ألوية العمالقة تحسم الوضع الأمني داخل عتق اليمنية

قوات العمالقة ودفاع شبوة يسيطران على مركز محافظة شبوة بعد اشتباكات عنيفة مع فصيل إخواني مسلح أسفرت عن مقتل قائد كتيبة الطوارئ أحمد لشقم.
الاثنين 2022/08/08
دوريات قوات ألوية العمالقة تؤمن شوارع عتق

شبوة (اليمن) – حسمت قوات ألوية العمالقة ودفاع شبوة الوضع الأمني في مدينة عتق مركز محافظة شبوة جنوب شرقي اليمن، إثر اشتباكات عنيفة مع عناصر تابعة لحزب الإصلاح الإخواني الذي يسعى إلى منع انهيار نفوذه في المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط والغاز، والتي كانت تمثل أحد أبرز معاقله قُبيْل إقالة المحافظ الإخواني السابق محمد بن عديو.

وفي آخر تطور على الأرض، فيما أصبح يعرف بـ"فتنة شبوة"، نقل موقع "عدن تايم" عن مصادر عسكرية قولها الاثنين إن "مدينة عتق مركز المحافظة، أصبحت بالكامل تحت سيطرة قوات العمالقة ودفاع شبوة الجنوبيين، ما عدا المدخل الجنوبي ومعسكر الشهداء".

ونقل موقع "الأمناء نت" المحلي عن شهود عيان قولهم إن "قوات العمالقة الجنوبية تنتشر في شوارع عتق ومداخلها، بعد تراجع ميليشيا الإخوان وانسحابها إلى معسكراتها".

وأكد سكان محليون أن الوضع لا يزال متوترا بشكل كبير داخل مدينة عتق، إذ نشرت قوات العمالقة أفرادها وعربات ودوريات في أرجاء المدينة، ومنعت دخول المسافرين إليها، وطالبت بإغلاق المحلات التجارية.

وشهدت مدينة عتق منذ الساعات الأولى من فجر الاثنين اشتباكات عنيفة بمختلف الأسلحة بين فصيل عسكري خاضع لسيطرة حزب الإصلاح الإخواني، وقوات ألوية العمالقة الجنوبية.

وأسفرت المواجهات عن مقتل قائد كتيبة الطوارئ بمحور عتق في القوات الإخوانية أحمد لشقم، إضافة إلى جندي من قوات "العمالقة"، فيما أصيب آخرون من الجانبين.

وانفجرت هذه الاشتباكات بعد إيقاف نقطة أمنية مستحدثة تابعة لقوات العمالقة ودفاع شبوة الضابط العولقي، وبعد مشادات أطلقت النار على سيارته وأردته قتيلا وأصابت بعض مرافقيه.

وتطورت الاشتباكات لاحقا لتمتد من موقع النقطة المستحدثة بجولة الثقافة وسط المدينة، لتجتاح كامل المدينة، واستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة بما فيها الدبابات والمدرعات وقذائف الهاون، ويرجَّح تصاعد أعداد الضحايا عقب احتدام القتال داخل المدينة.

ودفعت القوات الإخوانية بتعزيزات من المنطقة العسكرية الأولى، في وادي حضرموت، ومن مدينة مأرب إلى شبوة، للقتال بجانب "القوات الخاصة" واللواء "21 ميكا" و"وحدات النجدة".

ونقلت وسائل إعلام يمنية عن مصادر ميدانية قولها "إن ألوية العمالقة وقوات دفاع شبوة تعملان بشكل حذر ومدروس لإخماد تمرد الإخوان بأقل الخسائر البشرية والمادية، وذلك منذ اندلعت المواجهات بمدينة عتق".

وأوضحت أن قوات العمالقة أمنت شارع "درهم" ونقطة "الكهرباء" و"الشارع الرئيسي" في مدينة عتق وتلة "الجوازات"، وتتجه للسيطرة على موقع "الجلفوز" و"الإرسال" وبعض المناطق السكنية الخلفية التي تتمركز فيها العناصر المتمردة للإخوان.

وأشارت المصادر إلى أن القوات الإخوانية نصبت دبابات تابعة للواء "21 ميكا"، لقصف مدينة عتق، انطلاقا من تلة "الإرسال"، ما استدعى تدخلا حاسما من قوات العمالقة، لإخماد مصادر النيران، وتجنيب استخدام المدنيين دروعا بشرية.

ونوهت المصادر بأن عناصر إخوانية تحصنت في منشآت حكومية ومبان مدنية وسكنية، ونشرت قناصين من القوات الخاصة في البيوت المهجورة، وتم تحويلها إلى ثكنات عسكرية.

وتدور الاشتباكات حاليا لتأمين المرتفعات المطلة والإستراتيجية بما فيها معسكر الشهداء.

وتأتي المواجهات بعد إقالة محافظ شبوة بتوجيهات من المجلس الرئاسي، قائد القوات الخاصة في عتق عبدربه لعكب، وقائد معسكر القوات الخاصة أحمد درعان، إلا أن الأخيرين رفضا تنفيذ القرار، وأعلنا التمرد على السلطة المعترف بها دوليا، بموجب توجيهات عليا من حزب الإصلاح الإخواني.

واعتبر محللون يمنيون تمرد الإخوان في شبوة "انقلابا مكتمل الأركان" يستدعي تدخل المجلس الرئاسي لإحالة قياداتهم إلى المحاكمة، إثر الدماء التي سفكت من أجل ألاّ يفقد التنظيم نفوذه في المحافظة الجنوبية الغنية بالنفط والغاز.

وعلّق الصحافي والمحلل السياسي الجنوبي ياسر اليافعي على التمرد الإخواني في سلسلة من التغريدات قائلا "الإخوان لا يتعلمون من أخطائهم القاتلة، يكررونها وبغباء شديد وسيدفعون الثمن".

 وأضاف عبر حسابه على تويتر "شبوة لن تكون إلا بيد رجالها الصادقين، وزمن الوصاية الإخوانية عليها ولّى إلى غير رجعة".

وأوضح أن الفتنة التي أشعلوها في شبوة سيدفعون ثمنها، وكل أبناء المحافظة سيقفون مع محافظهم وقواتهم ومستقبلهم.

وأكد "لذلك يستميتون في الدفاع عن مصالحهم في شبوة، لأن خسارتهم المحافظة تعني خسارتهم وادي حضرموت، وخسارتهم المصالح التي يحصلون عليها من الشركات الناهبة لثروات المحافظة".

وأشار إلى أن مشكلة لعكب بالونة تم نفخها من قبل إعلام الإخوان أثناء أحداث أغسطس 2019، وفي الحقيقة هو مجرد أداة يستخدمها الإخوان للعبث بشبوة وثرواتها وحتى يستمر تدخلهم في شؤون هذه المحافظة.

وتابع "ظروف أغسطس 2019 تختلف عن أغسطس 2022.. واللعبة انتهت في شبوة وقريبا وادي حضرموت، يكفي ثلاثون سنة من العبث".