قسم "الأخبار السارة" جديد الإعلام الرسمي الإيراني

طهران - استحدث الإعلام الرسمي الإيراني قسما جديدا بعنوان “الأخبار السارة” بتوجيهات من المرشد الأعلى علي خامنئي.
وعقب الكشف عن أحدث قضية فساد في إيران لشركة “فولاد مباركة” والتي أثارت ردود فعل واسعة، وتزامنا مع موجة الانتقادات التي تطال النظام الإيراني حاليا، اتهم العديد من المسؤولين في النظام الإيراني وسائل الإعلام بـ”نشر أخبار سيئة”، وطالبوا بإطلاق حملة لنشر الأخبار “الجيدة والسارة”.
يذكر أن البرلمان الإيراني، في تقريره عن التحقيق حول شركة “فولاد مباركة” في أصفهان، بين عامي 2018 و2021، كشف عن فساد بنحو 92 ألف مليار تومان في هذه الشركة، شمل اختلاس الأموال وتقديم الهدايا لمؤسسات النظام، بما في ذلك دائرة المخابرات، والحرس الثوري الإيراني، وكذلك الشخصيات السياسية. يشار إلى أن هذا هو أضخم ملف فساد مالي نشرت عنه وسائل الإعلام في إيران.
وردا على انتشار هذا التقرير، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إن مثل هذا الفساد لا علاقة له بالنظام الإيراني، وإن “نظام الجمهورية الإسلامية نقي”.
وعلى خلفية قضية اختلاس 3 آلاف مليار تومان في البنوك الإيرانية، قبل سنوات، هدد المرشد الإيراني، علي خامنئي، وسائل الإعلام بأنه “لا ينبغي لها الإسهاب في الحديث عن هذا الأمر”، وقال إن “بعض الناس يريدون استغلال هذه الحوادث لتشويه سمعة المسؤولين”.
وكالة فارس صنفت خبرا حول إنجاب أحد رجال الدين العديد من الأطفال في إحدى القرى الإيرانية، باعتبار ه خبرا سارا
وطلب خامنئي في وقت سابق من وسائل الإعلام الإيرانية بث “أنباء جيدة”.
وفي السياق ذاته، أطلقت وكالة أنباء “فارس” على موقعها قسما تحت عنوان “الأخبار السارة”، وعلى سبيل المثال، نشرت خبرا حول إنجاب أحد رجال الدين العديد من الأطفال في إحدى القرى الإيرانية، باعتبار ذلك خبرا سارا.
وقال إمام صلاة الجمعة و”ممثل الولي الفقيه” في كاشان سعيد حسيني، إن “الإعلام يجب أن ينقل الواقع إلى الجمهور دون تحيز”، معتبرا أن وكالة أنباء فارس، في توجهها الجديد من خلال إطلاق قسم بعنوان “الأخبار السارة”، “خطت خطوة نحو خلق الأمل”. وطالب وسائل الإعلام بـ”إظهار الأعمال الصالحة حتى أثناء الحوادث”.
وقال حسيني“يعد القلم ووسائل الإعلام والإذاعة ومنصات صلاة الجمعة وسائل لدحض الشائعات”.واعتبر “إذا أردنا أن نجعل الجمهورية الإسلامية شعبية بين الدول الإسلامية وغير الإسلامية، ينبغي أن ينعكس تقدم النظام المقدس للجمهورية الإسلامية على مدى السنوات الـ43 الماضية على العالم وسيكون هذا ممكنا من خلال وسائل الإعلام”.
وأشار رجل الدين إلى أن “خامنئي أمر أئمة الجمعة في جميع أنحاء البلاد بخلق الأمل في خطب صلاة الجمعة”.
واعتبر أن وظيفة الإعلام شبيهة بعمل الأنبياء، وقال إن “نبي الله يستقبل الأخبار من عند الله تعالى، يحفظ هذه الأخبار ويبلغها إلى الناس بنزاهة دون تقليل أو زيادة”، وهو تشبيه أثار جدلا وسخرية بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي في إيران وتساءلوا إن كان رجل الدين يقصد أن الحكومة “الله” التي ترسل الوحي إلى إعلامييها الأنبياء.