روسيا تبحث عن متطوعين لدعم قواتها في أوكرانيا

موسكو تسعى لتعويض الخسائر البشرية المتصاعدة في حرب أوكرانيا.
الاثنين 2022/08/01
روسيا تجند جميع الأصناف

موسكو - “وظيفة للرجال الحقيقيين” موجهة إلى “الوطنيين الشجعان”، هكذا تنشر إعلانات عبر الإنترنت في روسيا للبحث عن متطوعين لدعم ما وصفته موسكو بـ”العملية العسكرية الخاصة” في أوكرانيا.

وتسعى موسكو لتعويض الخسائر البشرية المتصاعدة في حرب أوكرانيا بالترويج لامتيازات مالية للملتحقين الجدد بجبهات القتال، لكن محللين عسكريين يؤكدون أن هذه الخطة لا تعالج العجز في القوى البشرية.

ولذلك تحتاج القوات الروسية إلى المزيد من الجنود، ويستخدم الروس بالفعل ما يسميه بعض المحللين “التعبئة الخفية” لجلب مجندين جدد إضافة إلى اللجوء إلى التجنيد الوطني المحفوف بالمخاطر سياسيا.

ولتعويض النقص في الجنود يعتمد الكرملين على مزيج من الأقليات العرقية الفقيرة، والأوكرانيين من المناطق الانفصالية، والمرتزقة ووحدات الحرس الوطني العسكرية لخوض الحرب، ووعد بتقديم حوافز مالية ضخمة للمتطوعين.

وقال المحلل الروسي في مركز ويلسون بواشنطن كامل جاليف “روسيا لديها مشكلة في التجنيد والتعبئة”، مضيفا أن موسكو تستخدم كافة السبل لتجنيد المزيد من الرجال.

روسيا تركز على المناطق الأكثر فقرا والمعزولة وذلك باستخدام إغراء السيولة النقدية السريعة

وكشفت تقارير إعلامية أن موسكو كثفت التجنيد في الشركات العسكرية الخاصة والمرافق الإصلاحية، حيث يتم وعد السجناء بالعفو الكامل إذا أوفوا بالعقد المبرم معهم.

ولمواجهة النقص في عدد الجنود تجند موسكو سجناء في عدة منشآت إصلاحية بالبلاد، قبل أن يتم إرسالهم إلى مركز تدريب عسكري تابع لمرتزقة فاغنر لتأهيلهم للحرب في أوكرانيا.

ومع تزايد التقارير بشأن ارتفاع عدد القتلى الروس في الصراع الدائر منذ أكثر من 6 أشهر، لجأ الجيش الروسي أيضا إلى تدشين “حملات دعائية واسعة”، ومحاولة “إعادة تنشيط قوات الاحتياط”.

ويقدر المحللون أن أكثر من 30 ألف متطوع قد يتم حشدهم لدعم صفوف الجيش الروسي الذي استنزف خلال الأشهر الخمسة الماضية، حيث من المتوقع أن يتم إرسال المتطوعين للمعارك القتالية في منطقة دونباس الشرقية.

وفي الأسبوع الماضي قال ريتشارد مور رئيس جهاز المخابرات البريطانية (إم.آي 6) إن “الروس سيجدون صعوبة متزايدة في توفير القوى العاملة والمواد خلال الأسابيع القليلة المقبلة”. ولطالما قاوم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين فكرة التعبئة العامة في روسيا وكان استدعاء هذا الربيع مشابها لما حدث في عام 2021، حيث أن هذه الكتائب هي إحدى الطرق لزيادة القوة البشرية العسكرية الروسية دون اتخاذ هذه الخطوة الجذرية.

وكما يبدو أنهم يركزون على المناطق الأكثر فقرا والمعزولة وذلك باستخدام إغراء السيولة النقدية السريعة.

وتتراوح عقود المتطوعين من أربعة أشهر إلى سنة، إذ يحصلون على وعود بأجور أعلى بكثير من المتوسط في مناطقهم.

وعلى سبيل المثال، توفر الكتائب التي يتم تشكيلها في بيرم ومنطقة كيروف الروسية الغربية دخلا يبدأ من 300 ألف روبل شهريا (حوالي 5000 دولار)، بينما في باشكورتوستان بالقرب من الحدود مع كازاخستان، يبلغ الحد الأدنى 280 ألف روبل.

ووعد متطوعو بشكير من باشكورتوستان بدفع 8000 روبل إضافي يوميا للعمليات القتالية.

دعاية حربية قوية لتجنيد المزيد من الرجال
دعاية حربية قوية لتجنيد المزيد من الرجال

وقال إعلان تم تداوله على قنوات التواصل الاجتماعي في باشكورتوستان “خلال الصيف يمكنك بسهولة كسب حوالي مليون روبل!”.

وتقول الباحثة الروسية في معهد دراسة الحرب بواشنطن كاترينا ستيبانينكو “ستشارك بعض الكتائب حصريا في عمليات الدعم القتالي (مثل كتائب اللوجيستيات أو كتائب الإشارة)، بينما سيعزز البعض الآخر الوحدات العسكرية الموجودة مسبقا أو تشكيل كتائب قتالية”.

وأضافت “من غير المرجح أن يحول التدريب قصير المدى المتطوعين الذين ليست لديهم خبرة سابقة إلى جنود فعالين في أي وحدة”.

ولا يشترط وجود خبرة عسكرية سابقة للانضمام للبرنامج الذي يقول أحد الإعلانات عبر الإنترنت إن التطوع فيه يستغرق 4 أشهر.

ووفقا للإعلانات المنشورة، سيتم تدريب المتطوعين لمدة شهر واحد، وهي مدة ليست كبيرة لحالات تجنيد أشخاص خبرتهم العسكرية قليلة أو معدومة.

ووفقا للسياسة القياسية لوزارة الدفاع الروسية، يجب أن يحصل جميع المجندين الذين يوقعون عقدا على أربعة أسابيع من التدريب المشترك على الأسلحة.

ومن المناطق الأخرى التي بدأت في تكوين كتائب المتطوعين هي تشيليابينسك في جبال الأورال وبريمورسكي في الشرق الأقصى الروسي. ونشرت صور لما يقرب من 300 متطوع في تشيليابينسك الأسبوع الماضي.

وقالت ستيبانينكو إن الروس “يواصلون تكبد خسائر فادحة دون كسب الكثير من الأرض. وبالتالي، فإنهم يحتاجون إلى تدفق مستمر للقوى البشرية الروسية لتعويض خسائرهم”.

5