أيرباص تلغي صفقة بيع طائرات أي 350 للخطوط القطرية

عملاق صناعة الطائرات الأوروبي يقطع كل تعاملاته الجديدة مع شركة الطيران الخليجية وهو أحدث تطور في نزاعهما المتعلق بالسلامة والعقود.
الجمعة 2022/08/05
إلغاء الطلبية بالكامل

باريس – اتخذ مسار الخلاف القائم منذ أشهر بين أيرباص والخطوط الجوية القطرية منحى أكثر حدة بين الطرفين بعدما علقت مجموعة صناعة الطائرات الأوروبية العملاقة إتمام صفقة قديمة مبرمة مع شركة الطيران الخليجية.

ويبدو أن الحلّ الودي للنزاع التجاري بين الطرفين أصبح بعيد المنال، مع فسخ أيرباص ما تبقى من عقد مع القطرية وإلغائها عملية تسليم 19 طائرة من طراز أي 350.

وكشف مصدران في قطاع الطيران لوكالة رويترز أن عملاق صناعة الطائرات الأوروبي ألغى الطلبية بالكامل، مما يقطع كل تعاملاته الجديدة مع شركة الطيران الخليجية، وهو أحدث تطور في نزاعهما المتعلق بالسلامة والعقود.

وتخوض الشركتان منذ أشهر نزاعا علنيا نادرا فيما يتعلق بحالة أكثر من 20 طائرة من النوع الذي يقطع مسافات طويلة تقول الخطوط القطرية إنها قد تشكل خطرا على الركاب وتقول أيرباص إنها آمنة تماما.

الشركة الأوروبية تعلّق من طرف واحد تسليم 19 طائرة لشركة الطيران الخليجية

وكانت القطرية أول شركة طيران تستخدم الطائرة في 2015، وهي تطالب أيرباص حاليا بتعويض لا يقل عن 1.4 مليار دولار بعد أن أوقفت الهيئة العامة للطيران المدني في قطر ما يقرب من نصف أسطولها من طائرات أي 350 بسبب عيوب على سطح الطائرة الخارجي.

ورفضت القطرية استلام المزيد من طائرات أي 350 حتى تتلقى تفسيرا أعمق لتلف أو تعري أجزاء من الألياف المضادة للصواعق نتيجة تقشر الطلاء.

وأقرت أيرباص المدعومة من سلطات الطيران الأوروبية بوجود مشكلات تتعلق بالجودة في هذا الطراز، لكنها نفت أي مخاطر ذات صلة بالسلامة نتيجة حدوث فراغات في طبقة الحماية التحتية، مؤكدة أن الطائرة يتوفّر فيها قدر كبير من الحماية.

وإلى حد الأيام القليلة السابقة ظلّ للنزاع تأثير جزئي على سجل طلبيات أكبر طائرة أوروبية بمحركين، إذ أنهت في البداية أيرباص، ثم الخطوط القطرية، استخدام بعض الطائرات.

لكن الآن، وحسب ما ذكره المصدران اللذان طلبا عدم الكشف عن هويتهما لرويترز، أخطرت أيرباص أكبر زبون لديها للطائرة أي 350 بأنها ألغت بقية الصفقة.

وفي نهاية يونيو الماضي كانت لدى الشركة المصنعة للطائرة طلبيات معلقة من القطرية لشراء 19 من النسخة الأكبر للطائرة، وهي الطائرة طراز أي 350 – 1000.

وتبلغ سعة هذا الطراز 350 راكبا وتكلفتها سبعة مليارات دولار على الأقل بحسب قائمة الأسعار، أو ما يقرب من ثلاثة مليارات دولار بعد خصومات القطاع التقليدية.

وتعود أطوار القضية المثيرة للجدل إلى أغسطس 2021 عندما أمرت هيئة الطيران المدني في الدوحة شركة الطيران المملوكة للحكومة بوقف استخدام 13 طائرة أيرباص من الطراز موضوع الخلاف عن العمل بسبب تدهور أسطحها الخارجية بسرعة.

الحلّ الودي للنزاع التجاري بين الطرفين أصبح بعيد المنال، مع فسخ أيرباص ما تبقى من عقد مع القطرية

ومنذ ذلك الحين ارتفع عدد الطائرات التي أوقفت عن العمل إلى 23 طائرة، بحسب آخر إحصاء أجري في أبريل الماضي، فيما طالبت الخطوط القطرية بتعويضات بقيمة 200 ألف دولار لكل طائرة عن كل يوم توقفت فيه الطائرات عن العمل.

لكن أيرباص تطعن في تشخيص السلطات القطرية وشركة الطيران التي تعتبر واحدة من أكبر زبائنها.

وبالنسبة إلى الشركة الأوروبية، التي تقر بوجود تحلل للطلاء قد يكشف شبكة معدنية متكاملة تهدف إلى حماية الطائرة في حال حدوث صاعقة، فإن هذا الوضع ليس لديه أي تأثير على سلامة الرحلة.

وكانت القطرية قد طلبت أمام المحكمة العليا في لندن قبل أشهر بتعويض مقداره 618 مليون دولار، بالإضافة إلى تعويض عن توقف الطائرات.

ومن المقرر استكمال إجراء المحاكمة بين الجانبين في يونيو 2023. وفي غضون ذلك ردت شركة أيرباص بإلغاء طلب للشركة القطرية لشراء 50 طائرة من طراز أي 321 بقيمة تزيد عن ستة مليارات دولار.

11