الأسلحة الغربية لأوكرانيا لأجل هزيمة روسيا أم جرها إلى حرب استنزاف

لندن- كثفت الدول الغربية من إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا لمنع تقدم القوات الروسية والحؤول دون سيطرتها على مواقع جديدة. لكن هذه الأسلحة لا تكفي لمواجهة الروس وإجبارهم على التراجع، وأنها فقط تساعد الأوكرانيين على الصمود، وسط تساؤلات إن كان هدف الغرب جر روسيا إلى حرب استنزاف طويلة بقطع النظر عن معاناة الأوكرانيين.
ويرى مراقبون أن الغربيين، بما في ذلك الولايات المتحدة، يرسلون الأسلحة بحساب دقيق، بأن تكون مؤثرة في مواجهة الروس، لكن من دون أن تحدث تحولا نوعيا في الحرب، خاصة أن الأسلحة النوعية تتطلب تدريبا طويلا عليها، في الوقت الذي يطلب الأوكرانيون دعما عاجلا لاستثماره سريعا في الحرب.
وقال القائد السابق للجيش الأميركي في أوروبا بن هودجز “ليست الدبابة سيارة تُستأجر. فعندما تتحدث عن نقل أي نوع من المركبات الآلية أو المدرعة، عليك أن تفكّر في قطع الغيار وحزم الصيانة والتدريب والوقود والذخيرة… لضمان سير الأمور”.
◙ الغرب يرسل الأسلحة بحساب دقيق، بأن تكون مؤثرة في مواجهة الروس، لكن من دون أن تحدث تحولا في الحرب
ويرى المؤرّخ العسكري الفرنسي ميشال غويا في مدوّنة بعنوان “مسار السيف”، أن “بعد نجاحات أوكرانية مفاجئة، في الواقع هي خطوات تستغلّ الثغرات الروسية، استعاد الروس زمام المبادرة. معركة دونباس أبعد ما يكون عن الانتهاء”. ويتوقع أن تأخذ هذه الجبهة الشرقية “شكل معركة حاسمة ستمتصّ الجهود في الأسابيع المقبلة”.
وقال الجنرال كريستوف غومار القائد السابق في القوات الخاصة الفرنسية إنه بعد أشهر من الصراع، ومراوحة المتصارعين مكانهم فقد “بدأ النزاع يتحوّل إلى حرب استنزاف”.
وأعلنت بريطانيا أنها ستزود أوكرانيا بنظم إطلاق صواريخ متعددة يمكنها ضرب أهداف على مسافة تصل إلى 80 كيلومترا.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس إن تزويد أوكرانيا بالأسلحة سيساعدها على الدفاع عن نفسها في مواجهة المدفعية الروسية الثقيلة.
وتابع في بيان “هذه الدفعة الأحدث من الدعم العسكري ستمكن القوات المسلحة الأوكرانية من مواصلة الدفاع في مواجهة العدوان الروسي والاستخدام العشوائي للمدفعية طويلة المدى”.
وأضاف “دعمنا المتواصل يبعث برسالة واضحة مفادها أن بريطانيا والمجتمع الدولي لا يزالان يعارضان هذه الحرب غير الشرعية وسيتحدان ويوفران مساعدات عسكرية دفاعية لأوكرانيا لمساعدتها على الدفاع ضد غزو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين”.
وتحصل كييف، التي أحرزت تقدما متواضعا في الأسابيع الماضية في ما يتعلق باستعادة أراضيها، على مساعدة الغرب في المعلومات المخابراتية والتدريب والأمور اللوجستية وتأمل في أن تتمكن من شن هجوم مضاد أوسع في جنوب أوكرانيا لطرد قوات موسكو.

بن هودجز: عندما تتحدث عن نقل أي نوع من المركبات الآلية أو المدرعة عليك أن تفكّر في قطع الغيار وحزم الصيانة… لضمان سير الأمور
وفي تكثيف لمساعداتها المالية والإنفاق العسكري لأوكرانيا، أعلنت واشنطن عن إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة مليار دولار، تشمل خصوصا صواريخ إضافية لمنظومات المدفعية الأميركية عالية الدقة من طراز “هيمارس”.
وقالت وزارة الدفاع الأميركية الاثنين في بيان إنّ حزمة المساعدات الجديدة تشمل أيضا المزيد من صواريخ أرض – جو الدفاعية القصيرة والمتوسطة المدى الخاصة بـ”منظومة الصواريخ المتقدمة أرض – جو” (ناسامس)، والمزيد من صواريخ جافلين المضادة للدبابات، إضافة إلى ذخيرة أخرى.
كذلك، ستتلقّى كييف 75 ألف قذيفة عيار 155 ملم، مخصّصة لأنظمة المدفعية الغربية التي تمّ تجهيز القوات الأوكرانية بها وحوالي خمسين مركبة طبّية مدرّعة.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية كولين كاهل إن هذه “القدرات أساسية لمساعدة الأوكرانيين في صد الهجوم الروسي في الشرق والتأقلم مع تطورات الوضع في الجنوب وأنحاء أخرى”، في إشارة إلى الهجوم المضاد الذي تشنّه كييف في منطقة خيرسون في الجنوب الأوكراني.
ورفض كاهل تحديد عدد الصواريخ الدقيقة المخصصة لمنظومة “هيمارس” التي تشملها حزمة المساعدات الجديدة، لكنّه أشار إلى أن الجيش الأوكراني سبق أن تلقى “المئات” منها في الأسابيع الأخيرة.
وبهذه المساعدة الجديدة، تصبح قيمة المساعدات العسكرية الأميركية الإجمالية لأوكرانيا 9.8 مليار دولار منذ وصول جو بايدن إلى السلطة، حسبما أشار البنتاغون.
وأشاد وزير الخارجية أنتوني بلينكن بالإجراءات الجديدة “التي اتُخذت لإحداث فرق” في الميدان، مشيرا إلى أنّ الولايات المتحدة ستواصل التنسيق مع أوكرانيا بهدف تعزيز موقفها “على طاولة المفاوضات”.
وكانت دول أوروبية قد شرعت في إرسال أسلحة إلى روسيا، حيث شحنت جمهورية التشيك عددا من الدبابات. كما أرسلت مركبات مشاة قتالية وأنظمة مدفعية، ثم تبعتها دول أخرى في الناتو بشحناتها الخاصة من المعدات العسكرية المتطورة عبر حدود دول التحالف إلى أوكرانيا. وأرسلت سلوفاكيا نظام دفاع جوي متقدما من طراز أس – 300.