شخصيات إخوانية تدعو حماس إلى التراجع عن التطبيع مع النظام السوري

إسطنبول - نصح وفد من العلماء المسلمين حركة حماس بمراجعة قرارها استعادة العلاقة مع النظام السوري بسبب ما يترتب عليه مما وصفوه بـ"مفاسد عظيمة"، فيما وعد رئيس المكتب السياسي للحركة الإسلامية إسماعيل هنية بعرض الأمر في أقرب اجتماع لمكتب حماس.
وأصدر ثمانية علماء معظمهم ينتمون إلى التنظيم الدولي للإخوان المسلمين السبت بيانا، جاء فيه أنهم سبق أن التقوا بقيادة المكتب السياسي لحركة حماس "للاستماع منهم مباشرة حول ما يتعلق بقرارهم الخاص باستعادة العلاقة مع النظام السوري والقيام بواجب النصيحة"، وذلك في إشارة إلى الاجتماع الذي انعقد في الثالث من يوليو بمدينة إسطنبول التركية، فيما لم يصدر عن حماس أي تعليق فوري عن البيان.
وأوضح البيان أن في القرار "مفاسد عظيمة، ولا يتفق مع المبادئ والقيم والضوابط الشرعية، وهذا في نظر الحاضرين يقتضي أن تقوم الحركة بمراجعته وإعادة دراسته في ضوء ما ذكره العلماء".
وأضاف أن "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وعد بعرض كلام العلماء على مكتب الحركة في أقرب اجتماع له".
وتابع "العلماء في انتظار رد قيادة الحركة ليقوموا بالواجب الشرعي المناسب للموقف، والمحقق لمصلحة قضية فلسطين التي هي قضية المسلمين جميعا".
وكشف وفد العلماء أنه التقى بقيادات من حركة حماس من أجل "قول الحق ونصح الخلق، ويقينا بأهمية قضية فلسطين وسعيا للإسهام في القيام بحقها وحق شعبها المجاهد، وحرصا على الحركة ذات التاريخ الناصع".
وحمل البيان توقيع الشيخ عبدالمجيد الزنداني رئيس هيئة علماء اليمن، والشيخ أسامة الرفاعي رئيس المجلس الإسلامي السوري، والشيخ علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ عصام أحمد البشير نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
كما وقّع البيان الشيخ عبدالحي يوسف عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ محمد عبدالكريم الأمين العام لرابطة علماء المسلمين، والشيخ سامي الساعدي أمين عام مجلس البحوث بدار الإفتاء الليبية، والشيخ وصفي عاشور أبوزيد عضو مجلس أمناء الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.
وتزامن ذلك مع إصدار الداعية الموريتاني محمد الحسن الددو كلمة صوتية، أفتى فيها بعدم جواز استعادة العلاقات مع النظام السوري، لما في ذلك من المفاسد.
وقال الددو مخاطبا حماس "لا أرى أنه يجوز لكم أن تربطوا مع بشار الأسد أي علاقة، لما في ذلك من تلويث الحركة وتشويه سمعتها وإلحاق الضرر الكبير لدى عمقها وهي الأمة الإسلامية وأهل السنة بالخصوص".
وأضاف "فضلا عن إلحاق الضرر بنا جميعا، فكلنا مدافعون عن الحركة، ولكن مثل هذا النوع من القرارات (التطبيع مع الأسد) حرام، ولا نجد وجها للدفاع عنه ولا تسويغه للأمة الإسلامية".
وفي الثامن والعشرين من يونيو الماضي، أكد القيادي في حماس خليل الحية صحة الأنباء التي تحدثت عن قرار الحركة سعيها لاستعادة العلاقات مع النظام السوري.
وقال الحية في حوار لصحيفة "الأخبار" اللبنانية، ردا على سؤال حول طبيعة العلاقات الحالية مع النظام السوري، إن مؤسسات الحركة "أقرت السعي لاستعادة العلاقة مع دمشق"، دون تفاصيل إضافية.
وسبق لمصدر فلسطيني أن كشف في الحادي والعشرين من يونيو أن حركة حماس والنظام السوري يستعدان لفتح صفحة جديدة، واستعادة العلاقات بعد قطيعة استمرت عشرة أعوام.
وقُطعت العلاقات بين حماس ونظام بشار الأسد في عام 2012، إثر اندلاع الثورة السورية.
وشكّل تدخل إيران عسكريا عام 2012 لحماية نظام الأسد من السقوط وتسخير كل قدراتها المالية والعسكرية لذلك، دافعا لحركة حماس لإعلان قادتها وقوفهم إلى جانب خيار الشعب السوري الثائر.
ولا يستبعد مراقبون أن تكون إيران قد لعبت دورا كبيرا في مد يد حماس للنظام السوري مجددا، وهو ما يكشفه تخبط تصريحات قادتها تجاه الثورة السورية، بما يشي بوجود خيوط إيرانية تحركها.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن قرار حماس استعادة العلاقات مع دمشق قد يحقق لها بعض الفوائد، كتعزيز تحالفاتها الإقليمية في مواجهة التحديات التي تواجهها بالمنطقة، لكن في ذات الوقت ستكون له العديد من التداعيات السلبية التي قد تلحق بها، وخاصة على صعيد حاضنتها الشعبية وعمقها العربي.