روسيا تصعد هجومها متحدية زيادة الدعم العسكري الأميركي لأوكرانيا

كثفت روسيا من هجماتها على الجبهة الشرقية بالتزامن مع إعلان واشنطن عن زيادة مساعدتها لأوكرانيا، ما يبدو وكأنه تنافس غير مباشر بين القوتين. لكن الدعم الأميركي والغربي عموما لم ينجح إلى حد الآن في تغيير المعادلة الميدانية.
كييف - صعدت روسيا هجومها على أوكرانيا، مستخدمة القوات البرية والضربات الجوية والقصف المدفعي، بينما تواصل سعيها بلا هوادة لاستكمال سيطرتها على شرق البلاد، في وقت يتزامن مع إعلان واشنطن عن زيادة دعمها العسكري والمالي لأوكرانيا ما اعتبره مراقبون تحديا روسيا للولايات المتحدة والغرب عموما.
وأعلن مسؤولون أوكرانيون أن القوات الروسية تشن هجمات أثناء محاولتها السيطرة على منطقة دونباس الصناعية.
وقال بافلو كيريلينكو حاكم منطقة دونيتسك، وهي إحدى منطقتين تشكلان دونباس، للتلفزيون الأوكراني “الوضع في المنطقة متوتر، والقصف مستمر على امتداد خط المواجهة… العدو يستخدم أيضا الضربات الجوية بشكل كبير”. وأضاف “لم يحرز العدو نجاحا. منطقة دونيتسك صامدة”.
وقال الجيش الأوكراني إنه صد هجمات برية في اتجاه مدينتي باخموت وأفديفكا وقضى على وحدات استطلاع روسية، منها وحدات بالقرب من باخموت.
لكن روسيا قدمت رواية مختلفة. وقال الزعيم الشيشاني رمضان قديروف إن قواته سيطرت على مصنع لصالح موسكو على أطراف بلدة سوليدار الشرقية، بينما قالت قوات أخرى مدعومة من روسيا إنها بصدد “تطهير” قرية بيسكي الشديدة التحصين.
وقالت المخابرات العسكرية البريطانية، التي تساعد أوكرانيا، إن اندفاع روسيا نحو مدينة باخموت كان أنجح عملياتها في دونباس في الثلاثين يوما الماضية، لكنها أضافت أنها لم تتقدم سوى بنحو عشرة كيلومترات فقط. وقالت إن القوات الروسية في مناطق أخرى لم تتقدم سوى ثلاثة كيلومترات خلال نفس الفترة.

وأعلنت روسيا أنها تخطط، ضمن ما تسميه “عمليتها العسكرية الخاصة”، للسيطرة الكاملة على دونباس نيابة عن القوات الانفصالية الموالية للكرملين، بينما قال مسؤولون عيَّنتهم روسيا في أجزاء من جنوب أوكرانيا إنهم يعتزمون المضي قدما في إجراء استفتاءات للانضمام إلى روسيا.
وتعتمد أوكرانيا، التي تقول إن روسيا تخوض حربا على نمط الإمبراطوريات السابقة، على أنظمة الصواريخ والمدفعية المتطورة التي أمدها الغرب بها لتقويض خطوط الإمداد واللوجستيات الروسية.
وحصلت كييف، التي أحرزت تقدما متواضعا في الأسابيع الماضية في ما يتعلق باستعادة أراض، على مساعدة الغرب في المعلومات المخابراتية والتدريب والأمور اللوجستية وتأمل في أن تتمكن من شن هجوم مضاد أوسع في جنوب أوكرانيا لطرد قوات موسكو.
وفيما بدا أنه خوف من هذا الخطر، تحركت روسيا لتعزيز قواتها في الجنوب وركزت، وفقا لبريطانيا، على تعزيز دفاعاتها في مطلع هذا الأسبوع. ولم يكشف أي من الجانبين عن عدد القتلى أو الجرحى، لكن يُعتقد بأن كلا الجانبين مُني بخسائر فادحة.
وفي تكثيف لمساعداتها المالية والإنفاق العسكري لأوكرانيا، أعلنت واشنطن عن إرسال حزمة مساعدات عسكرية جديدة لأوكرانيا بقيمة مليار دولار، تشمل خصوصا صواريخ إضافية لمنظومات المدفعية الأميركية عالية الدقة من طراز "هيمارس".
وقالت وزارة الدفاع الأميركية الاثنين في بيان إنّ حزمة المساعدات الجديدة تشمل أيضا المزيد من صواريخ أرض - جو الدفاعية القصيرة والمتوسطة المدى الخاصة بـ"منظومة الصواريخ المتقدمة أرض – جو" (ناسامس)، والمزيد من صواريخ جافلين المضادة للدبابات، إضافة إلى ذخيرة أخرى.
كذلك، ستتلقّى كييف 75 ألف قذيفة عيار 155 ملم، مخصّصة لأنظمة المدفعية الغربية التي تمّ تجهيز القوات الأوكرانية بها وحوالي خمسين مركبة طبّية مدرّعة.
وقال مساعد وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية كولين كاهل إن هذه "القدرات أساسية لمساعدة الأوكرانيين في صد الهجوم الروسي في الشرق والتأقلم مع تطورات الوضع في الجنوب وأنحاء أخرى"، في إشارة إلى الهجوم المضاد الذي تشنّه كييف في منطقة خيرسون في الجنوب الأوكراني.
ورفض كاهل تحديد عدد الصواريخ الدقيقة المخصصة لمنظومة "هيمارس" التي تشملها حزمة المساعدات الجديدة، لكنّه أشار إلى أن الجيش الأوكراني سبق أن تلقى “المئات” منها في الأسابيع الأخيرة.
وأشار كاهل إلى أن منظومتين صواريخ أرض - جو الدفاعية "ناسامس" الواردتين في حزمة المساعدات العسكرية لكييف التي أعلن عنها مطلع يوليو ستصلان إلى أوكرانيا “في الأشهر المقبلة".
◙ بالمساعدة الجديدة، تصبح قيمة المساعدات الأميركية لأوكرانيا 9.8 مليار دولار منذ وصول بايدن إلى السلطة
وأضاف أن الصواريخ المخصصة لهاتين المنظومتين الواردة في الحزمة الجديدة التي أعلن عنها الإثنين يفترض أن “تصل في الموعد نفسه” لوصول المنظومتين.
وفي رد على زيادة الأسلحة الأميركية ومحدودية تأثيرها على المعارك، ذكرت وكالة ريا نوفوستي للأنباء نقلا عن وزارة الدفاع الروسية أن القوات الروسية دمرت مستودعا لتخزين صواريخ هيمارس الأميركية الصنع ومدافع هاوتزر إم777 بالقرب من مدينة أومان في وسط أوكرانيا. وقالت الوزارة في بيانها اليومي إنها دمرت أكثر من 300 صاروخ في الضربة.
وحث الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع صحيفة واشنطن بوست الغرب على فرض حظر شامل على جميع الروس، بمن فيهم أولئك الذين فروا من روسيا منذ الرالع والعشرين من فبراير.
ونقل عن زيلينسكي قوله "أيا كان هؤلاء الروس.. دعوهم يذهبون إلى روسيا". وأضاف "سيفهمون ذلك الحين.. وسيقولون 'هذه (الحرب) ليست لها علاقة بنا'. لا يمكن تحميل المسؤولية لجميع السكان، أليس كذلك؟".
واستنكر الكرملين اليوم هذه الدعوة ووصفها بأنها مستفزة، قائلا إن أوروبا عليها في نهاية المطاف اتخاذ قرار بخصوص ما إن كانت ترغب في سداد فواتير "نزوات" زيلينسكي. وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إنه لا مجال لعزل الروس عن بقية العالم.