ترجيح انخفاض الاستهلاك العالمي للغاز في 2022

الاستجابة الأكثر استدامة لأزمة الطاقة العالمية الحالية تكمن في تعزيز الجهود والسياسات لاستخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة وتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة.
الأربعاء 2022/07/06
الرهان على الطاقة النظيفة

باريس- رجحت وكالة الطاقة الدولية الثلاثاء انخفاض الاستهلاك العالمي للغاز بشكل طفيف خلال العام الجاري على خلفية تواصل الحرب في أوكرانيا، مما سيحد من نمو الطلب لسنوات قادمة.

وذكر تقرير فصلي أصدرته الوكالة أنه من المتوقع أن يرتفع استهلاك الغاز ببطء خلال السنوات الثلاث المقبلة، في حين أدت الأزمة في شرق أوروبا إلى ارتفاع الأسعار وأثارت مخاوف من استمرار الاضطراب في الإمدادات.

ونتيجة لهذا الوضع الجيوسياسي الجديد، أوضحت الوكالة أن الطلب العالمي على الغاز سيزداد بما يصل إلى 140 مليار متر مكعب بين عامي 2021 و2025.

ويعني ذلك أنه أقل من نصف الإجمالي المتوقع سابقا وأقل من الزيادة المقدرة بحوالي 170 مليار متر مكعب المسجلة للعام الماضي وحده والذي تميز بانتعاش الاقتصاد العالمي المشلول قياسا بالعام 2020 بسبب وباء كوفيد.

كما أن الرقم المتوقع هذا، أقل بكثير من نصف الزيادة في الطلب البالغة 370 مليار متر مكعب في السنوات الخمس الماضية.

وبلغ متوسط الطلب السنوي العالمي على الغاز الطبيعي نحو 3.85 مليار متر مكعب في 2020.

كيسوكي ساداموري: الاستجابة للأزمة تتطلب تسريع التحول إلى الطاقة النظيفة

وبحسب خبراء الوكالة يشكل ذلك عقبة أمام السنوات القليلة المقبلة تُعزى “بشكل أساسي” إلى ضعف النشاط الاقتصادي والتحول الأقل من الفحم والنفط إلى الغاز.

ويعود “الخمس فقط” من هذا التراجع في النمو إلى تحسين كفاءة الطاقة والتحول من الغاز إلى مصادر الطاقة المتجددة. وتظهر هذه النتيجة أهمية “الحاجة إلى تسريع الانتقال إلى الطاقة النظيفة”.

وقال كيسوكي ساداموري مدير قسم الأسواق وسلامة الطاقة في الوكالة إن “حرب روسيا غير المبررة في أوكرانيا تعطل بشكل خطير أسواق الغاز التي تظهر بالفعل علامات شح”.

ويرى أنه من الضروري مواجهة ارتفاع الأسعار الحتمي في حين تتنافس جميع الدول على شحنات الغاز الطبيعي المسال.

وأوضح أن الاستجابة الأكثر استدامة لأزمة الطاقة العالمية الحالية تكمن في تعزيز الجهود والسياسات لاستخدام الطاقة بشكل أكثر كفاءة وتسريع التحول إلى الطاقة النظيفة مثل الغاز الحيوي والميثان الحيوي والهيدروجين الأخضر.

وسيساعد هذا الأمر في تهدئة ارتفاع الأسعار ويسهل حصول الأسواق الناشئة على الإمدادات التي يمكن أن تسهم على المدى القصير في تحسين كثافة الكربون وجودة الهواء.

وذكر التقرير أنه “من غير المرجح” أن تؤثر الاستثمارات الجديدة على إمدادات الغاز حتى بعد 2025.

وعلى العكس من ذلك، خلص التقرير إلى أن الجهد الأوروبي المتزايد للتخلص تدريجيا من الغاز الروسي باستبداله بالغاز الطبيعي المسال، إلى جانب الإمكانية العالمية “المحدودة” لزيادة صادرات الغاز الطبيعي المسال، “يزيدان من مخاطر” التوترات في السوق.

وتزود روسيا الاتحاد الأوروبي بنحو 40 في المئة من حاجته من الغاز، وهي تعد أكبر منتج في العالم، بمتوسط سنوي 638 مليار متر مكعب، وهي كذلك أكبر مصدّر له بمتوسط سنوي 240 مليار متر مكعب.

10