اليورو في أسوأ أداء أمام الدولار منذ عقدين

المركزي الأوروبي المكلف بالتعامل مع تطور الأسعار في منطقة اليورو، يؤكد أن المرحلة الحالية غير مسبوقة.
الأربعاء 2022/07/06
في مأزق

لندن- سجّل اليورو الثلاثاء أدنى مستوياته مقابل الدولار منذ نحو عقدين من الزمن متأثرا بالتوترات المرتبطة بالطاقة في أوروبا وقوة العملة الأميركية التي تستفيد من السياسة النقدية المشددة للاحتياطي الفيدرالي.

وارتفع سعر صرف العملة الأميركية بنسبة 1.03 في المئة في التعاملات وبلغ سعر صرف اليورو 1.03 دولار. وأوضحت فيونا سينكوتا المحللة لدى مجموعة سيتي إندكس أن “المخاوف المتزايدة من حصول ركود تدفع اليورو إلى الانخفاض فيما الدولار يرتفع”.

وقالت لوكالة الصحافة الفرنسية إن الصرّافين يراهنون على أن الاحتياطي الفيدرالي الأميركي (البنك المركزي) سيواصل رفع أسعار الفائدة لإبقاء التضخم تحت السيطرة.

وتابعت أن “بيانات مؤشر مديري الشراء المنشورة الثلاثاء في أوروبا، أظهرت خطر حدوث تباطؤ في النمو نهاية الربع الثاني من 2022”.

نيل ويلسون: العملة ستتأثر أكثر إن لم يتحرك المركزي الأوروبي

وبالإضافة إلى ذلك، تباطأ نمو النشاط الاقتصادي في منطقة اليورو بشكل حاد في يونيو في القطاع الخاص، وبلغ أدنى مستوياته في 16 شهرا، وفق مؤشر حُسب على أساس استطلاعات شركات ونشرته وكالة أس أند بي غلوبل.

وقال نيل ويلسون المحلل لدى ماركتس.كوم إنه في منطقة اليورو “يبدو أن الركود حتمي”، مضيفا أن “اليورو في وضع سيّئ وما لم يتصرف البنك المركزي الأوروبي سيتأثر سعر الصرف قريبا”.

وتلقي أزمة الطاقة بظلالها على العملة الموحدة. ويرى المركزي الأوروبي المكلف بالتعامل مع تطور الأسعار في منطقة اليورو، أن المرحلة الحالية غير مسبوقة.

وقالت رئيسته كريستين لاغارد خلال ندوة سينترا التي عقدت في البرتغال مؤخرا إن “مستويات التضخم الحالية في أسعار المواد الغذائية والمنتجات الصناعية بلغت حدا لم نلحظه منذ منتصف ثمانينيات القرن الماضي”.

ولفتت إلى أن “زيادة الأسعار بالنسبة إلى الطاقة خلال الأشهر الأخيرة أعلى بكثير من الحدود القصوى التي سجلت بصورة موضعية في السبعينيات خلال الصدمة النفطية الأولى”.

وأكّد تريفور سيكورسكي المحلل لدى إنرجي أسبكتس في تقرير أن “الارتفاع الحاد في أسعار الغاز والكهرباء يشكل خطرا كبيرا على دخول اقتصاد الاتحاد الأوروبي في ركود في وقت أبكر مما كان متوقعا”.

كما أوضح غيّوم دوجان المحلل لدى ويسترن يونيون أن هناك خطر حدوث “نقص في إمدادات الطاقة” وأن الأسر، مع انخفاض القوة الشرائية بسبب تكاليف الطاقة المرتفعة، ستخفّض الطلب عليها.

ومنذ بداية هذا العام، ارتفع سعر الغاز في السوق الأوروبي الرئيسي الهولندي (تي.تي.أف) بنسبة 150 في المئة تقريبا ليصل إلى أكثر من 176 يورو لكل ميغاواط/ساعة الثلاثاء.

ويقترن التضخم المستورد بعوامل محلية خاصة بكل بلد يكون لها تأثير دائم على أسعار الاستهلاك. وفي هذا السياق، يطالب الموظفون بإلحاح متزايد شركاتهم بتعويضات عن تراجع قدرتهم الشرائية، ما قد يساهم في التضخم.

كما أن متوسط معدلات البطالة في سوق العمل ضعيف مقابل نوايا توظيف مرتفعة، ما يصب لصالح زيادة في الرواتب وبالتالي زيادة التضخم.

10