عودة جماهيرية قوية لمهرجان جرش بحفلات متنوعة

جرش (الأردن) - يواصل مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته السادسة والثلاثين فعالياته التي تتنوع بين العروض الموسيقية والأمسيات الثقافية مستقطبا جمهورا واسعا من الأردنيين المتعطشين لفعاليات المهرجان، بعد فترات صعبة عاشها الأردن على غرار بقية دول العالم من حالات إغلاق وشلل ثقافي وإلغاء مهرجانات بسبب جائحة كوفيد - 19.
وحضر جمهور الأدب أمسية شعرية أقيمت مساء السبت ضمن الفعاليات الثقافية للمهرجان ونظمتها رابطة الكتاب الأردنيين قرأ خلالها شعراء أردنيون وعرب عدة قصائد امتزج الوطن فيها والحب والتأمل.
وقرأ في الأمسية التي أدارها الشاعر عبدالكريم أبوالشيح واستضافها المركز الثقافي الملكي، الشعراء زليخة أبوريشة وعصام السعدي ومحمد تركي حجازي من الأردن والشاعر العراقي علي جعفر العلاق والشاعر السعودي أحمد الملا، منتخبات من قصائد موزونة وأخرى تقع ضمن قصيدة النثر.
مهرجان جرش للثقافة والفنون يقدم حفلات موسيقية مشتركة وأمسيات أدبية ومعارض فنية تجتذب الجمهور
كما أقيمت أمسية للقصة القصيرة أقامتها رابطة الكتاب الأردنيين كذلك، ضمن فعاليات المهرجان، استضافت القاصتين إيمان سليمان وسوار الصبيحي والقاص مجدي دعيبس.
وتميزت الأمسية التي أدارها الناقد سليم النجار باستخدام تقنيات حديثة في كتابة القصة القصيرة لدى المشاركين واستخدام أبعاد رمزية يمكن إسقاطها على تأويلات متعددة سواء في متن هذه القصص أو بعناوينها ومضامينها.
وكان حضور الجمهور لافتا في جنبات المدينة الأثرية في جرش، إذ تحول المسرحان الجنوبي والشمالي إلى تظاهرة في حب الفن، ضمن فعاليات المهرجان.
وبخلاف أيام المهرجان الماضية الذي شهد حضورا عاديا، بدا أن الجمهور الذي زحف إلى حفلي الفنانة الفلسطينية دلال أبوآمنة في المسرح الجنوبي، والأردني عيسى السقار والسورية فايا يونان في المسرح الشمالي، قد اختار ما يرغب بمشاهدته من عروض تلائم ذائقته الفنية.
وفي أول إطلالة لها في المهرجان، تفاعل نحو 3 آلاف شخص مع البرنامج الفني الذي قدمته أبوآمنة طيلة ساعة ونصف ساعة، من فلكلور وأغان تراثية مزجت بين التراث الفلسطيني والأردني، بمشاركة مئة سيدة بأثوابهن التراثية المطرزة حضرن من مناطق مختلفة من فلسطين والأردن، ظهرن برفقة المطربة الفلسطينية بعد أن أتممن أربعة أيام من التدريبات.
حضور دلال على المسرح الجنوبي تحول إلى مظاهرة في حب الوطن والأرض والحياة، إذ تفاعل معها الجمهور الغفير وهي تغني “ميديلهات متنوعة” بدأت من أغاني الزفات التقليدية، مرورا بالإرث الغنائي الغني في مدن فلسطين المحتلة، قبل أن تعرج على الفلكلور الأردني وتقدم لمحات متنوعه منه.
وسافر الجمهور مع طرب دلال التي أدت مقطعا من أغنية “الحب كله” لأم كلثوم، قبل أن تستعيد أغنيات “مشوار ستي” بزفاته ودبكاته على وقع أغنيات “زينوا المرجة، ليا وليا، هوجي وموجي، بياع التفاح، ع الروزنا”.
وختمت دلال أمسيتها بـ”زهرة المدائن” و”بكتب اسمك” و”موطني”، بعد أن حيت الأردن على استقبالها، وشكرت الملك عبدالله الثاني باسم الشعب الفلسطيني على دوره في حماية المقدسات وحرصه على القضية الفلسطينية.
وفي ختام الحفل كرمت رئيسة اللجنة العليا للمهرجان وزيرة الثقافة هيفاء النجار ومدير المهرجان مازن قعوار الفنانة دلال.
وعلى خشبة المسرح الشمالي، خطف الفنان الأردني عيسى السقار الأضواء وأثبت نفسه سفيرا للأغنية الشعبية الأردنية، بأغانيه التي ترنم على إيقاعها الجمهور الكبير الذي ملأ أركان المسرح وظل طيلة الوقت متفاعلا مع أغنيات السقار.
ومنذ اللحظة الأولى، أسر السقار جمهوره بأغانيه التي تنوعت بين الأغاني الفلكلورية والوطنية والتراثية وأغانيه الخاصة.
وأشعل السقار المدرج طربا ودبكات، بدأت بأغنيته “ردي شعراتك”، تبعها “سراقة حرامية”، و”مطلوب اسمك مطلوب”، و”الله معك”، وأغنيته الجديدة “والله ما بركب بالباص”.
وعلى نفس المسرح، تألقت الفنانة السورية فايا يونان في ظهورها الأول في مهرجان جرش، وقدمت تنويعات من أشهر أغانيها الخاصة وغنت من الفلكلور وتراث بلاد الشام، من أبرزها “يا ظريف الطول، كيفنا تيناتنا، كن عاشقا، صدى موالنا، تزنر بعطري”.
وعلى مدى ساعة تفاعل الجمهور مع غناء فايا الذي طرزته بصوتها الفيروزي.
وأقبل الجمهور كذلك على حفل فرقة “نايا” الموسيقية الموروث الغنائي العربي في أمسيتها التي أحيتها مساء الجمعة على خشبة مسرح “ارتيمس” ضمن فعاليات المهرجان المقامة تحت شعار “نورت ليالينا”.
الجمهور الذي زحف إلى حفلي الفنانة الفلسطينية دلال أبوآمنة في المسرح الجنوبي، والأردني عيسى السقار والسورية فايا يونان في المسرح الشمالي، قد اختار ما يرغب بمشاهدته من عروض تلائم ذائقته الفنية
وقطفت الفرقة التي تقودها الدكتورة رولا جرادات وترافقها سيدات يعزفن على آلات التخت الشرقي، أغنيات عالقة بالوجدان من بساتين الطرب العربي.
وقدمت الفرقة “ريبرتوار” من أغنيات الفلكلور الأردني “صبو القهوة وصبو الشاي” و”يا شوقي” بتوزيع موسيقي حديث، كما نقلت الجمهور إلى القدود الحلبية وأغنيات بلاد الشام.
وفي سياق آخر، خطفت “فرقة الحد البحرينية” أنظار جمهور الساحة الرئيسية بالوصلة الفلكلورية التي تعبر عن ثقافة أهل الخليج وعاداتهم وحضرها السفير البحريني في الأردن أحمد الرويعي.
وقدمت الفرقة عروضا تراثية، أولها فن الفجيري، ودق الحَب، وأخيرا أقامت الفرقة “زفة المعرس” وهي زفة العريس البحريني على طريقة التراث البحريني القديم بتفاصيلها كافة.
كما شاركت “فرقة معان” بعدد من الفقرات الفلكلورية من الموروث الأردني، مستخدمة الربابة والناي والإيقاع والقربة والمجوز، والبنادق ودِلال القهوة التراثية المستوحاة من مدينة معان.
وفي معرضها المقام في شارع الأعمدة، تميزت الأعمال اليدوية التي عرضت في جناح “مركز جرش للرعاية والتأهيل” قدمها مبدعون من حرفيي المجتمع المحلي الجرشي بجمال الإتقان.
وقال مدير مركز جرش للرعاية والتأهيل مرزوق الزبون إن المشاركة بالمهرجان كانت بمعرض بعنوان “صنع بإرادة”، واشتمل على المشغولات اليدوية للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة المنتسبين للمراكز التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، وهي خمسة مراكز، جرش والكرك والطفيلة والأمل والظليل.
وأشار إلى أن المشغولات المعروضة في الساحة الرئيسية جميعها من أعمال منتسبي المراكز بإشراف أصحاب الاختصاص، وأن المنتوجات ليست معروضة للبيع، والهدف من المعرض تعريف المجتمع المحلي على قدرة منتسبي المراكز وإدماجهم بالمجتمع، استجابة لقانون الأشخاص ذوي الإعاقة 20 لعام 2017 الذي ينص على إعادة دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع المحلي والأسر البيولوجية وإخراجهم من المؤسسات الإيوائية إلى المجتمع.