حفل زواج مدني "أونلاين" يثير جدلا واسعا في لبنان

بيروت- أثار حفل زواج مدني “أونلاين” بين عروسين لبنانيين من طائفتين مختلفتين، الجدل مجددا حول مسألة الزواج المدني التي لا تزال ممنوعة وفق القانون المحلي، مما يضطر اللبنانيين إلى الزواج في قبرص.
وعقد الزوجان قرانهما بإشراف قاض أطلّ عبر الشاشة من الولايات المتحدة، فيما أجري الزفاف في بلدة ضهور الشوير – المتن.
وأكد الزوجان أنهما راشدان وخاضا تجاربهما الخاصة في الحياة، وزيجات سابقة أيضا، ولا يحق لأحد، سواء سلطة دينيّة أو مجتمعيّة، عرقلة هذا الزواج.
وشدد العروسان على أن محيطهما العائلي والاجتماعي تقبّل الأمر دون صعوبات، في حين أنهما لا يهتمان بالانتقادات التي من الممكن أن توجه إليهما لاحقا. وكتب أحد المعلقين على الأمر:
زواج مدني على أرض العرزال.. نؤمن بالدولة العلمانية حيث نتساوى كلنا بالحقوق والواجبات، فالدين علاقة عامودية مع الله وليست محكومة بالطائفة ورجل الدين.
ورأى مغرد آخر:
يذكر أن القانون اللبناني رغم منعه للزواج المدني، إلا أنه يعترف بهذا الزواج إذا عقد خارج الأراضي اللبنانية، وعليه فإنه لا يعتبر مخالفا للنظام العام.
والزواج المدني هو زواج يتم في المحكمة غالبا بين أتباع ديانتين مختلفتين، وهو عـبارة عن عقد قانوني يتم في حضور الشهود والكاتب وموافقة الطرفين.
لكن القانون اللبناني يمنع هذه الطريقة في الزواج، ورفض البرلمان اللبناني في العديد من المرات تمرير مشاريع قوانين لإقرار الزواج المدني، حيث رفضه المسلمون والمسيحيون، واستند رفض رجال الدين الإسلامي على أن عقد الزواج يجب أن يخضع للنص القرآني.
◙ الزوجان عقدا قرانهما بإشراف قاض أطلّ عبر الشاشة من الولايات المتحدة، فيما أجري الزفاف في بلدة ضهور الشوير – المتن
أما بالنسبة إلى الكنيسة، فقد استند رفضها إلى سببين، أولاهما لأن الزواج في الكنيسة ليس عقدا بشروط دنيوية، بل هو سر من أسرارها، بمعنى أنه يجب أن يتم بمباركة من رجل الدين المسيحي. وثانيهما أن الزواج في الدين المسيحي هو رابط أبدي، لذا لا يوجد طلاق في الكنيسة الكاثوليكية وإنما إبطال زواج، مع العلم أن الكنيسة تعترف بالزواج المدني لغير المسيحيين.
ووجه أحد المغردين نداء للسلطات، وكتب:
“الزواج المدني هو الخيار الأفضل الذي يسمح لنا بأن نعيش في لبنان دون أن تكون الطائفة هي محور حياتنا القانونية، وأن تتحكم المحاكم الدينية بنا من لبنان، وتحديدا من أرض العز عرزال الزعيم #أنطون_سعادة نقول لكم عليكم إقرار قانون #الزواج_المدني. وعملنا زواجا مدنيا بلبنان وغصبا عنكم”.
وفيما رحب كثيرون بهذه الخطوة وطالبوا بتغييرات جذرية في القوانين اللبنانية، هاجم آخرون العروسين واعتبروا الزواج المدني نوعا من الانحلال الأخلاقي والتمرّد على الضوابط الدينية والاجتماعية. وكتبت مغردة:
@Samarahmd21
هؤلاء الفاشلون كل يوم يخترعون أفكارا هدامة ويطرحون مشاريع بلا فائدة! مرة زواجا مدنيا ومرة الشواذ وأخرى التقسيم، هكذا يحاربون الغلاء والوباء والانهيار.