الجزائري عبدالسميع هالي يعرض "عادات صحراوية"

الفنان يدعو الزائر إلى نزهة تشبه الحلم وتسلط الضوء على ما تتضمنه الأماكن وتقاليد الأجداد من تراث ثري.
الأربعاء 2022/08/10
من وحي هندسة الأماكن التراثية وأصالتها

الجزائر - يعرض الفنان التشكيلي الجزائري عبدالسميع هالي مجموعة من آخر لوحاته المستوحاة من منطقة بسكرة والأوراس، والتي يواصل فيها منهجه الفني القائم على إبراز جمال التراث الثقافي الجزائري وذاكرة الأماكن.

ويقترح المعرض، الذي تحتضنه أروقة "أيزو للفنون" في الجزائر العاصمة إلى غاية الخامس والعشرين من أغسطس الجاري، حوالي أربعين عملا دون عناوين وبأشكال مختلفة مرسومة بالزيت على القماش من بين ما تمثله "بسكرة القديمة" والملابس التقليدية لمنطقة الأوراس من خلال صور لرجال يرتدون البرنوس ونساء بوجوه موشومة وبأزياء شاوية مزينة بالمجوهرات التقليدية.

المعرض يرصد طبيعة الحياة في المدن الصحراوية ويلتقط مشاهد يومية تشهد على قسوة وصفاء الحياة في المناطق الجنوبية

ويرصد المعرض، الذي يأتي تحت عنوان "عادات صحراوية"، طبيعة الحياة في المدن الصحراوية، ويلتقط مشاهد يومية تشهد على قسوة وصفاء الحياة في المناطق الجنوبية. كما كرم الفنان الريف الجزائري بسلسلة من سبع لوحات زيتية تشيد بالطبيعة الأم. فكان قادرًا على التقاط هذه اللحظات الريفية بألوان هادئة ومتداخلة تدل على اهتمامه بالتفاصيل في حياة الريفيين المكونة من ملذات يومية صغيرة.

ويدعو هذا الفنان، الذي عبر عن “حبه اللامشروط” لوطنه الأم، الزائر من خلال 38 لوحة أنجزت في عامين إلى نزهة تشبه الحلم وتسلط الضوء على ما تتضمنه الأماكن وتقاليد الأجداد من تراث الثري في العديد من مناطق الجزائر على غرار بسكرة وبوسعادة والأوراس والجلفة وتلمسان.

وتقترح أعمال عبدالسميع هالي إعادة زيارة العديد من الأماكن والمواقع مثل واحات النخيل ببسكرة وكثبانها الرملية ومساجدها العتيقة أو المباني التي أنجزت حسب تصاميم هندسية قديمة.

كما تناولت لوحات فنية أخرى الحياة السائدة في الماضي على غرار المرأتين الجالستين في ساحة منزل أمام مطحنة حبوب وهما تقومان بالأعمال المنزلية ومجموعة من المزارعين يرتدون البرنوس وسط الحقول.

وضمن هذا المعرض كرّس الفنان نفسه للتذكير بجمال المناظر الساحلية من خلال العشرات من اللوحات ذات الصلة بالبحر مثل تلك التي تظهر قوارب صغيرة في البحر أو شلالات وينابيع طبيعية عند سفوح الجبال.

وتجدر الإشارة إلى أن الفنان عبدالسميع هالي من مواليد سنة 1937 بمدينة بسكرة حيث مارس مهنة التصوير التي وضعها على غرار جميع أفراد عائلته في خدمة مناضلي الحركة الوطنية لصناعة أوراق الهوية.

وقد تأثر هذا الفنان، الشغوف بالرسم، بأعمال شقيقه سالم هالي الذي تخرج سنة 1946 من مدرسة الفنون الجميلة في باريس، وكرّس نفسه بعد تقاعده المهني للتفكير ورسم جمال مناظر الجزائر وعاداتها.

14