شركة مصرية ناشئة لتجارة الأثاث إلكترونيًّا تشق طريقها إلى الأسواق العربية

القاهرة - تسعى شركة مصرية ناشئة متخصصة في بيع الأثاث والتجهيزات المنزلية عبر الإنترنت إلى شق طريقها نحو الأسواق العربية مستفيدة من طفرة التسوق الرقمي التي باتت سمة بارزة بين المستهلكين في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وكشفت هومزمارت الأحد أن إجمالي الاستثمارات فيها زاد إلى حوالي 40 مليون دولار، وذلك بعد إغلاق جولة تمويل الشهر الماضي جمعت خلالها 23 مليون دولار.
وكانت الشركة قد جمعت 15 مليون دولار في جولة سابقة أغلقت في الربع الثاني من العام الماضي، وهو ما أعقب جولة أولية جمعت فيها حوالي 2.5 مليون دولار.
وتوفر هذه الشركة تجربة التسوق المنزلي عبر الإنترنت من خلال إيجاد الحلول للعلامات التجارية والمصنعين والزبائن. وتقول عبر منصتها الإلكترونية إن نشاطها يجمع بين التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي والخدمات اللوجستية لتقديم تجربة سلسة للمستهلكين.

محمود إبراهيم: هومزمارت تدرس التوسع في ثلاثة بلدان أخرى في المنطقة
وأكد الشريك المؤسس والرئيس التنفيذي لهومزمارت محمود إبراهيم أن الجولة الاستثمارية الأخيرة شاركت فيها الشركة السعودية لمشاريع التكنولوجيا (أس.تي.في) ومستثمرون حاليون منهم إمباكت 46 وآوتلايرز فينتشر كابيتال ورايز كابيتال ونواة كابيتال.
وقال في مقابلة مع وكالة رويترز إن “الشركة ستستخدم التمويل الجديد في دعم خطط التوسع في الخدمات، لاسيما اللوجستية، وسد الفجوات التي تظهر في سلاسل التوريد”.
وأوضح إبراهيم أن هومزمارت، التي تم إطلاقها عام 2020، بدأت كحلقة وصل بين العلامات التجارية والمصنعين والزبائن، لكنها وجدت فجوات في سلاسل الإمداد دفعتها إلى استحداث الخدمات اللوجستية، إلى جانب طلب الزبائن خدمات للمساعدة على إنجاز تصميمات داخلية.
وقال “لدينا حاليا نحو 100 شاحنة في الشوارع تحمل علامة هومزمارت، إذ نحاول سد أي فجوات تظهر في سلاسل التوريد، كما دفعنا طلب الزبائن على خدمات التصميم الداخلي إلى توفير هذه الخدمة، ونعمل باستمرار على تطويرها”.
واستحوذت هومزمارت في مارس الماضي على شركة موك.أب ستوديو للتصميم الداخلي للمنازل، والتي تتخذ من برلين مقرا لها، وهي تستخدم الذكاء الاصطناعي لقياس وتصميم المساحة تلقائيا.
وقال إبراهيم إن البحث دائم عن “الفرص الجيدة” لعمل صفقات استحواذ أو استحداث وحدات.
وامتدت أنشطة الشركة إلى السعودية في وقت سابق من العام الجاري، وأكد الشريك المؤسس لهومزمارت أنها حققت نموا قويا هناك.
وقال “بعد أن حققنا نموا قويا في مصر توسعنا إلى السعودية، حيث بلغت نسبة النشاط في المملكة ما بين 25 و30 في المئة من إجمالي حجم أعمال هومزمارت”.
وتدرس الشركة التوسع في ثلاثة بلدان أخرى بالمنطقة، غير أن إبراهيم أحجم عن ذكر هذه البلدان نظرا إلى التغير السريع للمعطيات على صعيد الاقتصاد الكلي عالميا.

أحمد النعيمي: متحمسون لدعم الشركة من أجل بناء صرح متكامل للتجارة الإلكترونية
وتعمل هومزمارت، التي تتوفر خدماتها في نحو 20 محافظة مصرية، على الدمج بين البيع عبر الإنترنت وعرض المنتجات في معارض تقليدية.
ويتبنى مسؤولو الشركة إستراتيجية تقوم على عرض المنتجات عبر الإنترنت مع توفير معارض للراغبين في معاينة المنتجات على الطبيعة قبل العودة إلى تنفيذ عمليات الشراء عبر الإنترنت.
وقال إبراهيم “نقترب من إطلاق ثلاثة معارض في القاهرة، على أن تكون هناك معارض أخرى تباعا”.
وتتميز دول الشرق الأوسط بوجود شريحة كبيرة من الشباب الذين يمثلون أكبر فئة من المستهلكين، إضافة إلى تزايد شعبية وتحسن البنية التحتية للإنترنت، وهو ما يلمّح إلى أن المنطقة العربية على أعتاب طفرة غير مسبوقة في التسوق الرقمي.
وعلى ضوء مستوى التنمية الاقتصادية والقدرة الاستهلاكية للسكان ومعدل انتشار شبكة الإنترنت وعوامل أخرى، هناك بلدان مثل السعودية والإمارات ومصر والكويت تتصدر الدول العربية في مجال تنمية التجارة الإلكترونية.
وقال أحمد النعيمي الشريك في أس.تي.في “أثبتت هومزمارت جدارتها كمنصة قادرة على سد الفجوة بين المصنعين والمستهلكين، وتعمل على تمكين وتوسيع نطاق الموردين المحليين”.
وأضاف “نحن متحمسون لدعم محمود (إبراهيم) وفريق هومزمارت في خطواتهم نحو بناء صرح متكامل للتجارة الإلكترونية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
ولم تحقق الشركة أرباحا موجبة بعد، لكن إبراهيم قال إنها مازالت تركز على ترك بصمة قوية والاستحواذ على حصة في السوق كبيرة في وقت وجيز، لذا فإن المقياس لديها هو تحقيق نمو للنشاط على نحو سليم مع التطلع إلى تحقيق الربحية في أقرب وقت ممكن.
وأوضح أن هومزمارت تلقت عروضا للاستحواذ عليها، لكنها ترى أن الوقت غير مناسب لقبول مثل هذه العروض أو للطرح في البورصة.
وقال إن “سوق الأثاث في مصر تشهد حالة من الانتعاش مؤخرا بدعم زيادة الطلب على سوق العقارات، وذلك بالرغم من التراجع الذي تشهده العملة المصرية منذ مارس 2022”.