واشنطن تكشف عن مخطط لاغتيال مستشار الأمن القومي للرئيس السابق ترامب

واشنطن - اتهمت الولايات المتحدة عضوا في الحرس الثوري الإيراني الأربعاء بالتآمر لاغتيال جون بولتون مستشار الأمن القومي للرئيس السابق دونالد ترامب، فيما حذرت إيران من المساس بمواطنيها معتبرة أن هذه "الاتهامات العبثية" لا أساس لها من الصحة.
وكان جون بولتون صاحب الشاربين العريضين من فريق الرئيس جورج دبليو بوش مطلع القرن الحالي، حيث عمل بشكل خاص سفيرا لبلاده لدى الامم المتحدة. ولا يزال يتباهى بأنه من صانعي اجتياح العراق عام 2003.
وقالت وزارة العدل الأميركية إن شهرام بورصافي المعروف أيضا باسم مهدي رضائي وهو من طهران ويبلغ من العمر 45 عاما، كان على الأرجح مدفوعا لقتل بولتون انتقاما لمقتل قاسم سليماني القائد بالحرس الثوري الإيراني الذي لقي حتفه في ضربة أميركية بطائرة مسيرة في يناير 2020.
وذكرت الوزارة أن بورصافي الموجود بالخارج، حاول دفع 300 ألف دولار مقابل قتل بولتون، وكان مستعدا أيضا لدفع مليون دولار مقابل تنفيذ "مهمة" ثانية.
ونقلت شبكة "سي إن إن" الإخبارية الأميركية الخميس عن المصدر المقرب من وزير الخارجية السابق مايك بومبيو القول إن وزارة العدل أبلغته مباشرة الأربعاء الماضي بأنه كان الهدف الثاني لمؤامرة اغتيال تابعة للحرس الثوري الإيراني.ونشر بولتون بيانًا على تويتر الأربعاء وجه فيه الشكر لوزارة العدل على الإجراءات التي اتخذتها. وقال "بينما لا نستطيع قول الكثير علنًا الآن فهناك أمر واحد لا جدال فيه.. حكام إيران كاذبون وإرهابيون وأعداء للولايات المتحدة".
ومن جانبه قال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في منشور على تويتر، الخميس، "رسالتنا إلى إيران واضحة: لن نتسامح مع التهديدات بالعنف ضد الأميركيين - وهذا يشمل بالتأكيد المسؤولين الحكوميين السابقين. أي هجوم سيواجه عواقب وخيمة".
وعقب تأكيد وزارة العدل الأميركية كشف مخطط إيراني لاغتيال بلوتن، شدّد مستشار الأمن القومي الأميركي جايك ساليفان على أنّ الولايات المتّحدة لن تتنازل عن حماية جميع الأميركيين ضدّ تهديدات العنف والإرهاب.
وقال سوليفان إنّ إيران ستواجه عواقب وخيمة إذا هاجمت أيّاً من المواطنين الأميركيين.
ولا ترتبط إيران بمعاهدة لتسليم المجرمين مع الولايات المتحدة، ولا يزال بورصافي حرا طليقا. وأصدر مكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) الأربعاء ملصقا له باعتباره من أهم المطلوبين.
ونفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر مساء الأربعاء الاتهامات الأميركية بشأن التخطيط لاغتيال بولتون، وقال إن "فبركة السيناريوهات من قبل السلطات القضائية الأميركية فيما يتعلق بعناصر مفلسة سياسيا وعديمة القيمة مثل بولتون ونسج الأساطير البالية أصبح نهجا متكررا في النظام القضائي الأميركي".
وأضاف كنعاني "إيران تحذر بشدة من أي تحرك ضد المواطنين الإيرانيين تحت ذريعة هذه الاتهامات العبثية التي لا أساس لها".
وقال مسؤول أميركي طلب عدم ذكر هويته إن الولايات المتحدة لا تعتقد بأن الاتهامات الموجهة لبورصافي يجب أن تؤثر على المحادثات مع طهران بشأن إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 والذي كبحت إيران بموجبه برنامجها النووي مقابل تخفيف العقوبات.
ولم يتضح بعد كيف سيرد الحرس الثوري الإيراني على الاتهامات. والحرس الثوري هو فصيل سياسي قوي في إيران يسيطر على إمبراطورية تجارية وقوات النخبة المسلحة والمخابرات التي تتهمها واشنطن بشن حملة إرهاب عالمية.
واختُتمت المحادثات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران في فيينا الاثنين، حيث قال مسؤولو الاتحاد الأوروبي إنهم قدموا نصا نهائيا لإحياء الاتفاق.
ووفقا للشكوى الجنائية، طلب بورصافي من شخص مقيم في الولايات المتحدة التقاط صور لبولتون بذريعة أنها ضرورية لكتاب يصدر قريبا.
وبعد ذلك قدم الشخص المقيم في الولايات المتحدة بورصافي إلى مخبر حكومي سري يمكنه التقاط الصور مقابل مبلغ من المال.
وقال المحققون إن بورصافي تواصل في الشهر التالي مع المخبر على تطبيق مراسلة مشفر وعرض عليه 250 ألف دولار لاستئجار شخص ما "للقضاء" على بولتون ووصل التفاوض على المبلغ إلى 300 ألف دولار.
وعندما طلب المخبر من بورصافي أن يكون أكثر تحديدا في طلبه، قال إنه يريد تصفية "الرجل"، وقدّم الاسم الأول لبولتون والاسم الأخير، حسبما ورد في بيان صدر بعد حلف اليمين وقُدم لدعم الشكوى.
وطلب من المخبر لاحقا فتح حساب عملة مشفرة لتسهيل الدفع. وفي اتصالات لاحقة، يُعتقد بأنه أبلغ المخبر بأنه طريقة تنفيذ القتل غير مهمة، لكن "مجموعته" ستحتاج إلى شريط مصور كدليل على تنفيذ المهمة.
وذكرت قناة (سي.إن.إن) أنه تم تشديد إجراءات الأمن للعديد من المسؤولين الأميركيين السابقين والحاليين بسبب التهديدات الإيرانية.
وقالت العضوة الجمهورية في مجلس النواب الأميركي، كلوديا تيني، تعليقا على نبأ مؤامرة قتل جون بولتون: "قبل أسابيع، كانت إدارة بايدن تحاول رفع العقوبات عن الحرس الثوري الإيراني، على الرغم من علمها بأن الحرس الثوري يخطط لقتل أميركيين على الأرض الأميركية".
كما طلب العضو الجمهوري في مجلس النواب الأميركي، مايكل ماكول، من الحكومة الأميركية الانسحاب من مفاوضات الاتفاق النووي بسبب مؤامرات إيران لاغتيال جون بولتون ومسيح علي نجاد.
وقالت المتحدثة السابقة باسم وزارة الخارجية الأميركية، مورغان أورتاغوس: "على الرغم من الأنباء حول مؤامرة إيران لقتل جون بولتون، فإن إدارة بايدن لا تزال تسعى لمواصلة المفاوضات لإحياء الاتفاق النووي، ولن تفكر في العمل إلا عندما تقتل إيران أحد المسؤولين السابقين في الولايات المتحدة".