"لا تصوّر ستكسر أسنانك".. الصحافيون في العراق ممنوعون من التغطية

طواقم القنوات التلفزيونية العراقية تتعرض لمضايقة واعتداءات أثناء تغطية الاحتجاجات في خضم الأزمة السياسية العميقة التي تعيشها البلاد.
الجمعة 2022/08/05
علي الذبحاوي تعرض لكسر في أنفه وعدد من أسنانه

بغداد- استهدفت ميليشيات مسلحة مراسلين أثناء محاولتهم تغطية عملية اقتحام البرلمان العراقي.

وقالت صابرين النوي، مسؤولة مكتب الشرق الأوسط في مراسلون بلا حدود، “عندما تعُمُّ الاضطرابات الاجتماعية ومظاهر عدم الاستقرار السياسي، لا ينبغي استهداف وسائل الإعلام ولا توجيه الغضب الشعبي صوبها. إننا نحث السلطات والمجتمع المدني على توخي اليقظة والحرص على احترام حرية الصحافة وسلامة الصحفيين”.

وطالت الاعتداءات وسائل الإعلام في شتى أنحاء البلاد، حيث تعرضت طواقم القنوات التلفزيونية للمضايقة والتشويش أثناء تغطية الاحتجاجات منذ أن بلغت الأزمة السياسية في العراق ذروتها يوم 27 يوليو باقتحام أنصار مقتدى الصدر “المنطقة الخضراء” في بغداد.

وفي خضم الأزمة السياسية العميقة، منع الصحافيون من أداء عملهم مراراً وتكراراً، إذ استُهدف طاقم قناة العراقية الذي حاصره محتجون في المنطقة الخضراء مطلع هذا الأسبوع ومنعوه من التصوير، وذلك “لصلة القناة التلفزيونية بالحكومة”.

جوستين شيلاد: الصحافيون العراقيون يقومون بعمل أساسي في ظروف صعبة

كما أغلق متظاهرون مكتب قناة الفرات في مدينة البصرة الجنوبية يوم 29 يوليو احتجاجاً على تصريحات مالكها عمار الحكيم، التي اعتبرها أنصار الصدر معادية لزعيمهم. وأثناء بث مباشر في بغداد يوم 30 يوليو، أُصيب أعضاء طاقم قناة الميادين بقنبلة صوتية ألقتها شرطة مكافحة الشغب في محاولة لتفريق المتظاهرين الذين كانوا يحاولون دخول المنطقة الخضراء.

وأثناء تصوير أحداث 30 يوليو في مدينة النجف (التي تقع على بُعد 160 كلم جنوب بغداد)، تعرض علي الذبحاوي، مذيع قناة البغدادية ومقدم برنامج أستوديو التاسعة، لضرب مبرح من قبل شخصين أحدهما يتبع حركة الوفاء لزعيمها عدنان الزرفي والمدعو أحمد إبراهيم والآخر يعود إلى حزب الله فرع النجف، مما تطلب نقله إلى المستشفى.

وقال الصحافي في تصريح لمنظمة مراسلون بلا حدود إنه سيحتاج إلى عملية جراحية بسبب تعرضه لكسر في أنفه وعدد من أسنانه، مضيفاً في معرض حديثه “بالرغم من الاعتداء هم قدموا دعاوى ضدي محاولين تحريف الحقيقة”، حيث ربط هذا الهجوم بالانتقادات التي وجهها إلى الحكومة خلال مداخلاته الإعلامية.

وطالبت لجنة حماية الصحافيين، السلطات العراقية بالسماح للصحافيين بتغطية الاحتجاجات بحرية وأمان، وضمان عدم مهاجمة قوات الأمن لهم.

وقال جوستين شيلاد، كبير الباحثين في لجنة حماية الصحافيين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في نيويورك “يجب على السلطات العراقية حماية الصحافيين الذين يغطون الاحتجاجات في بغداد والسماح لهم بتقديم تقارير عن الوضع السياسي في البلاد بحرية وأمان”. وتابع “الصحافيون العراقيون يقومون بعمل أساسي في ظروف صعبة لسنوات لإبلاغ الجمهور بالأخبار، ويجب على السلطات السماح لهم بمواصلة هذا العمل من دون خوف”.

16