إيران تزيد تخصيب اليورانيوم عبر أجهزة طرد مركزي متطورة

طهران- أعلنت إيران الأحد بدءها تخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 20 في المئة باستخدام أجهزة طرد مركزي متطورة في محطة “فوردو” النووية، في وقت تعثرت فيه مفاوضات إحياء الاتفاق النووي مع طهران.
ويقول مراقبون إن إعلان طهران عن زيادة تخصيب اليورانيوم في هذا التوقيت يهدف إلى ممارسة المزيد من الضغوط على واشنطن لتقديم تنازلات إضافية تعيد إحياء الاتفاق.
ويشير هؤلاء إلى أن الظروف الحالية وانشغال واشنطن بعدة ملفات ساخنة دولية وإقليمية يمثلان عامل ضاغط على سياساتها المتحفظة نسبيا على بنود إحياء الاتفاق النووي من جديد.
ولا يتوقع محللون أن تتخلى واشنطن عن جل تحفظاتها وتلبي الرغبات الإيرانية، إلا أنها قد تقدّم المزيد من التنازلات لتسوية الملف الإيراني.

رافائيل غروسي: إيران استخدمت نظاما سمح لها بتبديل مستويات التخصيب
ونقل التلفزيون الإيراني الرسمي تصريحات لمتحدث منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، قال فيها إن اليورانيوم المخصب تم جمعه السبت “لأول مرة” من أجهزة طرد مركزي متطورة من طراز آي.آر- 6.
وأضاف كمالوندي أن طهران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة بهذا التطور قبل أسبوعين.
وقالت الوكالة الدولية إنها تحققت السبت من استخدام إيران نظاما سمح لها بالتبديل “بسرعة وسهولة” بين مستويات التخصيب.
ووصف رافائيل غروسي، المدير العام للوكالة، نظام “الرؤوس الفرعية المعدلة” بأنه يسمح لإيران بضخ الغاز المخصب بنسبة تصل إلى 5 في المئة في جهاز طرد مركزي من طراز آي.آر- 6، لإنتاج يورانيوم مخصب بنسبة نقاء تصل إلى 20 في المئة.
وفي وقت سابق، أعلنت إيران زيادة تخصيب اليورانيوم من 60 إلى 90 في المئة، وهي النسبة اللازمة لصنع سلاح نووي.
ويتفاوض دبلوماسيون من إيران والولايات المتحدة وخمس دول أخرى منذ شهور، في العاصمة النمساوية فيينا، حول صفقة لإعادة فرض قيود على برنامج طهران النووي، مقابل رفع العقوبات الاقتصادية التي أعاد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب فرضها بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق في مايو 2018.
وتشمل الخلافات الرئيسية بين واشنطن وطهران شطب المنظمات المرتبطة بالحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، وتقديم ضمانات بأن الإدارات الأميركية المستقبلية لن تنسحب من الصفقة مرة أخرى.
ويضغط مسؤولون نافذون في الإدارة الأميركية على الرئيس جو بايدن لعدم الرضوخ لرغبات طهران في شطب الحرس الثوري الإيراني من قائمة الإرهاب، فيما يرى فريق آخر أن عملية الشطب لن تؤثر عمليا على وضعية الحرس الثوري، وإنما تأثيرها سيكون سياسيا لا أكثر.