إيران في مرمى اتهامات أميركية بالتخطيط لاغتيالات والهدف البرنامج النووي

هل خططت طهران لاغتيال بولتون وبومبيو، ولماذا إثارة القضية الآن؟
الجمعة 2022/08/12
قضية مفاجئة.. ولكن مدروسة

إيران تناور بوضع شروط جديدة لاستئناف محادثات برنامجها النووي، وواشنطن تمتلك أوراق ضغط من بينها ما جاء في تصريحات المسؤولين عن وقوف طهران وراء مخطط جدي لتصفية شخصيات بارزة خلال فترة الرئيس السابق دونالد ترامب.

طهران- تزامنت تصريحات أميركية عن وجود خطط سابقة لدى إيران لاغتيال شخصيات أميركية بارزة في فترة حكم الرئيس السابق دونالد ترامب مع تلكؤ طهران في الموافقة على مقترح أوروبي مدعوم أميركيا بشأن الاتفاق النووي، وهو تزامن يعتقد مراقبون أنه مقصود، وأن الهدف منه هو الضغط على إيران للمصادقة على الاتفاق وإلا فإن الولايات المتحدة تمتلك من الملفات لزيادة الضغوط على الإيرانيين.

ورفضت طهران الخميس تأكيدات محكمة أميركية بوجود مؤامرة قادها عضو في الحرس الثوري الإيراني لاغتيال مستشار الأمن القومي السابق للبيت الأبيض جون بولتون ووصفتها بأنها “سخيفة”.

وصرّح المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان أن “المسؤولين القضائيين الأميركيين وفي سياق اتهامات أميركا اللامتناهية ضد إيران واستمرار سياسة التخويف من إيران الفاشلة وفي فبركة قصصية جديدة، وجهوا اتهامات من دون تقديم أدلة موثقة ومستندات لازمة”.

وأضاف “هذه المرة، تمت الاستفادة من فبركة سيناريوهات تتعلق بعناصر مفلسة سياسيا وعديمة القيمة مثل بولتون للتقدم بهذه العملية”.

◙ مايك بومبيو وزير الخارجية خلال فترة حكم ترامب كان الهدف الثاني

وقال كنعاني إن “هذه المزاعم التي لا أساس لها من الصحة تأتي بأهداف ودوافع سياسية، وهي في الحقيقة هروب للأمام وإثارة دعائية وبشكل خاص تهرّب من مسؤولية العديد من الجرائم الإرهابية المتورطة فيها الحكومة الأميركية، بصورة مباشرة مثل الاغتيال الجبان للقائد الشهيد سليماني”.

وأضاف أن “الجمهورية الإسلامية تحذر بقوة من أي عمل ضد الرعايا الإيرانيين بذريعة هذه الاتهامات المثيرة للسخرية”.
وحذر مستشار الأمن القومي الحالي في البيت الأبيض جيك ساليفان الأربعاء من أن طهران تواجه “عواقب وخيمة” إذا هاجمت مسؤولين أميركيين.

وتأتي الاتهامات الأميركية بينما تدرس طهران حلا وسطا قدمه الاتحاد الأوروبي لإنقاذ الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015 المعطل منذ انسحاب الولايات المتحدة منه في 2018 بناء على رغبة ترامب الذي كان بولتون مستشاره حينذاك.
وعلق وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن على محاولات الاغتيال بقوله “رسالتنا إلى إيران واضحة: لن نتسامح مع التهديدات بالعنف ضد الأميركيين، وهذا يشمل بالتأكيد المسؤولين الحكوميين السابقين. أي هجوم سيواجه عواقب وخيمة”.

وذكرت قناة (سي.إن.إن) أنه تم تشديد إجراءات الأمن للعديد من المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين بسبب التهديدات الإيرانية.
وقال بولتون للقناة “اعتقد أنه من الصواب تماما القول إن هذا النظام يستهدف الكثير من الأميركيين الآخرين. هذا يخبركم ماهية هذا النظام وسمته”.

وكانت وزارة العدل الأميركية قد أعلنت الثلاثاء توجيه اتهامات جنائية لعضو في الحرس الثوري الإيراني بدعوى محاولته تدبير اغتيال بولتون.

وقالت وزارة العدل الأميركية إن شهرام بورصافي المعروف أيضا باسم مهدي رضائي وهو من طهران ويبلغ من العمر 45 عاما، كان على الأرجح مدفوعا لقتل بولتون انتقاما لمقتل قاسم سليماني القائد بالحرس الثوري الإيراني الذي لقي حتفه في ضربة أميركية بطائرة مسيرة في يناير 2020.

وذكرت الوزارة أن بورصافي كان مستعدا أيضا لدفع مليون دولار مقابل تنفيذ “مهمة” ثانية.

وأضافت الوزارة أنه بين أكتوبر 2021 وأبريل 2022، اتّصل بورصافي بمصدر باستخدام منصة لتبادل الرسائل المشفرة وأعطاه تعليمات لتحديد مكان بولتون وتصويره ثم قتله.

أنتوني بلينكن: رسالتنا إلى إيران واضحة: لن نتسامح مع التهديدات بالعنف ضد الأميركيين

لكن المصدر كان في الواقع مخبرا لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي. وبعد ذلك، أمره بفتح حساب بعملة رقمية، ثم أعطاه عنوان مستشار ترامب السابق وطلب منه تنفيذ الخطة قبل الذكرى السنوية الأولى لمقتل سليماني.

لكن بعد مرور تاريخ الذكرى السنوية لمقتل سليماني، واصل بورصافي الضغط على المصدر السري لقتل بولتون ووعده بعقد آخر بقيمة مليون دولار إذا نجحت العملية.

وكان الجنرال سليماني مهندس استراتيجية بلاده في الشرق الأوسط، قائد فيلق القدس، الوحدة المسؤولة عن العمليات الخارجية داخل الحرس الثوري.

ولم يتضح بعد كيف سيرد الحرس الثوري الإيراني على الاتهامات. والحرس الثوري هو فصيل سياسي قوي في إيران يسيطر على إمبراطورية تجارية وقوات النخبة المسلحة والمخابرات التي تتهمها واشنطن بشن حملة إرهاب عالمية.

وذكرت مورجان أورتيجاس المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأميركية أن مايك بومبيو وزير الخارجية خلال فترة حكم ترامب كان الهدف الثاني.

ولا ترتبط إيران بمعاهدة لتسليم المجرمين مع الولايات المتحدة، ولا يزال بورصافي حرا طليقا. وأصدر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) الأربعاء ملصقا له باعتباره من أهم المطلوبين.

وقال مسؤول أميركي طلب عدم ذكر هويته إن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن الاتهامات الموجهة لبورصافي يجب أن تؤثر على المحادثات مع طهران بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي كبحت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.

ولم يتضح بعد كيف سيرد الحرس الثوري الإيراني على الاتهامات.

واختُتمت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا الاثنين حيث قال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنهم قدموا نصا نهائيا لإحياء الاتفاق.

ووفقا للشكوى الجنائية طلب بورصافي من شخص مقيم في الولايات المتحدة التقاط صور لبولتون بذريعة أنها ضرورية لكتاب يصدر قريبا. وبعد ذلك قدم الشخص المقيم في الولايات المتحدة بورصافي إلى مخبر حكومي سري يمكنه التقاط الصور مقابل مبلغ من المال.

واشنطن ترى أن الاتهامات الموجهة لعنصر الحرس الثوري لا يجب أن تؤثر على المحادثات بشأن إحياء الاتفاق النووي مع إيران

وقال المحققون إن بورصافي تواصل في الشهر التالي مع المخبر على تطبيق مراسلة مشفر وعرض عليه 250 ألف دولار لاستئجار شخص ما “للقضاء” على بولتون ووصل التفاوض على المبلغ إلى 300 ألف دولار.

وعندما طلب المخبر من بورصافي أن يكون أكثر تحديدا في طلبه، قال إنه يريد تصفية “الرجل”، وقدّم الاسم الأول لبولتون والاسم الأخير، حسبما ورد في بيان صدر بعد حلف اليمين وقُدم لدعم الشكوى.

وطلب من المخبر لاحقا فتح حساب عملة مشفرة لتسهيل الدفع. وفي اتصالات لاحقة، يُعتقد بأنه أبلغ المخبر بأن طريقة تنفيذ القتل غير مهمة، لكن “مجموعته” ستحتاج إلى شريط مصور كدليل على تنفيذ المهمة.

وذكرت قناة (سي.إن.إن) أنه تم تشديد إجراءات الأمن للعديد من المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين بسبب التهديدات الإيرانية.
وقال بولتون للقناة “اعتقد أنه من الصواب تماما القول إن هذا النظام يستهدف الكثير من الأميركيين الآخرين. هذا يخبركم ماهية هذا النظام وسمته”.

5