المهرجان الدولي للفيلم القصير بالرباط يعود بدورة استثنائية

التظاهرة الثقافية تسعى لفتح الباب أمام المخرجين الشباب والهواة لولوج عالم الإخراج السينمائي عبر بوابة الفيلم القصير.
السبت 2022/07/23
مهرجان يعزز دور السينما المغربية

الرباط - بعد غياب ثلاث سنوات، عاد المهرجان الدولي للفيلم القصير في الرباط بدورة استثنائية، تنعقد بتنظيم الجمعية المغربية للفنانين الأحرار بالتعاون مع المعهد المهني للسمعي البصري والغرافيزم.

وتتميز دورة هذه السنة من المهرجان، الذي تمتد فعالياته على مدى ثلاثة أيام، بمشاركة أعمال سينمائية من أربعة دول هي المغرب والسودان وفرنسا وبلجيكا، مقارنة مع الدورة الأولى التي أقيمت سنة 2018 واقتصرت على الأعمال السينمائية المغربية فقط.

وتنعقد الدور الثانية أيضا تحت عنوان المهرجان الدولي للفيلم القصير "ليوناردو دافنشي"، (1452 - 1519) وهو فنان ومخترع إيطالي كثير المعارف عاش في عصر النهضة، ويشتهر بإنجازاته العلمية واختراعاته وبأنه كان رساما ونحاتا وأديبا ومعماريا وموسيقيا ومهندسا حربيا وعالما في الفلك والرياضيات والفيزياء والجيولوجيا والنبات والخرائط. ويقال عنه إنه أبو الهندسة المعمارية وعلم الإحاثة (أي المتحجرات أو الأحياء القديمة)، ويعدّه الكثيرون أعظم رسَّام في التاريخ، ولو أن قلَّة من رسوماته تبقت حتى زمننا الحاضر.

وأكد كمال تراري، رئيس الجمعية المغربية للفنانين الأحرار ومدير المهرجان، أن هذه التظاهرة الثقافية تسعى لفتح الباب أمام المخرجين الشباب والهواة لولوج عالم الإخراج السينمائي عبر بوابة الفيلم القصير، مبرزا أن المعهد المهني للسمعي البصري والغرافيزم يخصص منحة دراسية للفائزين، ليخضعوا لتكوين مهني بتأطير من مهنيي القطاع داخل المعهد.

وشدد رئيس لجنة التحكيم بالمهرجان محمد الكغاط على أن المهرجان الدولي للفيلم القصير له أهميته البارزة لأنه يعتبر بوابة بالنسبة إلى المخرجين الشباب الجدد في الميدان، مبرزا القيمة الفنية العالية للأعمال السينمائية المشاركة، ما يعكس المستوى الكبير الذي يتميز به المخرجون المغاربة الشباب الجدد.

المهرجان الدولي للفيلم القصير "ليوناردو دافنشي" يعتبر تظاهرة سينمائية سنوية ذات طابع فني وسوسيوثقافي

وأضاف الكغاط أن نسخة هذه السنة من المهرجان تعتبر مميزة نظرا لمشاركة أعمال سينمائية أجنبية، ما يجعل مستوى المنافسة عاليا بين الأعمال المغربية والأجنبية، داعيا المخرجين المغاربة الشباب إلى المشاركة بكثرة لأنهم يعتبرون خلفا سيحمل مشعل العمل السينمائي المغربي في المستقبل.

وأبرز الممثل وعضو لجنة التحكيم بالمهرجان هشام الوالي أهمية المهرجان الدولي للفيلم القصير كونه يساعد الطالب المتخرج من معهد السينما على التعرف على مخرجين أجانب وأعمال سينمائية مختلفة، ما يساعده على تطوير مساره في المجال السينمائي، والاستفادة من التجارب الكبيرة لمخرجين كبار مغاربة وأجانب.

وتشهد الدورة الثانية من المهرجان مشاركة 16 عملا سينمائيا مغربية وأجنبية تبث على مدار يومين، قبل أن يتم الإعلان عن الأفلام الفائزة اليوم السبت في الحفل الختامي للمهرجان.

وتهم الجوائز المخصصة لهذه الدورة ثلاث فئات، وهي جائزة الفيلم التخيلي (المدة الزمنية القصوى 15 دقيقة)، وجائزة الفيلم الوثائقي (المدة الزمنية القصوى 30 دقيقة)، وجائزة الفيلم الإبداعي (المدة الزمنية القصوى 15 دقيقة). وإلى جانب رئيسها تتكون لجنة التحكيم من ثلاثة وجوه معروفة في الساحة الفنية المغربية وفي مجال الإخراج السينمائي وهم لطيفة أحرار وهشام الوالي ورؤوف الصباحي.

ويعتبر المهرجان الدولي للفيلم القصير “ليوناردو دافنشي”، تظاهرة سينمائية سنوية ذات طابع فني وسوسيوثقافي، أتت من كون الفيلم القصير لا يلقى، عادة، بعد عرضه، الانتشار نفسه الذي يلقاه الفيلم الطويل، سواء في القنوات التلفزيونية أو دور السينما.

ويقدم المهرجان عددا من الدورات والورشات التدريبية، ويخصص المهرجان للترويج للسينما، وتكريم الأعمال السنيمائية المغربية، مساهمة منه في تعزيز الصناعة السينمائية في المغرب والترويج للثقافة السينمائية في البلاد بشكل عام.

وليس المهرجان الدولي للفيلم القصير المهرجان الوحيد الذي توقف ثم عاد، حيث أجبرت تداعيات جائحة فايروس كورونا المستجد أغلب المهرجانات المغربية على تأجيل دوراتها، لنحو عامين، ثم عادت ببرامج استثنائية تراعي الأزمة المالية التي عصفت بقطاع السينما بأكمله جراء إغلاق دور العرض وتوقف حركة الإنتاج، مع العلم أن هذه القطاع يشغّل نحو 5 آلاف موظّف بشكل مباشر، ويكفل الآلاف من أفراد العائلات المغربية.

ويعرف المغرب بأنه وجهة لتصوير أفلام السينما العالمية، وتشير تقارير إلى أن إيرادات التصوير الأجنبي بالمغرب كانت في طريقها لتحقيق أرقام قياسية بعد أن تخطت 60 مليون دولار عام 2018، فيما تراجعت إلى أدنى مستوياتها خلال العامين الماضيين.

14