اتفاق سلام بين تشاد والمتمردين يفتح أبواب المصالحة

الأمين العام للأمم المتحدة يؤكد على ضرورة أن يكون الحوار "جامعا" لكل الأطراف لضمان نجاحه.
الثلاثاء 2022/08/09
خطوة نحو مصالحة شاملة

نجامينا - وقعت السلطات الانتقالية التشادية وجماعات متمردة اتفاق سلام في العاصمة القطرية الدوحة الاثنين قبل بدء حوار وطني واسع النطاق، يأمل التشاديون أن يؤسس لمصالحة شاملة هذا الشهر.

ووقع زعيم المجلس العسكري الحاكم في تشاد محمد إدريس ديبي إيتنو الاتفاق مع حوالي أربعين مجموعة متمردة لبدء حوار وطني في العشرين من أغسطس الجاري بنجامينا، في غياب فصيلين كبيرين رفضا الانضمام إليه.

ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الاتفاق، الذي ينص خصوصا على “وقف إطلاق نار عام” بين السلطات العسكرية والمجموعات الموقعة ويفترض أن يفتح الطريق أمام عودة السلطات المدنية، بأنه “لحظة أساسية للشعب التشادي”. لكنه شدد على ضرورة أن يكون الحوار “جامعا” لكل الأطراف كي يكون ناجحا.

وبعد مفاوضات وصفها بأنها “شاقة” أشاد رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي التشادي موسى فقي محمد بالمحادثات، معتبرا أنها سمحت بـ”تخطي الانقسامات”.

وبدأت المفاوضات بين الحكومة التشاديّة والجماعات المسلّحة في الثالث عشر من مارس برعاية قطر، سعيا لوضع حدّ لاضطرابات متواصلة منذ عقود في البلد البالغ عدد سكّانه 16 مليون نسمة والذي شهد عدة انقلابات.

بموجب الاتفاق يتعهد المجلس العسكري بضمان أمن أفراد المجموعات المتمردة حتى يشاركوا في الحوار الوطني

وبموجب الاتفاق يتعهد المجلس العسكري بضمان أمن أفراد المجموعات المتمردة حتى يشاركوا في الحوار الوطني.

ونُصّب الجنرال الشاب محمد إدريس ديبي إيتنو على رأس مجلس عسكري انتقالي يضم 15 جنرالا في أبريل 2021 غداة مقتل والده الرئيس إدريس ديبي إيتنو على الجبهة في مواجهات مع متمرّدين، بعدما حكم تشاد بقبضة من حديد لأكثر من 30 عامًا.

ووعد على الفور بتنظيم انتخابات حرة وديمقراطية بعد مهلة 18 شهرًا إثر “حوار وطني جامع” مع المعارضة السياسية والحركات المتمردة.

ويترك رئيس المجلس العسكري الشك مخيما حول إمكانية إجراء الانتخابات في هذا الموعد، فيما تطالب باريس والاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي بعدم تمديد المهلة.

وقال المتحدث باسم الحكومة وزير الاتصال عبدالرحمن كلام الله “إنه اتفاق تاريخي”، مضيفا “يبقى بابنا مفتوحا للمجموعات التي لم توقع”.

ولئن كان محمد إدريس ديبي إيتنو قد وافق استثنائيا على المجيء إلى الدوحة فإن محمد مهدي علي زعيم “جبهة التغيير والوفاق في تشاد” (فاكت) بقي في الصحراء الليبية.

وقررت جبهة “فاكت” (إحدى المجموعات المتمردة الرئيسية التي تقف خلف الهجوم الذي انطلق من ليبيا وأدى إلى مقتل المارشال إدريس ديبي إيتنو في التاسع عشر من أبريل 2021) عدم توقيع الاتفاق.

وأعلنت في بيان أن هذا “الرفض يترافق مع عدم الأخذ بمطالبنا” ومنها تحرير المعتقلين، مؤكدة في المقابل أنها “تبقى مستعدة للحوار في أي مكان وزمان”.

Thumbnail

وصرح محمد مهدي علي بأن “الحرب لا تحلّ شيئا، نريد تسوية سلمية وسياسية، لكن حين نرغم على الدفاع عن أنفسنا، سندافع عن أنفسنا”، وانتقد “حوارا منحازا مسبقا”.

وأوضح جيروم توبيانا، الباحث الفرنسي المتخصص في شؤون تشاد والمجموعات المتمردة فيها، أنه “اتفاق لا يحل مسألة المعارضة المسلحة، ذلك أن بعض المجموعات الرئيسية لم توقع… لكن هذا السيناريو وُضع مسبقا إذ أن الحكومة اختارت تشتيت وزن المجموعات الرئيسية الأربع أو الخمس وسط تمثيل أوسع بكثير”.

وكذلك أعلنت مجموعة متمردة كبرى ثانية هي “مجلس القيادة العسكرية لخلاص الجمهورية” رفضها توقيع الاتفاق، مؤكدة أن “المبادئ التي نقاتل على أساسها لا تسمح لنا بالانضمام إلى حوار لا نعرف أهدافه”.

ووقعت حوالي 42 من أصل 47 مجموعة ممثلة في الدوحة على الاتفاق مع المجلس العسكري.

وهي بذلك تتعهد بالمشاركة في الحوار الوطني الذي سيحضره بحسب السلطات أكثر من 1300 ممثل عن المتمردين من المجتمع المدني والنقابات والمعارضة والسلطة.

ورأى زعيم إحدى المجموعات الموقعة طالبا عدم كشف اسمه أن “هذا العدد الكبير من المجموعات الموقعة يشكل انطلاقة جيدة للحوار الوطني”، مشيرا رغم ذلك إلى أن الاتفاق لو انضمت إليه أيضا “جبهة التغيير والوفاق” لكان “مثمرا أكثر”.

وتعد تشاد، العضو في مجموعة دول الساحل الخمس، شريكا أساسيا في الحملة التي يخوضها الغربيون وعلى رأسهم فرنسا لمكافحة الجهاديين في وسط وغرب أفريقيا.

5