متحور القنطور يجدد التخوفات من فايروس كورونا

بي آيه 2.75 اكتُشف في الهند وعدد الإصابات شهد قفزة في بريطانيا.
السبت 2022/07/16
تراجع التطعيم يؤدي إلى تنامي مخاطر الوباء

يشير خبراء الصحة إلى أن جائحة كورونا لم تنته بعد، ذلك أن المتحورات الجديدة تنذر بموجات أخرى من فايروس كورونا ربما تكون أكثر خطورة من سابقاتها، ويؤكدون أن متحور القنطور أسرع انتشارا من المتحور أوميكرون شديد العدوى ويدعون إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية.

لندن ـ جدد ظهور متحور القنطور من فايروس كورونا القلق عالميا، بعد ظهوره في الهند ووصوله إلى عدد من الدول الأوروبية والولايات المتحدة.

وسجلت أولى الإصابات بمتحور القنطور في الهند ثم ارتفعت أعداد الإصابة به بشكل حاد في بريطانيا، حسب ما نقلته صحيفة “الغارديان” البريطانية.

ورصدت حالات إصابة بالمتحور الجديد -وهو سلالة جديدة من متحور أوميكرون- في أستراليا والولايات المتحدة وألمانيا وكندا وست دول أخرى على الأقل.

والأسبوع الماضي قال المركز الأوروبي لمكافحة الأوبئة إنه يراقب المتحور عن كثب، داعياً غير الحاصلين على اللقاحات المضادة لكورونا إلى الإقبال على التطعيم.

وأوضح أن متحور القنطور قد يتسبب في أمراض أشدّ خطورة، وفق موقع “يورونيوز” الأوروبي. ويعتقد المختصون أن القنطور أسرع انتشاراً من المتحور أوميكرون الذي يعتبر شديد العدوى.

العلماء يعتقدون أن القنطور أسرع انتشارًا من المتحور الفرعي "بي آيه 5" الناجم عن المتحور أوميكرون شديد العدوى

وأطلق علماء الفايروسات على المتحور الجديد اسم “القنطور – بي آيه 2.75” بعد اكتشافه لأول مرة في الهند في أوائل شهر مايو الماضي، وارتفعت حالات الإصابة به بشكل حاد في المملكة المتحدة منذ ذلك الحين.

ويعتقد العلماء أن القنطور أسرع انتشارًا من المتحور الفرعي “بي آيه 5” الناجم عن المتحور أوميكرون شديد العدوى والذي انتشر في الولايات المتحدة منذ أسابيع، وحذر العلماء من أنه قد يتسبب في ثاني أكبر موجة لفايروس كورونا في هذه البلاد.

وسجلت حوالي عشر دول أخرى إصابات بمتحور القنطور من بينها الولايات المتحدة وأستراليا وألمانيا وكندا.

من جانبها أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها تراقب متحور القنطور عن كثب، على الرغم من أن كبيرة علمائها الدكتورة سوميا سواميناثان أكدت أنه “لا توجد عينات كافية حتى الآن لتقييم مدى خطورته”.

وتعمل متغيرات أوميكرون الفرعية على زيادة حالات الإصابة بحوالي 25 في المئة، وفقًا لما أعلنته المنظمة الأممية.

كما أكد مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبرييسوس أن ارتفاع حالات الإصابة بفايروس كورونا يسبب للنظم الصحية والعاملين الصحيين المزيد من الضغط.

وأظهر إحصاء أعدته رويترز أن أكثر من 556.34 مليون نسمة أُصيبوا بفايروس كورونا المستجد على مستوى العالم، في حين وصل إجمالي عدد الوفيات الناتجة عن الفايروس إلى ستة ملايين و779979 وفاة. وتم تسجيل إصابات بالفايروس في أكثر من 210 دول ومناطق منذ اكتشاف أولى حالات الإصابة في الصين خلال ديسمبر 2019. وتشمل قائمة الدول العشر الأكبر من حيث عدد الإصابات الولايات المتحدة والهند والبرازيل وفرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة وإيطاليا وكوريا الجنوبية وروسيا وتركيا.

Thumbnail

ودعا أدهانوم الحكومات إلى ترويج التدابير الاحترازية المجرّبة والمختبرة مثل ارتداء الأقنعة وتحسين التهوية وبروتوكولات الاختبار والتأكيد على ضرورة تلقي اللقاحات والجرعات المعززة.

وفي الوقت نفسه قالت لجنة الطوارئ التابعة لمنظمة الصحة العالمية إن فايروس كورونا لا يزال يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير القلق الدولي وسط ارتفاع حالات الإصابة.

وعبّر علماء الفايروسات عن قلقهم في الأيام الأخيرة من الانتشار السريع لمتحور جديد من سلالة أوميكرون، تشهده الهند خصوصاً، ووصل إلى بعض الدول الأوروبية، أبرزها بريطانيا.

وأطلق العلماء على المتحور الجديد  بي إيه.2.75 اسم “القنطور”، وسجلت أوّل إصابة به في الهند. ومنذ فترة ترتفع الإصابات به بشكل حاد في بريطانيا.

وكان أدهانوم جيبريسوس قد حذر مؤخرا من أن جائحة كوفيد – 19 لم تنته بعد، على الرغم من تراجع الحالات المسجلة منذ ذروة موجة أوميكرون.

وقال في افتتاح الاجتماع السنوي لمنظمة الصحة العالمية إن “تراجع الاختبارات والمتحورات يعني أننا نغض الطرف عن تحور الفايروس”، مشيرا إلى أن “ما يقرب من مليار شخص في البلدان منخفضة الدخل لم يتلقوا اللقاح بعد”.

60

في المئة من سكان العالم تم تطعيمهم ضد فيروس كورونا

وأضاف أنه “في الوقت الذي شهدت فيه الصحة تقدما، حيث تم تطعيم 60 في المئة من سكان العالم، لا يكاد ينتهي الفايروس في مكان ما حتى ينتشر في مكان آخر، والحالات المبلغ عنها تتزايد في حوالي 70 دولة في جميع المناطق”.

وأشار إلى أن الوفيات المسجلة آخذة في الارتفاع في أفريقيا، القارة ذات التغطية الأقل في مجال التطعيم، و57 دولة فقط حول العالم قامت بتلقيح 70 في المئة من سكانها.

وأوضح أنه “في الوقت الذي تحسنت فيه إمدادات اللقاحات في العالم، لم يكن هناك التزام سياسي كاف بطرح اللقاحات في بعض البلدان، وهناك ثغرات في القدرة التشغيلية أو المالية في بلدان أخرى”.

وفايروسات كورونا هي عائلة من الفيروسات التي يمكنها أن تسبب أمراضًا مثل الزكام والالتهاب التنفُّسي الحاد الوخيم (السارس) ومتلازمة الشرق الأوسط التنفُّسية (ميرس). وفي عام 2019 اُكتشِف نوع جديد من فايروسات كورونا تسبب في تفشي مرض كان منشأه في الصين.

ويُعرَف الفايروس باسم فايروس المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة كورونا 2 (سارس – كوف – 2). ويُسمَّى المرض الناتج عنه مرض فايروس كورونا المستجد 2019 (كوفيد – 19). وفي مارس 2020 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فايروس كورونا قد أصبح جائحة عالمية.

وتعكف مجموعات الصحة العامة -ومن بينها مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة ومنظمة الصحة العالمية- على متابعة جائحة كوفيد – 19 ونشر آخر المستجدات على مواقعها عبر الإنترنت. كما أصدرت هذه المنظمات توصيات بشأن الوقاية من الفايروس المسبب لمرض كوفيد – 19 وعلاجه.

17