امتنان الأصدقاء القدامى بتلقي رسالة يفوق التوقعات

التباعد الإجتماعي أسهم في الحد من الاتصالات غير الرسمية بين الأشخاص، لكنها أساسية لتطورهم المهني والشخصي.
الجمعة 2022/07/15
الرسائل طريقة للتواصل بين الأشخاص

واشنطن - يشير بحث جديد إلى أن الأصدقاء القدامى يكونون أكثر امتنانا عندما تصلهم رسالة من صديق عزيز، وأنه كلما كانت الرسالة أو الهدية الصغيرة مفاجئة زاد التقدير الذي يشعر به المستلم.

كما يؤكد البحث أن المخاوف التي تنتاب الشخص الذي يفكر في إرسال رسالة نصية غير متوقعة إلى صديق قديم، ولكن يعتريه الكثير من القلق والخوف من عدم ترحيب الآخر بهذه الرسالة، لا أساس لها من الصحة.

وقالت المؤلفة الرئيسية للبحث الدكتورة بيجي ليو من جامعة بيتسبرغ “إن الكثير من الناس فقدوا الاتصال بالآخرين في حياتهم، بمن في ذلك العديد من الأصدقاء على الرغم من رغبتهم في إعادة الاتصال”، مشيرة إلى أنهم يترددون في القيام بذلك.

وتابعت “تشير هذه النتائج إلى أن ترددهم قد يكون في غير محله، حيث من المرجح أن يقدّر الآخرون التواصل معهم أكثر مما يعتقده الناس”.

وبحسب ليو بدأ الفريق بحثه لأنه شعر بأن الكثير من الناس بدأوا يفقدون الاتصال ببعضهم البعض أكثر فأكثر. وقالت “تساءلنا: لماذا يحدث ذلك؟”.

وروت ليو وزملاؤها في مجلة “الشخصية وعلم النفس الاجتماعي” كيف قاموا بالتحقيق في الأمر من خلال إجراء سلسلة من التجارب بناء على سيناريوهات افتراضية وواقعية شارك فيها أكثر من 5900 شخص.

Thumbnail

وتظهر النتائج أنه في المتوسط حدد المرسلون تقدير المستلمين عند 5.57 على مقياس مكون من سبع نقاط، في حين حدد المستلمون تقديرهم عند 6.17. وقال الفريق إن هذه التجارب وغيرها كشفت أن الأشخاص الذين يتلقون الرسائل يقدرونها بشكل كبير أكثر مما يتوقعه المرسل.

وقالت ليو “أحد أسباب هذا التقليل من التقدير هو أن الأشخاص الذين يفكرون في التواصل لا يفكرون في مدى شعور الآخرين بالدهشة الإيجابية عند التواصل معهم”.

وتابعت “بينما نظهر أن الناس يقللون عادة من تقدير الآخرين للتواصل معهم، يظل السؤال التالي معلقا: كيف يمكننا بالفعل حث الناس على التواصل مع الآخرين بشكل أكبر؟”.

وقد أدى التباعد الاجتماعي إلى إزالة المزيد من الاتصالات غير الرسمية من حياة الأشخاص لكنها أساسية لكل من تطورهم المهني والشخصي.

وقال أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة سانت أندروز ستيفن ريشر والذي لم يشارك في العمل “إن النتائج منطقية، لقد ثبت أن الشعور بالارتباط بالآخرين مفيد لصحتنا الجسدية والعقلية. وفي الواقع هناك مؤلفات جديدة تماما حول ما يسمى بـ’العلاج الاجتماعي’ تُظهر أن مثل هذه الروابط يمكن أن تكون فعالة بشكل ملحوظ في كل شيء للحماية من الاكتئاب والحفاظ على القدرات المعرفية والتعافي من النوبات القلبية…”.

واقترح ريشر أن كوفيد – 19 قد شدد على الحاجة إلى مساعدة الناس على التواصل، وقال “إذا علمنا الوباء أي شيء، فهو أن لدينا جائحة، الوحدة تسبب ضررا جسيما، ونحن بحاجة إلى معالجتها بشكل سريع كمسألة تتعلق بالصحة العامة، يجب أن يكون إيجاد طرق للتواصل بين الأشخاص أولوية”.

17