أدباء وفنانون عرب: مهرجان الفحيص يرسخ الفعل الثقافي الحقيقي

عمّان- أكد أدباء وفنانون على ريادة مهرجان الفحيص الذي يقام سنويا تحت شعار “الأردن تاريخ وحضارة” في ترسيخ الفعل الثقافي الحقيقي، بناء على برنامجه المتشعب في بحور الثقافة والفن والفلكلور والتاريخ والحضارة والإنسان، دون إغفال لدور المثقف في عكس صورته المليئة بالإبداع والفكر والفن.
وقالوا في تصريحات لهم إن الجهد المبذول على مدى ثلاثين عاما أثبت أهمية المهرجان في رسم خارطة لا تتوقف عند المسرح الغنائي الجماهيري فقط بل تمتد إلى برامج ثقافية تعنى بالمكان والحضارة والإنسان، والفن والترفيه والفلكلور وبرامج الطفل.

وقال رئيس نادي شباب الفحيص ومدير المهرجان أيمن سماوي إن المهرجان دأب طوال سنوات انعقاده على تقديم برنامج يراعي تنوع أذواق العائلة الأردنية ومخاطبة فكرها والإضاءة على تاريخ الأردن، وهو ليس “مهرجانا يقيم الحفلات الغنائية فقط، ولكننا نسعى سنويا لتقديم برنامج يلبي الطموح ويخاطب الأب والأم والأبناء بحسب اهتماماتهم، بحيث يستطيع رواد المهرجان يوميا متابعة محاضرات وندوات سياسية وثقافية وإنسانية، وزيارة البازارات الشعبية وحضور العروض الفلكلورية والاطلاع على ثقافات العالم المختلفة”.
وأضاف أن المهرجان لم ينغلق على نفسه وبيئته، وكان دوما منفتحا برسالته التي تعكس خطاب الدولة الحضاري والتنويري. مشيرا إلى أن رسالة المهرجان تعكس صورة الأردن الملتصق بأمته العربية، وتشكل مرآة لحضارته وثقافة أبنائه وحضنا للمفكرين والأدباء والمثقفين والفنانين العرب، انطلاقا من كونه بالأساس مهرجانا للعائلة الأردنية بمختلف اهتماماتها.
ويحمل المهرجان رسالة تبرز تاريخ الأردن ودوره الحضاري، ويسلط الضوء على رجالاته الذين حملوا على أكتافهم همّ الوطن وساهموا في نهضته.
وقد أشاد الشاعر المصري أحمد الشهاوي بالثقافة التنويرية التي يقدمها المهرجان بمختلف فعالياته، والفعل الثقافي الفكري الحاصل في الفحيص. وأوضح أنه سيشارك في تأبين الشاعر والوزير السابق جريس سماوي، وإلقاء بعض من قصائده في الأمسية الشعرية المقررة.
وبينت مؤسسة فرقة نايا الموسيقية الأردنية رولا جرادات أن المهرجان يسعى لتقديم جميع ألوان الفنون والثقافة دون طغيان طرف على الآخر. وقالت “يستقبلنا أهل الفحيص دوما بحب وتقدير واهتمام، فصرنا نشعر بأنهم عائلاتنا، ودرجة الاحترافية التي ينفذ بها البرنامج تدل على وعي كبير بما يأتي به المهرجان لمخاطبة الجمهور”.
من جانبها، قالت الفنانة الفلسطينية دلال أبوآمنة إن حضورها هذا العام في المهرجان امتداد لمشروعها الفني والموسيقي المعني بنشر التراث والفلكلور الفلسطيني.

وتنطلق مساء الأربعاء فعاليات الدورة الثلاثين من المهرجان التي تستمر عشرة أيام، وتشتمل على عدة فعاليات من بينها أوبريت غنائي بعنوان “أرض السلام” و”فرقة الاستقلال للفنون الشعبية” من فلسطين، ثم حفل أوركسترا دار الأوبرا المصرية، وكذلك يشارك فنانون أردنيون وعرب، منهم دلال أبوآمنة، جورج وسوف، ملحم زين، راغب علامة، محمد عساف، ماجد زريقات، جهاد سركيس، ديانا كرزون، معين شريف، باسل جريسات، محمود سلطان، عطالله هنديلة، مصعب الخطيب وحمدي المناصير.
كما تشتمل الفعاليات على حفل تأبين للشاعر جريس سماوي، وبازارات ومعارض وورشات وندوات ثقافية.
ويحافظ القائمون على المهرجان منذ بداياته الأولى على مضمون رسالته الثقافية والوطنية التي تشير إلى تاريخ الأردن ودور وتضحيات الرجال الأوائل الذين ساهموا في بنائه وتطوره من خلال المحاضرات والندوات المتخصصة التي تقرأ تاريخ الأردن وشخصياته وأماكنه، إضافة إلى تسليط الضوء على الحرف اليدوية التقليدية مساهمة في دعم تلك الحرف واستمرارها لتحكي تراث أمتنا وحضارتنا.
وينظم المهرجان ندوة نقاشية حول دور الدراما العربية في نقل الواقع المعاصر وتعزيزه فنيا، يتحدث خلالها نقيب الفنانين المصريين أشرف زكي، والفنانات ليلى علوي وإلهام شاهين وروجينا وتدير اللقاء الفنانة ريم سعادة.
ويتضمن البرنامج الثقافي أصبوحة قصصية يشارك فيها: بسمة العنزي من الكويت، سلطان العميمي من الإمارات، وهند أبوالشعر وجميلة عمايرة من الأردن، ويدير اللقاء شهلا العجيلي، كما يتضمن أمسية شعرية يشارك فيها: أحمد الشهاوي وسامح محجوب من مصر ومها العتوم وراشد عيسى من الأردن.
ودرج المهرجان منذ تأسيسه على إعطاء الثقافة الجادة التي تكرس قيم الوطنية الأردنية بأفقها القومي والإنساني مساحة مميزة ضمن برامجه، إضافة إلى الفعاليات الفنية سواء الغنائية أو المسرحية والفقرات الأخرى التي تُعنى بمسرح الطفل ليستقطب العائلة الأردنية.