مصير مجهول لمحاصري فندق مقديشو بعد انتهاء هجوم حركة الشباب

مقديشو - ينتظر أقارب المفقودين في هجوم فندق مقديشو أنباء عن أقاربهم، بعدما حاصره عناصر حركة الشباب الإسلامية المتطرفة لمدة 30 ساعة في عملية أدت إلى مقتل ما لا يقل عن 13 مدنيا وإصابة العشرات.
وبدأ الهجوم الذي شنّته المجموعة المرتبطة بتنظيم القاعدة بالأسلحة والقنابل مساء الجمعة واستمر يوما واحدا، واحتجز على إثره العديد من الأشخاص داخل فندق “حياة” المعروف.
وساد الهدوء صباح الأحد المنطقة المحيطة بالفندق، فيما أقفلت الطرقات وسط تواجد أمني كثيف، كما سعى عناصر الطوارئ وخبراء تفكيك المتفجّرات لتطهير المبنى وإزالة الأنقاض.
وتعرّض مبنى الفندق لأضرار جسيمة خلال تبادل إطلاق النار بين القوات الصومالية والمسلّحين، ممّا أدى إلى انهيار أجزاء منه وترك الكثير من الناس في حالة من القلق على أقربائهم الذين كانوا بداخله عندما بدأ الهجوم.
ويعد هذا أكبر هجوم على مقديشو منذ انتخاب الرئيس الصومالي الجديد حسن شيخ محمود في مايو.
وكان الفندق مكانا مفضّلا للقاءات المسؤولين الحكوميين وكان بداخله العشرات من الأشخاص عندما اقتحمه مسلّحون.
حركة الشباب شنت هجمات عدة في الصومال منذ تولي الرئيس الجديد حسن شيخ محمود السلطة في مايو الماضي
وأعلن المسؤولون في وقت سابق أنّه جرى إنقاذ العشرات، من بينهم ثلاثة أطفال كانوا مختبئين داخل حمّام، ولكن من غير المعروف عدد الذين كانوا لا يزالون في داخله عندما انتهى الحصار حوالي منتصف الليل.
وقال مفوض الشرطة عبدالحسن محمد حجار للصحافيين الأحد إنّ قوات الأمن أنقذت “106 أشخاص بينهم نساء وأطفال” خلال الحصار الذي انتهى قرابة منتصف الليل.
وأضاف أنّ “الضحايا تأثروا بشكل رئيسي خلال الساعات الأولى من الهجوم”، من دون أن يقدّم حصيلة جديدة للقتلى والجرحى.
وفي هذه الأثناء، تجمّع العشرات من الأشخاص قرب الطريق المؤدي إلى الفندق صباح الأحد بانتظار الحصول على أخبار عن أفراد عائلاتهم وأصدقائهم، بينما كانت قوات الأمن تحرس المنطقة ولم تسمح لأحد بالمرور.
وقال رجل الأعمال مختار عدن الذي كان شقيقه داخل الفندق عندما بدأ الهجوم، إنه ينتظر الإذن للدخول إلى الفندق والبحث عن شقيقه.
وأضاف “كان شقيقي داخل الفندق عندما تحدثنا معه آخر مرة، ولكن هاتفه مقفل الآن ولا نعرف ماذا نتوقّع”.
وقال سعيد نورو إنه قلق للغاية بشأن صديقه الذي كان ضيفا في الفندق، وأضاف “أتمنى أن يكون حيّا، كان في الفندق وفقا لآخر المعلومات التي حصلنا عليها من شقيقته”، واصفا الوضع بـ”المتوتر”.
ودان حلفاء الصومال، من بينهم الولايات المتحدة وبريطانيا، وأيضا الأمم المتحدة، الهجوم بقوة. كذلك فعلت “أتميس” وهي قوة الاتحاد الأفريقي المكلّفة بمساعدة القوات الصومالية على تولّي المسؤولية الأساسية عن الأمن بحلول نهاية العام 2024.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية “نعرب عن خالص تعازينا للعائلات التي فقدت أقارب لها، ونتمنّى الشفاء التام للمصابين ونشيد بقوات الأمن الصومالية”.
وقال الرئيس محمود الشهر الماضي إنّ إنهاء التمرّد الجهادي يتطلّب أكثر من نهج عسكري، لكن حكومته ستتفاوض مع الجماعة فقط عندما يحين الوقت.
وذكرت الشرطة أن الهجوم بدأ بتفجير انتحاري، خلال اقتحام مسلّحين الفندق.
كما أفاد شهود بأنّ انفجارا ثانيا وقع خارج الفندق بعد بضع دقائق من الانفجار الأول، ما أدى إلى سقوط ضحايا في صفوف عمّال الإغاثة وعناصر القوات الأمنية والمدنيين الذين هرعوا إلى المكان على إثر الانفجار الأول.
وأعلن عبدالعزيز أبومصعب المتحدث باسم الشباب في وقت سابق السبت عبر إذاعة “راديو أندلس” التابعة للحركة، أنّ قواته “ألحقت خسائر جسيمة” بالقوات الأمنية.
وأكد الجهاديون في بيان صادر عن وكالة الأنباء التابعة للتنظيم نقله موقع “سايت” الذي يتابع الحركات الإسلامية المتطرّفة، أنهم احتجزوا رهائن أثناء حصار الفندق بمن فيهم مسؤولون حكوميون وأمنيون.
وشنّت حركة الشباب هجمات عدّة في الصومال منذ تولّي محمود السلطة، كما شنّت ضربات الشهر الماضي على الحدود مع إثيوبيا.
وطرد عناصر الحركة من المدن الرئيسية في الصومال، بما في ذلك العاصمة مقديشو في العام 2011، لكنهم لا يزالون منتشرين في مناطق ريفية شاسعة وهم قادرون على شن هجمات ضد أهداف مدنية وعسكرية. وكثّفوا هجماتهم خلال الأشهر الأخيرة.
ووقع الهجوم الأكثر دموية في أكتوبر 2017 عندما انفجرت شاحنة مليئة بالمتفجّرات في مقديشو، ممّا أسفر عن مقتل 512 شخصا.