قسد تتحرك لوقف عنف الجهاديين في مخيم الهول بمساعدة أميركية

عملية جديدة تهدف اعتقال العقول المدبرة لداعش في المخيم والحصول على الإحصائية الجديدة للقاطنين فيه.
الاثنين 2022/08/29
ضعف فادح في الإمكانيات اللوجستية

الهول (سوريا) - شنت قوات الأمن الكردية السورية، مدعومةً من الولايات المتحدة، عملية جديدة تستهدف الخلايا النائمة لتنظيم الدولة الإسلامية في مخيم الهول مترامي الأطراف في شمال شرق سوريا حيث وصل العنف إلى مستويات قياسية.

وقُتل ما لا يقل عن 44 شخصا، من بينهم 14 امرأة، هذا العام في مخيم الهول الذي يؤوي نازحين من داخل سوريا وأسر من يشتبه في أنهم من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية.

وقال علي الحسن، المتحدث باسم قوى الأمن الداخلي للإدارة الذاتية للأكراد في شمال شرق سوريا، “أطلقنا الحملة في هذا التوقيت اضطرارا بسبب التصعيد وزيادة حالات العنف من قبل خلايا تنظيم الدولة الإسلامية في مخيم الهول”.

وأضاف أن الضحايا بدت عليهم آثار “تعذيب وحشي”، وأنهم قُتلوا على الأرجح بمسدسات كاتمة للصوت أو بنادق وكانت جثثهم مخبأة في أنابيب الصرف الصحي.

وقال الحسن “بالمقارنة مع العام الماضي، هناك زيادة في وتيرة العمليات داخل المخيم، وخصوصا أثناء وبعد محاولة الهروب من أحد السجون”.

مخيّم الهول بيئة مواتية تتخفّى فيها الخلايا الإرهابية لتنظيم الدولة الإسلامية وتستغلها للقيام بعملياتها

وكان الحسن يشير إلى أعمال شغب في يناير بسجن في شمال شرق سوريا حيث سيطر من يشتبه في أنهم مقاتلون تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية -حاولوا الهرب- على جزء من السجن في حين فر العشرات.

وقال الحسن إن مرتكبي أعمال العنف في الهول كانوا على الأرجح على اتصال بوحدات تنظيم الدولة الإسلامية التي لا تزال تتحرك بحرية.

ووصفت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في يونيو الماضي الوضع في المخيم بأنه “كارثي”، وقالت إنه ينبغي توفير “مساحة آمنة” إضافية لحماية النساء والفتيات من الهجمات.

وأضافت المفوضية أن المنظمات الإنسانية تعرضت لتخريب منشآتها ونهب معداتها، وأن الإغلاق المتكرر بسبب الحوادث الأمنية في المخيم يعني أن موظفي الإغاثة يجدون صعوبة في الوصول إلى المحتاجين.

وتهدف هذه العملية التي أطلقتها القوات الكردية إلى “اعتقال العقول المدبرة لداعش في هذا المخيم، والذين يقومون بعمليات إرهابية، بالإضافة إلى أخذ البصمات والحصول على الإحصائية الجديدة للقاطنين في المخيم”، حسب قول سيامند علي من وحدات حماية الشعب الكردية (أبرز فصائل قوات سوريا الديمقراطية) لوكالة فرانس برس.

وقال علي من مخيّم الهول حيث عُثر “على أربعة خنادق” إنه “تم إلقاء القبض على 27 مشتبها به”.

وأوضح “بدأت قواتنا بإزالة الخيام الفارغة ضمن المخيم، حيث يستخدمها داعش خلال هجماته. وبدأت قواتنا بتسجيل أسماء القاطنين… وأخْذ البصمات”.

مخيم الهول يضمّ نحو 56 ألف شخص، من بينهم 10 آلاف أجنبي ، هم في غالبيتهم أقرباء لعناصر من تنظيم الدولة الإسلامية ونازحون سوريون ولاجئون عراقيون

ويقع المخيّم الخاضع لإدارة قوات سوريا الديمقراطية التي يعدّ الأكراد عمودها الفقري على بعد أقلّ من 10 كيلومترات من الحدود العراقية.

وأنشئ مخيّم الهول من قبل المفوضيّة السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين بالتعاون مع الحكومة السوريّة إبّان حرب الخليج الثانيّة عام 1991 بغية استقبال الآلاف من اللاجئين العراقيين الفارّين من الحرب، ليبلغ عدد اللاجئين 15 ألفاً بينهم فلسطينيّون طردوا من الكويت. إلّا أن المخيّم الذي يبعد 40 كيلومترا شرقي مركز محافظة الحسكة عاد إلى النشاط في عام 2003 ليكون إلى جوار مخيّمين آخرين جاهزاً لاستقبال اللاجئين الفارين من الحرب على العراق، وليغلق في عام 2007 إلى أن تمّ افتتاحه مجدّداً في أبريل 2016، لكنه كان آنذاك مخصصاً للعائلات النازحة من المناطق التي تعرّضت لهجمات داعش. وفي أواخر عام 2017 بلغ عدد قاطني المخيّم 20 ألفاً، وبعد هزيمة تنظيم داعش بدأ المخيم باستيعاب الوافدين الجدد وعائلات مقاتلي داعش ليبلغ العدد الإجمالي قرابة 74 ألف لاجئ في بدايات عام 2019.

ومنذ منتصف عام 2019 بدأت عمليات إخراج بعض القاطنين في المخيم، لكن -وبحسب قوات سوريا الديمقراطية- لا يزال يقطن المخيم 61 ألف شخص حسب تعداد مارس من العام الجاري، بينهم 16.784 أسرة. وتنقسم هذه الأسر إلى 8277 أسرة عراقية و5906 أسر سورية و2565 أسرة لمقاتلين أجانب، في حين تشير تقارير الأمم المتحدة إلى وجود ما لا يقل عن 40 ألف طفل في المخيم من جنسيات مختلفة. كما يؤوي المخيم مواطنين من 57 دولة غالبيتهم الساحقة من عائلات داعش.

ووصفت وحدات حماية الشعب الكردية في بيان مخيّم الهول ببيئة “تتخفّى فيها الخلايا الإرهابية وتستغلها للقيام بعملياتها”.

ومنذ عام 2014 سيطر تنظيم الدولة الإسلامية على مناطق واسعة في العراق وسوريا قبل أن يُهزَم في العامين 2017 و2019 تباعاً.

2