تحريض على القتال وتهديد للصدر في تسريب جديد منسوب للمالكي

زعيم "ائتلاف دولة القانون" يقول في مقطع صوتي منسوب له إن العراق مقبل على حرب شيعية، وإنه يستعد لتسليح جماعات مرتبطة به للهجوم على النجف.
الأحد 2022/07/17
المالكي نفى صحة التسجيل الأول ولم يعلّق على بقية التسريبات الصوتية

بغداد – حمل تسريب صوتي جديد منسوب لرئيس الوزراء العراقي الأسبق وزعيم "ائتلاف دولة القانون" نوري المالكي تحريضا مباشرا على القتال وتسليح جماعات مرتبطة به، وتوجيه تهديدات لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، مما يؤشر على أن البلاد مقبلة على حرب أهلية في حال لم يتم فتح تحقيق عاجل في الغرض قبل خروج الوضع عن السيطرة.

وسبق أن نفى المالكي التسريبات الصوتية التي دأب على نشرها الإعلامي العراقي علي فاضل عبر حسابه على تويتر، فيما أكد الصدر ضمنيا صحتها بتوجيه أتباعه بعدم الاكتراث لها، قائلا "لا نقيم له وزنا"، في إشارة إلى المالكي.

وتأتي هذه المقاطع الصوتية المسربة فيما تعيش البلاد أزمة سياسية محتدمة، في ظل عدم حسم قوى "الإطار التنسيقي" المدعومة من طهران، منذ شهر تقريبا، قرار ترشيحها لأي شخصية لتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، وذلك للتباين في الرؤى بين أطراف الإطار، وأيضا بسبب رفع زعيم التيار الصدري سقف مطالبه بشروط اعتبرها مراقبون أن جزءا منها تعجزي، وذلك مقابل قبوله بتشكيل الإطار الحكومة الجديدة.

ونشر الإعلامي العراقي علي فاضل مقطعا رابعا من تسجيل صوتي مسرب نسب للمالكي، قال فيه إن "المرحلة المقبلة قتال، وأخبرت الكاظمي بذلك، وكل واحد سيدافع عن نفسه، وأنا سأدافع عن نفسي، وقد تحدثت مع جماعة (لم يسمّها) بأن القضية قضية قتال، وأن مقتدى الصدر يريد الدم والذبح كما يتحدث هو بذلك".

وأضاف المالكي "قلت للكاظمي إن الجيش والشرطة لا يُعتمد عليهما، ولن يفعلا شيئا، ولن أثق بك أو بجيشك، فرد (الكاظمي) بأن هناك جيشا وشرطة، فقلت له لا".

وتابع "أنا أعلم أن مقتدى الصدر سيستهدفني أولا، لأنني دمرته، ولن أبقي التشيع والعراق بيد مقتدى الصدر، وفي حال عجزت وزارة الداخلية فلن أعجز، ولدي الآن 10 – 15 تجمعا لأُسلحهم، وأبقيهم مستعدين للمرحلة الحرجة، وسأهجم على النجف في حال هجم مقتدى الصدر، فهو رجل حاقد، ولديه ثلاث خصال سيئة، فهو يريد دما، وهو جبان، ويريد الأموال وسرق البلاد كلها، ويريد أن يكون 'ربكم الأعلى'، والإمام المهدي، كما يدّعي جماعته بذلك".

وبدأ العداء بين الرجلين في مارس 2008، حين قاد المالكي عندما كان رئيسا للوزراء، آنذاك، عملية عسكرية ضارية سُمّيت "صولة الفرسان" استهدفت جيش المهدي بقيادة الصدر، حيث تحولت خلالها مدينة البصرة العراقية إلى ساحة حرب حقيقية.

ورغم معرفة الطيف العراقي بالعداء المستحكم بين الطرفين، لكن تسريبات المالكي أحدثت ضجة واسعة، لجهة المعلومات التي يتحدث بها، وطريقة تفكيره في الحرب وحماية نفسه، وتمويله الفصائل المسلحة، دون الاكتراث بواقع البلاد.

وقال المالكي أيضا إن "المرحلة المقبلة هي مرحلة قتال، وأنا أعمل لها، وهناك إحساس من قبل الناس، وأول عشيرة استعدت لذلك هي عشيرة بني مالك (قبيلة المالكي)، الذين سيعلنون في مؤتمر صحافي، بالبصرة وبغداد، أنه في حال التحرش بفلان (يقصد نفسه) فإننا سنتدخل، لذلك أتمنى على أمة الأخيار أن نكون مستعدين، فالمسألة ليست إعلاما، وإنما استعداد نفسي وعملي بالسلاح، وتوفير الغطاء".

وتحدث المالكي للحاضرين (لم يتم التعرف عليهم) قائلا "علينا التفكير بآلية منح قواتكم غطاء رسميا، سواء من الحشد.. لكنني يائس من الحشد، لأن أمة الجبناء الآن من الحشد، ونحن نفكر بغطاء لحركة العشائر".

وشدد على أن "العراق مقبل على حرب طاحنة، لا يخرج منها أحد، إلا في حال إسقاط مشروع مقتدى الصدر ومسعود بارزاني ومحمد الحلبوسي، فإذا أسقطنا مشروعهم نجا العراق، وفي حال عدم استطاعتنا، فإن العراق سيدخل في الدائرة الحمراء (الخطر)".

ويأتي هذا المقطع الصوتي ضمن سلسلة من المقاطع الصوتية نشرت طيلة الأسبوع الماضي، ونسبت إلى المالكي الذي هاجم فيها الصدر ووصفه بالجبان، واتهم زعيم الحزب "الديمقراطي الكردستاني" مسعود بارزاني بـ"ضرب الشيعة" عبر احتضان "السنة"، واختراق الوضع الشيعي باستخدام مقتدى الصدر.

ونفى المالكي المقطع الصوتي الأول واتهم جهات بتلفيقها لإحداث فتنة مع الصدر، باستخدام التقنيات الحديثة، إلا أنه تجنب التعليق على المقاطع الأخرى التي بثت تباعا.

وعلّق الباحث في الشأن السياسي العراقي شاهو القرة داغي على التسريب الصوتي، مستغربا "الصمت إزاء إهانة المالكي للحشد"، وقال في تغريدة له "ينتقدون كلام الصدر الذي طالب بتصفية الحشد الشعبي من العناصر غير المنضبطة، بينما يختارون الصمت ولا يردون بحرف على إهانة المالكي للحشد وقوله بأنهم أمة الجبناء!".

ويجري ذلك في ظل ترقب الشارع العراقي عقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس الجمهورية الأسبوع الجاري، بعد أن دعا تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يتزعمه المالكي، ويضم قوى عراقية حليفة لإيران، رئاسة البرلمان إلى عقد الجلسة.

ودعت رئاسة البرلمان مساء السبت رؤساء الكتل السياسية إلى اجتماع غدا الاثنين، من دون أن تكشف عن فحوى الاجتماع.

وكان رئيس تيار الحكمة الوطني، المنضوي ضمن "الإطار التنسيقي"، عمار الحكيم قد دعا السبت القيادات الكردية إلى الاتفاق على مرشح رئاسة الجمهورية أو آلية الترشيح، ليحسم من أول جلسة، مؤكدا أن "الإطار التنسيقي جاد بسرعة ترشيح رئيس للحكومة القادمة".