إيران تحمّل سلمان رشدي مسؤولية تعرضه للطعن

الخارجية الإيرانية تعتبر أن حرية التعبير لا تبرر إهانة الروائي البريطاني للدين، مشيرة إلى عدم امتلاكها أي معلومات عن المهاجم باستثناء ما ظهر في وسائل الإعلام.
الاثنين 2022/08/15
في العرف الإيراني اللوم على الضحية وليس على الجاني

طهران - قالت وزارة الخارجية الإيرانية الاثنين إن سلمان رشدي، الروائي البريطاني الذي تعرض للطعن مرارا خلال ظهور علني في ولاية نيويورك الأميركية الجمعة، وأنصاره هم المسؤولون عن الهجوم الذي تعرض له.

وبدأ رشدي في التعافي بعد تعرضه لعدة طعنات خلال مشاركته في إحدى المناسبات العامة في ولاية نيويورك. ويعيش رشدي تحت التهديد منذ العشرات من السنين، منذ أن أثار غضب السلطات الدينية في إيران من خلال كتاباته.

وفي أول رد فعل رسمي من إيران على هجوم الجمعة قال ناصر كنعاني، المتحدث باسم وزارة الخارجية، إن حرية التعبير لا تبرر إهانة رشدي للدين.

ورأى بعض المسلمين أن رواية رشدي "آيات شيطانية" الصادرة عام 1988 تتضمن فقرات تجديفية.

وقال كنعاني "في ما يتعلق بالهجوم، لا أحد يستحق اللوم والتوبيخ والتنديد سوى سلمان رشدي ومؤيديه... ولا يحق لأحد أن يتهم إيران في هذا الصدد".

وأدان كتاب وساسة في جميع أنحاء العالم الهجوم على رشدي.

وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الأحد إن مؤسسات الدولة الإيرانية حرضت على العنف ضد رشدي على مدى أجيال، وإن وسائل الإعلام التابعة للدولة تباهت بمحاولة اغتياله.

ويعيش الكاتب، المولود في الهند، تحت التهديد بعد رصد مكافأة لمن يقتله بسبب روايته "آيات شيطانية". وفي عام 1989 أصدر المرشد الأعلى الإيراني آنذاك آية الله روح الله الخميني فتوى بقتله هو وأي شخص شارك في نشر الرواية.

وقالت الحكومة الإيرانية في عام 1998 إنها لم تعد تدعم هذه الفتوى.

ولكن في عام 2019، علّق موقع تويتر حساب الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي بسبب تغريدة قالت إن فتوى الخميني ضد رشدي "ثابتة ولا رجعة فيها".

وعاش رشدي (75 عاما) بشكل علني نسبيا في السنوات الأخيرة.

وكان يستعد لإلقاء محاضرة في مؤسسة تشاوتاكوا في غرب ولاية نيويورك عن حرية الإبداع، عندما هرع رجل (24 عاما) إلى خشبة المسرح وطعن الكاتب حسبما قالت الشرطة.

ودفع المهاجم هادي مطر، وهو من فيرفيو بولاية نيوجيرزي، بأنه غير مذنب بتهمتي الشروع في القتل والاعتداء خلال مثوله أمام محكمة السبت، وذلك حسبما قال محاميه ناثانيال بارون.

وذكرت شبكة أن.بي.سي نيويورك أن مراجعة أولية أجرتها أجهزة إنفاذ القانون لحسابات مطر على مواقع التواصل الاجتماعي أظهرت أن لديه ميولا شيعية متطرفة، وأنه أبدى تعاطفه مع الحرس الثوري الإيراني، على الرغم من عدم العثور على صلات محددة بينهما.

وقال كنعاني "سلمان رشدي عرّض نفسه لغضب الناس بإهانة المقدسات الإسلامية وتجاوز الخطوط الحمراء لمليار ونصف مليار مسلم".

وأضاف أن إيران ليست لديها معلومات أخرى عن مهاجم رشدي باستثناء ما ظهر في وسائل الإعلام.

واحتفت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية المتشددة بالهجوم بتعليقات، من بينها "فقد الشيطان بصره"، وأبدى بعض الإيرانيين دعمهم لعملية الطعن عبر الإنترنت.

وقال علي تحفة، رئيس بلدية يارون في جنوب لبنان، إن هادي هو ابن رجل من البلدة. وأضاف أن والدي المشتبه به هاجرا إلى الولايات المتحدة وولد ونشأ هناك، وأنه ليست لديه معلومات عن آرائهم السياسية.

وتتمتع جماعة حزب الله المسلحة المدعومة من إيران بنفوذ كبير في يارون، حيث زينت الجدران في مطلع الأسبوع بملصقات للخميني وقائد الحرس الثوري الإيراني السابق قاسم سليماني، الذي لقي حتفه في هجوم أميركي بطائرة مسيّرة عام 2020.

وقال مسؤول في حزب الله السبت إن الجماعة ليست لديها معلومات إضافية عن الهجوم على رشدي.