قطر تكسب الأردنيين بمئات الوظائف

الأردن وجد صعوبة في العثور على دور إقليمي له بعد التغيرات الأساسية التي شهدها الوضع في العراق والمصالحات الخليجية والانفتاح الإسرائيلي على دول المنطقة.
الاثنين 2022/08/22
في غياب فرص العمل

الدوحة/عمان – تحركت قطر لفرض تقارب شعبي مع الأردنيين ومع الفلسطينيين المقيمين في الأردن، عبر توفير المئات من الوظائف في قطاع التعليم في قطر.

وأعلنت وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي في قطر الأحد عن تعيينات جديدة لمعلمين من الأردن وفلسطين بعد تذبذب في تنفيذ وعد قطعه أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني عام 2020 بتوفير 20 ألف وظيفة للمساعدة على دعم الأردن الذي يواجه ضائقة مالية كبيرة احتدّت بسبب جائحة كورونا.

وكان الأردن قد أنشأ منصة “سجل” لاستقطاب طلبات العمل ونسّق مع السلطات القطرية لتوفير الاختصاصات المطلوبة، لكن عوامل سياسية واقتصادية حالت دون نجاح المبادرة.

ويعاني الأردن من عودة كبيرة لأبنائه ممن عملوا في الخليج على مدى سنوات بسبب سياسات توطين الوظائف، إذ كان الأردنيون من الجنسيات المفضلة في الوظائف الأمنية والحكومية.

وتراجعت مداخيل الأردن من العملة الصعبة وربطت الدول الخليجية الدعم المالي بالاستثمارات بدلا من المنح التي تُخصَّص عادة كميزانية تشغيلية للدولة.

وراقبت قطر الحركة الدبلوماسية للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني خلال السنتين اللتين أعقبتَا إطلاق الوعد القطري، ثم تحركت لتفعيل استقطاب الأيدي العاملة الأردنية بعد أن صار واضحا أن بقية دول الخليج لديها أولوياتها الأخرى، بما فيها أولويات توطين الوظائف، وأن العائدات المجزية التي تحققت إثر ارتفاع أسعار الطاقة، خصوصا بعد اندلاع الحرب الروسية – الأوكرانية، تذهب إلى صناديق الاستثمار السيادية.

الدوحة تحركت لتفعيل استقطاب الأيدي العاملة الأردنية بعد أن صار واضحا أن بقية دول الخليج لديها أولوياتها الأخرى

ويجد الأردن صعوبة كبيرة أثناء محاولات العثور على دور إقليمي له بعد التغيرات الأساسية التي شهدها الوضع في العراق والمصالحات الخليجية التي توجتها مصالحة قمة العلا والانفتاح الإسرائيلي المباشر على دول المنطقة الذي ترك باب التطبيع مع تل أبيب مفتوحا بعد اتفاقات أبراهام.

وخلال أزمة المقاطعة الخليجية لقطر لم يتخذ الأردن موقفا حاسما لصالح طرف على حساب آخر، وهو ما اعتبرته الدوحة أمرا يصب في صالحها فتحركت آنذاك، وفي إطار هذه التحركات يندرج وعدها بتوظيف الأردنيين.

ويدلّ الإعلان القطري المباشر والأحادي – حيث لم يتم إشراك الطرف الحكومي الأردني فيه- على أن تحرك الدوحة يهدف إلى استقطاب الموقف الأردني الشعبي؛ إذ يعتبر الأردنيون أن أبناءهم سيسهمون بشكل مباشر في تحسين الوضع المعيشي لأسرهم أثناء الضائقة الاقتصادية، في الوقت الذي تثار فيه يوميا على مستوى البرلمان وفي منصات التواصل الاجتماعي قضايا تُتَّهم فيها الحكومة الأردنية بالتقاعس في العمل على توفير فرص الشغل داخليا وإقليميا.

وليس من الواضح ما إذا كانت الأيدي العاملة الأردنية التي ستسافر إلى قطر من ضِمن تلك العائدة من دول خليجية أخرى أم هي من شباب بخبرات أولية يبحثون عن فرص عمل مفقودة في بلادهم.

امتصاص غضب الشارع الأردني
امتصاص غضب الشارع الأردني

وقال القائم بأعمال وكيل وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي المساعد لشؤون الخدمات المشتركة في قطر علي البوعينين، في تصريحات الأحد، إنه جرى خلال الفترة الماضية تعيين أكثر من 700 معلم في مختلف المدارس الحكومية في قطر، موضحا أن الوزارة أرسلت خلال الفترة الماضية لجان اختبارات متخصصة أعدتها لهذا الغرض إلى بعض الدول العربية، وخصوصا الأردن وفلسطين، حيث قامت بالتعاقد مع الأطقم التدريسية التي اجتازت الاختبارات الشخصية ممن تقدموا لشغل وظائف التدريس في التخصصات التي تم الإعلان عنها قبل فترة على موقع وزارة التربية والتعليم والتعليم العالي.

وكانت الوزارة قد أعلنت مؤخرا عن رغبتها في تعيين عدد من المعلمين والمعلمات القطريين وغير القطريين من ذوي الكفاءة للعمل بالمدارس الحكومية في مختلف التخصصات الدراسية.

واشترطت الوزارة ألّا تقل سنوات الخبرة للمعلمين المتقدمين عن خمسة أعوام، وأن يكون تقديرهم الدراسي في الجامعة جيدا جدا، فضلا عن اجتيازهم للاختبارات المقررة والمقابلات الشخصية.

1