراجا عضو المجلس الاقتصادي للرئاسة التركية وأحد كوادر حزب العدالة والتنمية الذي يقوده أردوغان أن هذا “الهجوم غير القانوني طال ابنتي وزوجتي وأصبح مرة أخرى تهديدا لصحتي، ولهذه الأسباب أستقيل من منصبي”.
وكان كاراجا اتهم في نهاية الأسبوع الماضي من قبل زعيم المافيا التركي بيكر، المنفي، بأنه من بين مجموعة من كبار المسؤولين الأتراك الذين سعوا للحصول على رشاوى من شركات كبرى. لكن كاراجا نفى ذلك.
ويطلق بيكر اتهامات ضد مسؤولين أتراك كبار بمن فيهم وزير الداخلية سليمان صويلو في مقاطع فيديو ينشرها على منصتي تويتر ويوتيوب منذ العام الماضي ما تسبب في إحراج السلطة قبل أقل من عشرة أشهر من الانتخابات الرئاسية والتشريعية المقبلة.
واستقال مستشار آخر للرئيس أردوغان بعدما استهدفته اتهامات مماثلة، من منصبه الأحد.
وذكر بيكر، المؤيد السابق لأردوغان، وزعيم المافيا في تركيا، في مزاعم الرشوة التي تم تقديمها في نهاية الأسبوع ضد مستشار رئاسي آخر، سيركان تاران أوغلو، والرئيس السابق لمجلس أسواق رأس المال، أنّ الأخير طلب 12 مليون ليرة من شركة Mine Tozlu Sineren، مالكة Marka Yatırım Holding، لحل المشاكل في شركتها. ونفى كاراجا وآخرون متورطون هذه الادعاءات.
واستشهد بيكر بتاران أوغلو عندما قال لشركة سينرين إن “المستشار الرئاسي المسمى كوركماز كاراجا يريد أيضا الاتصال بك لتسوية مشكلتك، لا تتصل به، سيطلب منك الكثير من المال”. وأكدت سينيرين منذ ذلك الحين مزاعم بيكر بالرشوة في مقابلة تلفزيونية، مما دفعها إلى فتح إجراءات قانونية ضدها.
وعمل كاراجا مع أردوغان منذ أكتوبر 2018، وقد خدم سابقا لمدة سبع سنوات كمستشار لدينيز بايكال، الذي قاد حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيسي. وقال كاراجا إنه لم يلتق بسينيرين مطلقا.

وبحسب ديكن، قال “هذا الكلام خارج نطاق القانون، الذي وصل إلى ابنتي وزوجتي الجميلة، أصبح خطرا على صحتي مرة أخرى”.
وفي يونيو من العام الماضي اتهم بيكر كاراكا بالتورط في عصابة تهريب زودت السياسيين بالنساء بما في ذلك بايكال. وقال بيكر إن كاراجا رتب لإحضار الفتيات إلى بايكال وآخرين، لكنه أنكر جميع التهم.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع قدّمت الأحزاب السياسية المعارضة مطالب رسمية إلى القضاء التركي للتحقيق في أحدث مزاعم الرشوة التي قدمها بيكر.
وفي حين أن المتهم قد يكون بريئا من التهم التي وجهها بيكر، إلا أن الفساد منتشر في تركيا.
وقدّمت أحزاب المعارضة التركية طلبات إلى المحاكم تُطالب فيها بأن يحقق المدعون العامون في مزاعم الرشوة ضدّ أشخاص مقربين من الحزب الحاكم للرئيس أردوغان، حزب العدالة والتنمية، بمن فيهم مستشار رئاسي.
ووضعت منظمة الشفافية الدولية تركيا في المرتبة 91 من بين 180 دولة في مؤشر مدركات الفساد لعام 2021.
وتُظهر تقارير الفساد الدولية أن الفساد أصبح أكثر انتشارا في القطاعين العام والخاص في تركيا في ظل حكم أردوغان لمدة عقدين تقريبا في السلطة.
كما وضع مشروع العدالة العالمية، وهو منظمة دولية مقرها الولايات المتحدة، تركيا في المرتبة 117 من 139 دولة في مؤشر سيادة القانون لعام 2021.
وفي فبراير الماضي، وفي أعقاب تحسّن العلاقات بشكل ملحوظ بين تركيا والإمارات، طلبت وزارة العدل التركية من أبوظبي إلقاء القبض على زعيم المافيا التركي الهارب بيكر وتسليمه، لكن يبدو أنه مازال طليقا ومن غير المؤكد بقاؤه في دبي.