جدل فلسطيني حول السفر من مطار رامون الإسرائيلي

رام الله - يدور جدل فلسطيني في الضفة الغربية بين مؤيد ومعارض للسفر عبر مطار رامون الإسرائيلي دون اللجوء إلى الأردن، في حين تؤكد السلطة رفضها للفكرة بشكل قاطع.
ويواجه الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية وقطاع غزة معاناة كبيرة في عملية سفرهم إلى الخارج نظرا إلى عدم وجود مطار فلسطيني وبسبب القيود الإسرائيلية الكبيرة على حرية التنقل.
وحاليا يضطر الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية الراغبون بالسفر إلى الخارج إلى استخدام مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان بعد أن يجتازوا المعبر الواصل بين الضفة والأردن.
ويحمل المعبر 3 أسماء، الأول فلسطيني وهو “الكرامة”، والثاني أردني وهو “جسر الملك حسين”، فيما تطلق عليه إسرائيل اسم “اللنبي”.
رام الله تعتبر السفر من مطار رامون حرمانا من حقها في مطار في القدس، لكنها لا تمانع في السفر من مطار بن غوريون
وفي معبر الكرامة يمر المسافرون عبر 3 محطات فحص أمني، فلسطينية وإسرائيلية وأردنية قبل أن يسمح لهم بدخول الأردن باتجاه مطار الملكة علياء الدولي.
ويتمكن قلة من الفلسطينيين من الحصول على تصاريح خاصة للسفر عبر مطار بن غوريون الإسرائيلي في مدينة تل أبيب.
وافتتح مطار رامون (تمناع) في عام 2019، ويقع بالقرب من مدينة إيلات في أقصى جنوب البلاد، ويبعد عن مدينة القدس نحو 300 كيلومتر.
وكانت سلطة الموانئ والمطارات الإسرائيلية قد أعلنت بداية أغسطس الجاري أنها ستسمح بتسيير رحلات خاصة لنقل ركاب فلسطينيين من مطار رامون اعتبارا من الثاني والعشرين من هذا الشهر. لكنها عادت وأعلنت الأحد الماضي عن تأجيل برنامج الرحلات لأسباب غير معروفة.
والاثنين تم تسيير رحلة تضم 24 فلسطينيا من هذا المطار إلى قبرص الرومية بتنظيم من شركة طيران إسرائيلية.
وقال منسق عمليات الحكومة الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية غسان عليان في منشور ترويجي للمطار على صفحته بفيسبوك الثلاثاء، إن هدف المطار هو “تسهيل الخدمة المقدمة للفلسطينيين”.
ويقول عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واصل أبويوسف إن القيادة الفلسطينية ترفض بشكل قاطع فكرة السفر عبر مطار رامون. وأضاف “الإعلان الإسرائيلي عن السماح للفلسطينيين باستخدام مطار رامون هو محاولة لتحسين صورة الاحتلال الإسرائيلي، وهو ذر للرماد في العيون”.
ودعا جموع الفلسطينيين إلى عدم التعامل مع “كل الإغراءات التي تقدمها إسرائيل”. وقال “ما نريده هو إعادة تشغيل مطار القدس الدولي (مطار قلنديا) ليكون مطار الدولة الفلسطينية”.
وانقسمت آراء الفلسطينيين في الضفة الغربية بين مؤيد ومعارض حيال استخدام المطار.
ويرى المؤيدون أن استخدام مطار رامون يُسهل عملية السفر المرهقة على المواطنين المجبرين على السفر أولا إلى الأردن.
وفي هذا السياق يقول المواطن إبراهيم ناجي إنه “مع السفر عبر مطار رامون”. ويضيف “إذا كانت هناك تسهيلات للمسافرين على المعابر الإسرائيلية، ولا تجعلني أنتظر طويلا، وأسعار منافسة، فلماذا نرفض؟”.
ولا يرى ناجي أن السفر عبر مطار رامون “تطبيع للعلاقات مع الاحتلال”. وأضاف “منذ عشرات السنوات يُسمح للتجار وبعض الفئات من المجتمع الفلسطيني بالسفر عبر مطار بن غوريون الإسرائيلي، لماذا الرفض الآن؟”.
وتابع “نستغرب رفض الجهات الرسمية الفلسطينية فكرة السفر من رامون، بينما بقيت ساكتة طوال السنوات عن السفر عبر مطار بن غوريون”.
ويتفق حسام شحادة مع ناجي، حيث يقول “بصراحة، السفر عبر (معبر) جسر الملك حسين متعب جدا ومرهق للغاية”. وأضاف “السفر عبر مطار الملكة علياء الدولي مُكلف ماديا أيضا”.
الفلسطينيون من سكان الضفة الغربية الراغبون بالسفر إلى الخارج يضطرون إلى استخدام مطار الملكة علياء الدولي في العاصمة الأردنية عمّان
وفي المقابل، يرفض فلسطينيون السفر عبر المطار الإسرائيلي.
وتقول الفلسطينية ميرفت عمر إن “المعاناة من السفر عبر الأردن لا تبرر أبدا السفر عبر مطار إسرائيلي”.
وأضافت “مطار رامون مشروع اقتصادي فاشل يريدون إنقاذه من خلال الفلسطينيين بعد أن فشل في جذب الإسرائيليين”.
وتابعت “السفر عبر الأردن له فوائد، منها أنه يتيح لأبناء الضفة زيارة أقاربهم في الأردن، والمرور بلا وصمة تطبيع مع قاتلك، ولا رحلات مشتركة مع الإسرائيليين”.
ويتفق جاد عبيد مع عمر، حيث يقول إن هناك “ألف سبب يدفعه لمقاطعة مطار رامون”.
وأضاف “قراري الشخصي الوطني هو مقاطعة مطار رامون ولكل المنتجات الإسرائيلية (…) هذا احتلال، نضالنا ضده وجودي، إما نحن وإما هو”. وطالب عبيد السلطات الأردنية بتسهيل عملية السفر بهدف “قطع الطريق على السلطات الإسرائيلية”.