الخطط الأميركية للدفاع الجوي الإقليمي تستفز إيران

طهران - حذّرت وزارة الخارجية الإيرانية من أن طرح الولايات المتحدة تعزيز التعاون بين حلفائها الإقليميين في مجال الدفاع الجوي، والذي سيتم بحثه خلال زيارة مرتقبة للرئيس جو بايدن، هو خطوة "استفزازية" قد تهدد الأمن في المنطقة.
ويأتي الموقف الإيراني ردا على إعلان المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جون كيربي الخميس، أن زيارة بايدن الأسبوع المقبل سيتخللها نقاش مسألة "تعزيز التعاون الإقليمي، ولاسيما في مجال الدفاع الجوي" بين حلفاء واشنطن في مواجهة طهران.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني في بيان ليل السبت إن "طرح هذه المسألة استفزازي، والجمهورية الإسلامية الإيرانية تنظر إلى هذه التصريحات من منظور التهديدات ضد الأمن القومي والإقليمي".
وأضاف "إن محاولة إيجاد مخاوف أمنية جديدة في المنطقة لن تؤدي سوى إلى إضعاف الأمن الإقليمي المشترك وتأمين المصالح الأمنية للكيان الصهيوني"، في إشارة إلى إسرائيل.
ومن المقرر أن يزور بايدن إسرائيل والضفة الغربية المحتلة من الثالث عشر إلى الخامس عشر من يوليو، على أن يتوجه بعدها إلى جدّة، في رحلة مباشرة تعتبر سابقة بين الدولة العبرية والسعودية اللتين لا تربط بينهما علاقات رسمية.
وأكد كيربي أن خلال زيارة البلدين الحليفين للولايات المتحدة، سيناقش بايدن "تعزيز التعاون الإقليمي، ولاسيما في مجال الدفاع الجوي".
وأضاف "نواصل العمل على أطر وقدرات دفاع جوّي متكاملة في كلّ أنحاء هذه المنطقة"، بسبب "مخاوف تتعلّق بإيران وقدراتها المتزايدة والمتنامية في مجال الصواريخ الباليستية، ناهيك عن دعمها المستمر للإرهاب في أنحاء المنطقة".
وتابع "نحن نتحدّث في شكل ثنائي مع دول المنطقة بشأن قدرات الدفاع الجوي ونستكشف فكرة دمج هذه القدرات" في إطار مشترك، لتوفير "تغطية جوية أكثر فاعليّة للتعامل مع التهديد الإيراني المتزايد".
وحذّر كنعاني من أن "دخول الأجانب في أي عملية إقليمية لا يوفر الأمن والاستقرار، بل هو بحد ذاته السبب الرئيسي في خلق التوتر والانقسام الإقليمي"، معتبرا أن "توفير أرضية لزيادة وجود أميركا ودورها في آليات الأمن الإقليمي، لن يؤدي إلا إلى انعدام الأمن وعدم الاستقرار وانتشار الإرهاب على المستوى الإقليمي".
وتصاعد التوتر الإقليمي بسبب برنامج طهران النووي، فيما تعرضت إسرائيل والسعودية والإمارات وأجزاء من العراق لضربات جوية باستخدام طائرات مسيّرة وصواريخ، أعلنت ميليشيات مدعومة من إيران مسؤوليتها عنها.
وتعد إسرائيل العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية، وتعارض جهود إحياء الاتفاق النووي الذي أبرم عام 2015 بين القوى الكبرى وطهران، وانسحبت منه واشنطن أحاديا في 2018.
واتهمت إيران الدولة العبرية بالوقوف خلف هجمات وعمليات تخريب طالت منشآت نووية وعسكرية في الجمهورية الإسلامية، واغتيال عدد من علمائها، لاسيما في المجال النووي.
في المقابل، تعد السعودية وإيران أبرز خصمين إقليميين في الخليج. وتبدي الرياض، كما عواصم عربية أخرى، توجسا من البرنامج النووي لإيران، إضافة إلى قدراتها العسكرية والصاروخية، وتتهمها بـ"التدخل" في دول عربية والنزاعات في سوريا ولبنان والعراق واليمن.
وقطعت السعودية علاقاتها مع إيران في مطلع العام 2016، إلا أن البلدين عقدا اعتبارا من أبريل 2021 مباحثات في بغداد برعاية عراقية سعيا لتحسين العلاقات بينهما.